155
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

فَقالَت لَهُ : فَما أصنَعُ يا مَروانُ ؟
قالَ : اِلحَقي بِهِ وَامنَعيهِ ۱ مِنَ الدُّخولِ إلَيهِ .
قالَت : فَكَيفَ ألحَقُهُ ؟
قالَ : هذا بَغلي فَاركَبيهِ وَالحَقِي القَومَ قَبلَ الدُّخولِ .
فَنَزَلَ لَها عَن بَغلِهِ ورَكِبَتهُ ، وأسرَعَت إلَى القَومِ ، وكانَت أوَّلَ امرَأَةٍ رَكِبَتِ السَّرجَ هِيَ ، فَلَحِقَتهُم وقَد صاروا إلى حَرَمِ قَبرِ جَدِّهِما رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَرَمَت بِنَفسِها بَينَ القَبرِ وَالقَومِ ، وقالَت : وَاللّهِ ، لا يُدفَنُ الحَسَنُ هاهُنا أو تُحلَقَ هذِهِ ، وأخرَجَت ناصِيَتَها ۲ بِيَدِها .
وكانَ مَروانُ لَمّا رَكِبَت بَغلَهُ جَمَعَ مَن كانَ مِن بَني اُمَيَّةَ وحَثَّهُم ، فَأَقبَلَ هُوَ وأصحابُهُ وهُوَ يَقولُ :
يا رُبَّ هَيجا هِيَ خَيرٌ مِن دَعَة .
أيُدفَنُ عُثمانُ في أقصَى البَقيعِ ويُدفَنُ الحَسَنُ مَعَ رَسولُ اللّهِ ؟ ! وَاللّهِ ، لا يَكونُ ذلِكَ أبَدا وأنَا أحمِلُ السَّيفَ .
وكادَتِ الفِتنَةُ تَقَعُ ، وعائِشَةُ تَقولُ : وَاللّهِ ، لا يُدخَلُ داري مَن أكرَهُ !
فَقالَ لَهَا الحُسَينُ عليه السلام : هذِهِ دارُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وأنتِ حَشِيَّةٌ ۳ مِن تِسعِ حَشِيّاتٍ خَلَّفَهُنَّ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وإنَّما نَصيبُكَ مِنَ الدّارِ مَوضِعُ قَدَمَيكِ .
فَأَرادَ بَنو هاشِمٍ الكَلامَ وحَمَلُوا السِّلاحَ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : اللّهَ اللّهَ ! لا تَفعَلوا

1.في الطبعة المعتمدة للمصدر : «تلحقي وتمنعي» ، والتصويب من طبعة دار الذخائر وبحار الأنوار .

2.الناصية عند العرب : منبت الشعر في مقدّم الرأس ، لا الشعر الّذي تسمّيه العامة الناصية ، وسمّي الشعر ناصية لنباته من ذلك الموضع (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۳۲۷ «نصو») .

3.الحَشِيّة : الفراش المحشوّ ، والجمع حَشايا ، كَنّى عن النساء ، والتعبير عنهنّ بالفراش شائع (بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۲۷۱) .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
154

السُّيوفُ بَينَنا وتَنقَصِفَ ۱ الرِّماحُ ويَنفَدَ النَّبلُ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أما وَاللّهِ الَّذي حَرَّمَ مَكَّةَ ، لَلحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ ابنُ فاطِمَةَ أحَقُّ بِرَسولِ اللّهِ وبَيتِهِ مِمَّن اُدخِلَ بَيتَهُ بِغَيرِ إذنِهِ ، وهُوَ وَاللّهِ أحَقُّ بِهِ مِن حَمّالِ الخَطايا ، مُسَيِّرِ أبي ذَرٍّ ، الفاعِلِ بِعَمّارٍ ما فَعَلَ ، وبِعَبدِ اللّهِ [بن مسعود] ۲ ما صَنَعَ ، الحامِي الحِمى ، المُؤوي لِطَريدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، لكِنَّكُم صِرتُم بَعدَهُ الاُمَراءَ ، وبايَعَكُم عَلى ذلِكَ الأَعداءُ وأبناءُ الأَعداءُ .
قالَ : فَحَمَلناهُ فَأَتَينا بِهِ قَبرَ اُمِّهِ فاطِمَةَ ۳ ، فَدَفَنّاهُ إلى جَنبِها . ۴

۷۳۳.دلائل الإمامة :لَمّا حَضَرَتهُ [أي الإِمامَ الحَسَنَ عليه السلام ] الوَفاةُ ، قالَ لِأَخيهِ الحُسَينِ عليه السلام : إذا مِتُّ فَغَسِّلني وحَنِّطني وكَفِّنّي ، وصَلِّ عَلَيَّ ، وَاحمِلني إلى قَبرِ جَدّي حَتّى تُلحِدَني إلى جانِبِهِ ، فَإِن مُنِعتَ مِن ذلِكَ فَبِحَقِّ جَدِّكَ رَسولِ اللّهِ وأبيكَ أميرِ المُؤمِنينَ واُمِّكَ فاطِمَةَ وبِحَقّي عَلَيكَ ، إن خاصَمَكَ أحَدٌ رُدَّني إلَى البَقيعِ ، فَادفِنّي فيهِ ولا تُهرِق فِيَّ مِحجَمَةَ دَمٍ .
فَلَمّا فرَغَ مِن أمرِهِ وصَلّى عَلَيهِ وسارَ بِنَعشِهِ يُريدُ قَبرَ جَدِّهِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِيُلحِدَهُ مَعَهُ ، بَلَغَ ذلِكَ مَروانَ بنَ الحَكَمِ طَريدِ رَسولِ اللّهِ ، فَوافى مُسرِعا عَلى بَغلَةٍ حَتّى دَخَلَ عَلى عائِشَةَ ، فَقالَ لَها : يا اُمَّ المُؤمِنينَ ، إنَّ الحُسَينَ يُريدُ أن يَدفِنَ أخاهُ الحَسَنَ عِندَ قَبرِ جَدِّهِ ، ووَاللّهِ لَئِن دَفَنَهُ مَعَهُ لَيَذهَبَنَّ فَخرُ أبيكِ وصاحِبِهِ عُمَرَ إلى يَومِ القِيامَةِ .

1.القصف : الكسر (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۱۶ «قصف») .

2.ضربهما عثمان ضربا شديدا أو أمر بضربهما ، راجع : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : ج ۲ ص ۱۵۸ (القسم الرابع / الفصل الرابع: مبادئ الثورة على عثمان / معاقبة من أنكر عليه أحداثه) .

3.المراد من «فاطمة» هنا : فاطمة بنت أسد رضى الله عنه .

4.الأمالي للطوسي : ص ۱۵۹ ح ۲۶۷ ، بشارة المصطفى : ص ۲۷۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۵۱ ح ۲۲ وراجع : تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۲۵۲ وتاريخ دمشق : ج ۱۳ ص ۲۸۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4748
صفحه از 448
پرینت  ارسال به