173
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

۲ / ۲

مُواجَهاتُ الإِمامِ عليه السلام مَعَ مُعاوِيَةَ مُباشَرَةً

۷۴۵.تاريخ اليعقوبي :قالَ مُعاوِيَةُ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام : يا أبا عَبدِ اللّهِ ! عَلِمتَ أنّا قَتَلنا شيعَةَ أبيكَ ، فَحَنَّطناهُم وكَفَّنّاهُم وصَلَّينا عَلَيهِم ودَفَنّاهُم ؟
فَقالَ الحُسَينُ : حَجَجتُكَ ۱ ورَبِّ الكَعبَةِ ، لكِنّا وَاللّهِ إن قَتَلنا شيعَتَكَ ما كَفَنّاهُم ولا حَنَّطناهُم ولا صَلَّينا عَليهِم ولا دَفَنّاهُم ۲ . ۳

۷۴۶.نثر الدرّ :لَمّا قَتَلَ مُعاوِيَةُ حُجرَ بنَ عَدِيٍّ وأصحابَهُ ، لَقِيَ في ذلِكَ العامِ الحُسَينَ عليه السلام ، فَقالَ : أبا عَبدِ اللّهِ ، هَل بَلَغَكَ ما صَنَعتُ بِحُجرٍ وأصحابِهِ مِن شيعَةِ أبيكَ ؟ فَقالَ : لا .قالَ : إنّا قَتَلناهُم وكَفَّنّاهم وصَلَّينا عَلَيهِم .
فَضَحِكَ الحُسَينُ عليه السلام ، ثُمَّ قالَ : خَصَمَكَ القَومُ يَومَ القِيامَةِ يا مُعاوِيَةُ . أما وَاللّهِ لَو وَلينا مِثلَها مِن شيعَتِكَ ما كَفَّنّاهُم ولا صَلَّينا عَلَيهِم . وقَد بَلَغَني وُقوعُكَ بِأَبي حَسَنٍ ، وقِيامُكَ وَاعتِراضُكَ بَني هاشِمٍ بِالعُيوبِ ، وَايمُ اللّهِ لَقَد أوتَرتَ غَيرَ قَوسِكَ ، ورَمَيتَ غَيرَ غَرَضِكَ ، وتَناوَلتَها بِالعَداوَةِ مِن مكانٍ قَريبٍ ، ولَقَد أطَعتَ امرَأً ما قَدُمَ إيمانُهُ ،ولا حَدُثَ نِفاقُهُ ، وما نَظَرَ لَكَ ، فانظُر لِنَفسِكَ أو دَع ـ يُريدُ : عَمرَو بنَ العاصِ ـ . ۴

1.في الطبعة المعتمدة : «حجرك» ، والتصويب من طبعة النجف . يقال : حاجَجتُهُ حتّى حَجَجتُه ؛ أي غلَبتُه بالحُجَج التي أدلَيتُ بها ، والحُجّة : البرهان وما دُوفِعَ به الخصم (لسان العرب : ج۲ ص۲۲۸ «حجج») .

2.هو كنايةٌ عن عدّهم كفّارا .

3.تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۳۱ .

4.نثر الدرّ : ج ۱ ص ۳۳۵ ، نزهة الناظر : ص ۸۲ ح ۷ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۴۲ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۸۸ ح ۱۶۳ عن صالح بن كيسان نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۲۹ ح ۱۹ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
172

دينَكَ ، وغَشَشتَ رَعِيَّتكَ ، وأخرَبتَ ۱ أمانَتَكَ ، وسَمِعتَ مَقالَةَ السَّفيهِ الجاهِلِ ، وأخَفتَ الوَرِعَ التَّقِيَّ لِأَجلِهِم ، وَالسَّلامُ .
فَلَمّا قَرَأَ مُعاوِيَةُ الكِتابَ ، قالَ : لَقَد كانَ في نَفسِهِ ضَبٌّ ۲ ما أشعُرُ بِهِ ، فَقالَ يَزيدُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! أجِبهُ جَوابا تُصَغِّرُ إلَيهِ نَفسَهُ ، وتَذكُرُ فيهِ أباهُ بِشَيءٍ فَعَلَهُ .
قالَ : ودَخَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَمرِو بنِ العاصِ ، فَقالَ لَهُ مُعاوِيَةُ : أما رَأَيتَ ما كَتَبَ بِهِ الحُسَينُ ؟ قالَ : وما هُوَ ؟ قالَ : فَأَقرَأَهُ الكِتابَ ، فَقالَ : وما يَمنَعُكَ أن تُجِيبَهُ بِما يُصَغِّرُ إلَيهِ نَفسَهُ ؟ وإنَّما قالَ ذلِكَ في هَوى مُعاوِيَةَ . فَقالَ يَزيدُ : كَيفَ رَأَيتَ يا أميرَ المُؤمِنينَ رَأيي ۳ ؟ فَضَحِكَ مُعاوِيَةُ ، فَقالَ : أمّا يَزيدُ فَقَد أشارَ عَلَيَّ بِمِثلِ رَأيِكَ ، قالَ عَبدُ اللّهِ :فَقَد أصابَ يَزيدُ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : أخطَأتُما ، أرَأَيتُما لَو أنّي ذَهَبتُ لِعَيبِ عَلِيٍّ مُحِقّا ما عَسَيتُ أن أقولَ فيهِ ؟! ومِثلي لا يُحسِنُ أن يَعيبَ بِالباطِلِ وما لا يَعرِفُ ، ومَتى ما عِبتُ بِهِ رَجُلاً بِما لا يَعرِفُهُ النّاسُ ، لَم يُخَوَّل ۴ بِهِ صاحِبُهُ ولا يَراهُ النّاسُ شَيئا وكَذَّبوهُ ، وما عَسَيتُ أن أعيبَ حُسَينا ؟! وَاللّهِ ما أرى لِلعَيبِ فيهِ مَوضِعا ، وقَد رَأَيتُ أن أكتُبَ إلَيهِ أتَوَعَّدُهُ وأتَهَدَّدُهُ ، ثُمَّ رَأَيتُ ألّا أفعَلَ ولا أفحَلَهُ ۵ . ۶

1.في بحار الأنوار والاحتجاج : «أخزَيتَ»، وهو الأنسب .

2.الضَبّ : الحِقْد (المصباح المنير : ص ۳۵۷ «الضبّ») .

3.أراد يزيد بكلامه هذا أن يُبيّن صواب كلامه من خلال موافقته مع كلام عبد اللّه .

4.الظاهر أنّ الصواب : لم يُتَخَوَّلَ به . تَخَوَّلَ الرَّجُلَ : تَعَهَّدَهُ (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۲۲۶ «خول») . وفي بحار الأنوار والاحتجاج : «لَم يَحفِل» وهو الأنسب ، والمعنى : لَم يُبالِ .

5.في بحار الأنوار : «أمحكه» بدل «أفحله» ، والظاهر أنّه الصواب ، قال في لسان العرب : ج ۱۰ ص ۴۸۶ : المَحْكُ : المشادّة والمنازعة في الكلام .

6.رجال الكشّي : ج ۱ ص ۲۵۰ ح ۹۷ و ۹۸ و ۹۹ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۸۹ ح ۱۶۴ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۱۲ ح ۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4689
صفحه از 448
پرینت  ارسال به