135
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

بِتَقوَى اللّهِ فِي الغِنى وَالفَقرِ ، وكَلِمَةِ الحَقِّ فِي الرِّضا وَالغَضَبِ ، وَالقَصدِ فِي الغِنى وَالفَقرِ ، وبِالعَدلِ عَلَى الصَّديقِ وَالعَدُوِّ ، وبِالعَمَلِ فِي النِّشاطِ وَالكَسَلِ ، وَالرِّضا عَنِ اللّهِ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ .
أي بُنَيَّ! ما شَرٌّ بَعدَهُ الجَنَّةُ بِشَرٍّ، ولا خَيرٌ بَعدَهُ النّارُ بِخَيرٍ. وكُلُّ نَعيمٍ دُونَ الجَنَّةِ مَحقورٌ، وكُلُّ بَلاءٍ دونَ النّارِ عافِيَةٌ.
وَاعلَم ـ أي بُنَيَّ ـ ، أنَّهُ مَن أبصَرَ عَيبَ نَفسِهِ شَغَلَ عَن عَيبِ غَيرِهِ، ومَن تَعَرّى مِن لِباسِ التَّقوى لَم يَستَتِر بِشَيءٍ مِنَ اللِّباسِ ، ومَن رَضِيَ بِقِسمِ اللّهِ لَم يَحزَنَ عَلى ما فاتَهُ، ومَن سَلَّ سَيفَ البَغيِ قُتِلَ بِهِ، ومَن حَفَرَ بِئرا لِأَخيهِ وَقَعَ فيها، ومَن هَتَكَ حِجابَ غَيرِهِ انكَشَفَت عَوراتُ بَيتِهِ ، ومَن نَسِيَ خَطيئَتَهُ استَعظَمَ خَطيئَةَ غَيرِهِ، ومَن كابَدَ ۱ الاُمورَ عَطَبَ ۲ ، ومَنِ اقتَحَمَ الغَمَراتِ ۳ غَرِقَ، ومَن اُعجِبَ بِرَأيهِ ضَلَّ، ومَنِ استَغنى بِعَقلِهِ زَلَّ، ومَن تَكَبَّرَ عَلَى النّاسِ ذَلَّ، ومَن خالَطَ العُلَماءَ وُقِّرَ، ومَن خالَطَ الأَنذالَ حُقِّرَ، ومَن سَفِهَ عَلَى النّاسِ شُتِمَ، ومَن دَخَلَ مَداخِلَ السَّوءِ اتُّهِمَ، ومَن مَزَحَ استُخِفَّ بِهِ، ومَن أكثَرَ مِن شَيءٍ عُرِفَ بِهِ، ومَن كَثُرَ كَلامُهُ كَثُرَ خَطاؤُهُ، ومَن كَثُرَ خَطاؤُهُ قَلَّ حَياؤُهُ، ومَن قَلَّ حَياؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ، ومَن قَلَّ وَرَعُهُ ماتَ قَلبُهُ، ومَن ماتَ قَلبُهُ دَخَلَ النّارَ .
أي بُنَيَ! مَن نَظَرَ في عُيوبِ النّاسِ ورَضِيَ لِنَفسِهِ بِها فَذاكَ الأَحمَقُ بِعَينِهِ، ومَن تَفَكَّرَ اعتَبَرَ، ومَنِ اعتَبَرَ اعتَزَلَ، ومَنِ اعتَزَلَ سَلِمَ، ومَن تَرَكَ الشَّهَواتِ كانَ حُرّا، ومَن تَرَكَ الحَسَدَ كانَت لَهُ المَحَبَّةُ عِندَ النّاسِ .

1.الكَبَدُ : الشدّة . كابدت الأمر ؛ إذا قاسيت شدّته (الصحاح : ج ۲ ص ۵۳ «كبد») .

2.العَطَبُ : الهلاك (الصحاح : ج ۱ ص ۱۸۴ «عطب») .

3.الغَمْرُ : الماء الكثير (الصحاح : ج ۲ ص ۷۷۲ «غمر») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
134

أميرُ المُؤمِنينَ! ألا لا تَقتُلُنَّ بي إلّا قاتِلي ، انظُروا إذا أنا مِتُّ مِن ضَربَتِهِ هذِهِ ، فَاضرِبوهُ ضَربَةً بِضَربَةٍ ، ولا تُمَثِّلوا بِالرَّجُلِ ، فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «إيّاكُم وَالمُثلَةَ ولَو بِالكَلبِ العَقورِ». ۱

۷۰۹.تاريخ الطبريـ في ذِكرِ خَبرِ مَقتَلِ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلامـ : دَعا [عَلِيٌّ عليه السلام ] حَسَنا وحُسَينا عليهماالسلام ، فَقالَ : اُوصيكُما بِتَقوَى اللّهِ ، وألّا تَبغِيَا الدُّنيا وإن بَغَتكُما ، ولا تَبكِيا عَلى شَيءٍ زُوِيَ عَنكُما ، وقولَا الحَقَّ ، وَارحَمَا اليَتيمَ ، وأغيثَا المَلهوفَ ، وَاصنَعا لِلآخِرَةِ ، وكونا لِلظّالِمِ خَصما ولِلمَظلومِ ناصِرا ، وَاعمَلا بِما فِي الكِتابِ ولا تَأخُذكُما فِي اللّهِ لَومَةُ لائِمٍ .
ثُمَّ نَظَرَ إلى مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ ، فَقالَ : هَل حَفِظتَ ما أوصَيتُ بِهِ أخَوَيكَ ؟ قالَ : نَعَم .
قالَ : فَإِنّي اُوصيكَ بِمِثلِهِ ، واُوصيكَ بِتَوقيرِ أخَوَيكَ ؛ لِعَظيمِ حَقِّهِما عَلَيكَ ، فَاتَّبِع أمرَهُما ، ولا تَقطَع أمرا دونَهُما .
ثُمَّ قالَ : اُوصيكُما بِهِ ؛ فَإِنَّهُ شَقيقُكُما وَابنُ أبيكُما ، وقَد عَلِمتُما أنَّ أباكُما كانَ يُحِبُّهُ . ۲

۴ / ۱۱

وَصِيَّةُ الإِمامِ عَلِيٍّ لِلحُسَينِ عليهماالسلام

۷۱۰.تحف العقول عن الإمام عليّ عليه السلامـ في وَصِيَّتِهِ لِابنِهِ الحُسَينِ عليه السلامـ : يا بُنَيَّ! اُوصيكَ

1.نهج البلاغة : الكتاب ۴۷، روضة الواعظين: ص ۱۵۲ ، بحار الأنوار: ج ۴۲ ص ۲۵۶ ح ۷۸ ؛ المعجم الكبير : ج ۱ ص ۱۰۱ ح ۱۶۸ ، عن إسماعيل بن راشد ، جواهر المطالب : ج ۲ ص ۱۰۱ كلاهما نحوه .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۴۷ ، المناقب للخوارزمي : ص ۳۸۴ ؛ كشف الغمّة : ج ۲ ص ۵۷ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۲ ص ۲۴۵ ح ۴۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4397
صفحه از 448
پرینت  ارسال به