السُّيوفُ بَينَنا وتَنقَصِفَ ۱ الرِّماحُ ويَنفَدَ النَّبلُ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أما وَاللّهِ الَّذي حَرَّمَ مَكَّةَ ، لَلحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ ابنُ فاطِمَةَ أحَقُّ بِرَسولِ اللّهِ وبَيتِهِ مِمَّن اُدخِلَ بَيتَهُ بِغَيرِ إذنِهِ ، وهُوَ وَاللّهِ أحَقُّ بِهِ مِن حَمّالِ الخَطايا ، مُسَيِّرِ أبي ذَرٍّ ، الفاعِلِ بِعَمّارٍ ما فَعَلَ ، وبِعَبدِ اللّهِ [بن مسعود] ۲ ما صَنَعَ ، الحامِي الحِمى ، المُؤوي لِطَريدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، لكِنَّكُم صِرتُم بَعدَهُ الاُمَراءَ ، وبايَعَكُم عَلى ذلِكَ الأَعداءُ وأبناءُ الأَعداءُ .
قالَ : فَحَمَلناهُ فَأَتَينا بِهِ قَبرَ اُمِّهِ فاطِمَةَ ۳ ، فَدَفَنّاهُ إلى جَنبِها . ۴
۷۳۳.دلائل الإمامة :لَمّا حَضَرَتهُ [أي الإِمامَ الحَسَنَ عليه السلام ] الوَفاةُ ، قالَ لِأَخيهِ الحُسَينِ عليه السلام : إذا مِتُّ فَغَسِّلني وحَنِّطني وكَفِّنّي ، وصَلِّ عَلَيَّ ، وَاحمِلني إلى قَبرِ جَدّي حَتّى تُلحِدَني إلى جانِبِهِ ، فَإِن مُنِعتَ مِن ذلِكَ فَبِحَقِّ جَدِّكَ رَسولِ اللّهِ وأبيكَ أميرِ المُؤمِنينَ واُمِّكَ فاطِمَةَ وبِحَقّي عَلَيكَ ، إن خاصَمَكَ أحَدٌ رُدَّني إلَى البَقيعِ ، فَادفِنّي فيهِ ولا تُهرِق فِيَّ مِحجَمَةَ دَمٍ .
فَلَمّا فرَغَ مِن أمرِهِ وصَلّى عَلَيهِ وسارَ بِنَعشِهِ يُريدُ قَبرَ جَدِّهِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِيُلحِدَهُ مَعَهُ ، بَلَغَ ذلِكَ مَروانَ بنَ الحَكَمِ طَريدِ رَسولِ اللّهِ ، فَوافى مُسرِعا عَلى بَغلَةٍ حَتّى دَخَلَ عَلى عائِشَةَ ، فَقالَ لَها : يا اُمَّ المُؤمِنينَ ، إنَّ الحُسَينَ يُريدُ أن يَدفِنَ أخاهُ الحَسَنَ عِندَ قَبرِ جَدِّهِ ، ووَاللّهِ لَئِن دَفَنَهُ مَعَهُ لَيَذهَبَنَّ فَخرُ أبيكِ وصاحِبِهِ عُمَرَ إلى يَومِ القِيامَةِ .
1.القصف : الكسر (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۱۶ «قصف») .
2.ضربهما عثمان ضربا شديدا أو أمر بضربهما ، راجع : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : ج ۲ ص ۱۵۸ (القسم الرابع / الفصل الرابع: مبادئ الثورة على عثمان / معاقبة من أنكر عليه أحداثه) .
3.المراد من «فاطمة» هنا : فاطمة بنت أسد رضى الله عنه .
4.الأمالي للطوسي : ص ۱۵۹ ح ۲۶۷ ، بشارة المصطفى : ص ۲۷۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۵۱ ح ۲۲ وراجع : تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۲۵۲ وتاريخ دمشق : ج ۱۳ ص ۲۸۳ .