لكِنَّهُ عليه السلام كانَ أعلَمَ بِاللّهِ ورَسولِهِ وبِحُرمَةِ قَبرِهِ مِن أن يَطرُقَ عَلَيهِ هَدما كَما طَرَقَ ذلِكَ غَيرُهُ ، ودَخَلَ بَيتَهُ بِغَيرِ إذنِهِ .
ثُمَّ أقبَلَ عَلى عائِشَةَ فَقالَ لَها : وَاسَوأَتاه ! يَوما عَلى بَغلٍ ويَوما عَلى جَمَلٍ ، تُريدينَ أن تُطفِئي نورَ اللّهِ ، وتُقاتِلينَ أولِياءَ اللّهِ ، ارجِعي فَقَد كُفِيتِ الَّذي تَخافينَ وبَلَغتِ ما تُحِبّينَ ، وَاللّهُ تَعالى مُنتَصِرٌ لِأَهلِ هذَا البَيتِ ولَو بَعدَ حينٍ .
وقالَ الحُسَينُ عليه السلام : وَاللّهِ لَولا عَهدُ الحَسَنِ عليه السلام إلَيَّ بِحَقنِ الدِّماءِ ، وألّا اُهَريقَ في أمرِهِ مِحجَمَةَ دَمٍ ، لَعَلِمتُم كَيفَ تَأخُذُ سُيوفُ اللّهِ مِنكُم مَأخَذَها ، وقَد نَقَضتُمُ العَهدَ بَينَنا وبَينَكُم ، وأبطَلتُم مَا اشتَرَطنا عَلَيكُم لِأَنفُسِنا .
ومَضَوا بِالحَسَنِ عليه السلام فَدَفَنوهُ بِالبَقيعِ عِندَ جَدَّتِهِ فاطِمَةَ بِنتِ أسَدِ بنِ هاشِمِ بنِ عَبدِ مَنافٍ رَضِيَ اللّهُ عَنها وأسكَنَها جَنّاتِ النَّعيمِ . ۱
۷۳۲.الأمالي للطوسي عن ابن عبّاس :دَخَلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام عَلى أخيهِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام في مَرَضِهِ الَّذي تُوُفِّيَ فيهِ ، فَقالَ لَهُ : كَيفَ تَجِدُكَ يا أخي ؟
قالَ : أجِدُني في أوَّلِ يَومٍ مِن أيّامِ الآخِرَةِ وآخِرِ يَومٍ مِن أيّامِ الدُّنيا ، وَاعلَم أنّي لا أسبِقُ أجَلي ، وأنّي وارِدٌ عَلى أبي وجَدّي عليهماالسلام ، عَلى كُرهٍ مِنّي لِفِراقِكَ وفِراقِ إخوَتِكَ وفِراقِ الأَحِبَّةِ ، وأستَغفِرُ اللّهَ مِن مَقالَتي هذِهِ وأتوبُ إلَيهِ ، بَل عَلى مَحَبَّةٍ مِنّي لِلِقاءِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وأميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ولِقاءِ فاطِمَةَ عليهاالسلام وحَمزَةَ وجَعفَرٍ ، وفِي اللّهِ عز و جل خَلَفٌ مِن كُلِّ هالِكٍ ، وعَزاءٌ مِن كُلِّ مُصيبَةٍ ، ودَرَكٌ مِن كُلِّ ما فاتَ .