167
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

كُمونَ الثَّرى ۱ إن شاءَ اللّهُ وَالسَّلامُ .
وكَتَبَ مُعاوِيَةُ إلَى الحُسَينِ عليه السلام : أمّا بَعدُ فَقَد اُنهِيَت إلَيَّ عَنكَ اُمورٌ إن كانَت حَقّا فَإِنّي لَم أكُن أظُنُّها بِكَ رَغبَةً عَنها ، وإن كانَت باطِلاً فَأَنتَ أسعَدُ النّاسِ بِمُجانَبَتِها ، وبِحَظِّ نَفسِكَ تَبدَأُ ، وبِعَهدِ اللّهِ توفي ، فَلا تَحمِلني عَلى قَطيعَتِكَ وَالإِساءَةِ إلَيكَ ؛ فَإِنّي مَتى أنكَرتُكَ تُنكِرُني ، ومَتى تَكِدني أكِدكَ ، فَاتَّقِ اللّهَ يا حُسَينُ في شَقِّ عَصَا الاُمَّةِ ، وأن تَرُدَّهُم في فِتنَةٍ ! !
فَكَتَبَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام كِتابا غَليظا يَعُدُّ عَلَيهِ فيهِ ما فَعَلَ في أمرِ زيادٍ ، وفي قَتلِ حُجرٍ ، ويَقولُ لَهُ : إنَّكَ قَد فُتِنتَ بِكَيدِ الصّالِحينَ مُذ خَلَفتَ ! فَكِدني ما بَدا لَكَ !
وكانَ آخِرُ نَصِّ الكِتابِ : وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الهُدى ۲ . ۳

۷۴۳.أنساب الأشراف :كَتَبَ مُعاوِيَةُ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام : أمّا بَعدُ ، فَقَدِ انتَهَت إلَيَّ عَنكَ اُمورٌ أرغَبُ ۴ بِكَ عَنها ، فَإِن كانَت حَقّا لَم اُقارَّكَ ۵ عَلَيها ، ولَعَمري إنَّ مَن أعطى صَفقَةَ يَمينِهِ وعَهدَ اللّهِ وميثاقَهُ لَحَرِيٌّ بِالوَفاءِ . وإن كانَت باطِلاً فَأَنتَ أسعَدُ النّاسِ بِذلِكَ ، وبِحَظِّ نَفسِكَ تَبدَأُ ، وبِعَهدِ اللّهِ توفي ، فَلا تَحمِلني عَلى قَطيعَتِكَ وَالإِساءَةِ بِكَ ، فَإِنّي مَتى اُنكِركَ تُنكِرني ، ومَتى تَكِدني أكِدكَ ، فَاتَّقِ شَقَّ عَصا هذِهِ الاُمَّةِ وأن يَرجِعوا عَلى يَدِكَ إلَى الفِتنَةِ ، فَقَد جَرَّبتَ النّاسَ وبَلَوتَهُم ، وأبوكَ كانَ أفضَلَ مِنكَ ، وقَد كانَ اجتَمَعَ عَلَيهِ رَأيُ الَّذينَ يَلوذونَ بِكَ ، ولا أظُنُّهُ يَصلُحُ لَكَ مِنهُم ما كانَ فَسَدَ عَلَيهِ ،

1.الثَرى : التراب النديّ (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۰۸ «الثّرى») .

2.إشارة إلى الآية ۴۸ من سورة طه ، التي علّم اللّه سبحانه فيها موسى وهارون عليهماالسلامكيفيّة الكلام مع فرعون ، وهو نوع تعريضٍ منه عليه السلام بمعاوية .

3.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۶۶ .

4.رغبت عن الشيء : إذا لم ترده وزهدت فيه (الصحاح : ج ۱ ص ۱۳۷ «رغب») .

5.لا أقارك على ما أنت عليه ، أي لا أقرّ معك (تاج العروس : ج ۷ ص ۳۸۸ «قرر») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
166

فَكَتَبَ إلَيهِ مُعاوِيَةُ : لا تَعرِض لِلحُسَينِ في شَيءٍ ؛ فَقَد بايَعَنا ، ولَيسَ بِناقِضِ بَيعَتِنا ولا مُخفِرِ ذِمَّتِنا . ۱
وكَتَبَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام : أمّا بَعدُ ، فَقَدِ انتَهَت إلَيَّ اُمورٌ عَنكَ لَستَ بِها حَرِيّا ، ۲ لِأَنَّ مَن أعطى صَفقَةَ يَمينِهِ جَديرٌ بِالوَفاءِ ، فَاعلَم رَحِمَكَ اللّهُ أنّي مَتى اُنكِركَ تَستَنكِرني ، ومَتى تَكِدني أكِدكَ ، فَلا يَستَفِزَّنَّكَ السُّفَهاءُ الَّذينَ يُحِبّونَ الفِتنَةَ ، وَالسَّلامُ .
فَكَتَبَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام : ما اُريدُ حَربَكَ ، ولَا الخِلافَ عَلَيكَ . ۳

۷۴۲.أنساب الأشراف :كانَ رِجالٌ مِن أهلِ العِراقِ ولُثمانُ ۴ أهلِ الحِجازِ يَختَلِفونَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، يُجِلّونَهُ ويُعَظِّمونَهُ ويَذكُرونَ فَضلَهُ ويَدعونَهُ إلى أنفُسِهِم ، ويَقولونَ : إنّا لَكَ عَضُدٌ ويَدٌ ، لِيَتَّخِذُوا الوَسيلَةَ إلَيهِ ، وهُم لا يَشُكّونَ في أنَّ مُعاوِيَةَ إذا ماتَ لَم يَعدِلِ النّاسُ بِحُسَينٍ عليه السلام أحَدا .
فَلَمّا كَثُرَ اختِلافُ النّاسِ إليهِ ، أتى عَمرُو بنُ عُثمانَ بنِ عَفّانَ مَروانَ بنَ الحَكَمِ ـ وهُوَ إذ ذاكَ عامِلُ مُعاوِيَةَ عَلَى المَدينَةِ ـ فَقالَ لَهُ : قَد كَثُرَ اختِلافُ النّاسِ إلى حُسَينٍ ، وَاللّهِ إنّي لَأَرى أنَّ لَكُم مِنهُ يَوما عَصيبا . فَكَتَبَ مَروانُ ذلِكَ إلى مُعاوِيَةَ ، فَكَتَبَ إلَيهِ مُعاوِيَةُ : بِأَنِ اترُك حُسَينا ما تَرَكَكَ ولَم يُظهِر عَداوَتَهُ ، ويُبدي صَفحَتَهُ ۵ . وَاكمُن ۶ عَنهُ

1.أخفر الذمّة : لم يفِ بها (لسان العرب : ج ۴ ص ۲۵۴ «خفر») .

2.حَرِيّ : أي جدير وخليق (النهاية : ج ۱ ص ۳۷۵ «حرا») .

3.الأخبار الطوال : ص ۲۲۴ .

4.اللِثامُ : ما على الفم من نقاب (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۱۷۴ «لثم») . لفظة «لُثمان» أي المتلثّمون وهم المتنقّبون ، وهو كاشف عن معروفيّتهم ، حيث أرادوا بتلثّمهم أن لا يُعرفوا ، ويؤيّد ذلك نصّ رجال الكشّي الوارد في الحديث ۷۴۴ ، حيث قال : «وجوه أهل الحجاز» .

5.يقال لمن خالف وكاشف : قد أبدى صفحته (راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۸ ص ۳۷۱) .

6.كَمَنَ : اختفى ومنه الكمين في الحرب (الصحاح : ج ۶ ص ۲۱۸۸ «كمن») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4765
صفحه از 448
پرینت  ارسال به