وتُحارِبونَ مَن حارَبتُ ، وتُسالِمونَ مَن سالَمتُ .
فَلَمّا سَمِعوا ذلِكَ ارتابوا وأمسَكوا أيدِيَهُم وقَبَضَ هُوَ يَدَهُ . ۱
فَأَتَوُا الحُسَينَ عليه السلام ، فَقالوا لَهُ : اُبسُط يَدَكَ نُبايِعكَ عَلى ما بايَعنا عَلَيهِ أباكَ ، وعَلى حَربِ المُحِلّينَ الضّالّينَ أهلِ الشّامِ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : مَعاذَ اللّهِ أن اُبايِعَكُم ما كانَ الحَسَنُ حَيّا ! ۲
۷۲۴.الأخبار الطوال :دَخَلَ [حُجرُ بنُ عَدِيٍّ] عَلَى الحُسَينِ عليه السلام مَعَ عُبَيدَةَ بنِ عَمرٍو ، فَقالا : أبا عَبدِ اللّهِ ، شَرَيتُمُ الذُّلَّ بِالعِزِّ ، وقَبِلتُمُ القَليلَ وتَرَكتُمُ الكَثيرَ ، أطِعنَا اليَومَ وَاعصِنَا الدَّهرَ ، دَعِ الحَسَنَ عليه السلام وما رَأى مِن هذَا الصُّلحِ ، وَاجمَع إلَيكَ شيعَتَكَ مِن أهلِ الكوفَةِ وغَيرِها ، ووَلِّني وصاحِبي هذِهِ المُقَدِّمَةَ ، فَلا يُشعِرُ ابنُ هِندٍ إلّا ونَحنُ نُقارِعُهُ بِالسُّيوفِ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام ، إنّا قَد بايَعنا وعاهَدنا ولا سَبيلَ لِنَقضِ بَيعَتِنا . ۳
۷۲۵.أنساب الأشراف :لَمّا بايَعَ الحَسَنُ عليه السلام مُعاوِيَةَ ومَضى ، تَلاقَتِ الشّيعَةُ بِإِظهارِ الحَسرَةِ وَالنَّدَمِ عَلى تَركِ القِتالِ وَالإِذعانِ بِالبَيعَةِ ، فَخَرَجَت إلَيهِ جَماعَةٌ مِنهُم فَخَطَّؤوهُ فِي الصُّلحِ ، وعَرَضوا لَهُ بِنَقضِ ذلِكَ ، فَأَباهُ وأجابَهُم بِخِلافِ ما أرادوهُ عَلَيهِ .
ثُمَّ إنَّهُم أتَوُا الحُسَينَ عليه السلام فَعَرَضوا عَلَيهِ ما قالوا لِلحَسَنِ عليه السلام ، وأخبَروهُ بِما رَدَّ عَلَيهِم ، فَقالَ : قَد كانَ صُلحٌ وكانَت بَيعَةٌ كُنتُ لَها كارِها ، فَانتَظِروا ما دامَ هذَا الرَّجُلُ [مُعاوِيَةَ] حَيّا ، فَإِن يَهلِك نَظَرنا ونَظَرتُم .