133
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

الرَّجُلِ الحَدُّ ، ولا يَعرِفَنَّ أحَدُكُم صاحِبَهُ ، فَأَخرَجَهُ إلَى الجَبّانِ ۱ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أنظِرني اُصَلّي رَكعَتَينِ . ثُمَّ وَضَعَهُ في حُفرَتِهِ وَاستَقبَلَ النّاسَ بِوَجهِهِ ، فَقالَ : يا مَعاشِرَ المُسلِمينَ ! إنَّ هذا حَقٌّ مِن حُقوقِ اللّهِ عز و جل ؛ فَمَن كَانَ للّهِ في عُنُقِهِ حَقٌّ فَليَنصَرِف ولا يُقيمُ حُدودَ اللّهِ مَن في عُنُقِهِ للّهِ حَدٌّ ، فَانصَرَفَ النّاسُ وبَقِيَ هُوَ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهم السلام ، فَأَخَذَ حَجَرا فَكَبَّرَ ثَلاثَ تَكبيراتٍ ثُمَّ رَماهُ بِثَلاثَةِ أحجارٍ في كُلِّ حَجَرٍ ثَلاثَ تَكبيراتٍ ، ثُمَّ رَماهُ الحَسَنُ عليه السلام مِثلَ ما رَماهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ، ثُمَّ رَماهُ الحُسَينُ عليه السلام فَماتَ الرَّجُلُ ، فَأَخرَجَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام فَأَمَرَ فَحُفِرَ لَهُ وصَلّى عَلَيهِ ودَفَنَهُ ، فَقيلَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ألا تُغَسِّلُهُ ؟
فَقالَ : قَدِ اغتَسَلَ بِما هُوَ طاهِرٌ إلى يَومِ القِيامَةِ ، لَقَد صَبَرَ عَلى أمرٍ عَظيمٍ . ۲

۴ / ۹

وَصِيَّةُ الإِمامِ عَلِيٍّ لِلحَسَنِ في أخيهِ الحُسَينِ عليهم السلام

۷۰۷.الأمالي للمفيد عن الفجيع العقيلي عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عن أبيه عليهماالسلام في وَصِيَّتِهِ لَهُ ـ :وأمّا أخوكَ الحُسَينُ فَهُوَ ابنُ اُمِّكَ ، ولا أزيدُ الوَصاةَ بِذلِكَ ، وَاللّهُ الخَليفَةُ عَلَيكُم ، وإيّاهُ أسأَلُ أن يُصلِحَكُم ، وأن يَكُفَّ الطُغاةَ البُغاةَ عَنكُم ، وَالصَّبرَ الصَّبرَ حَتّى يَتَوَلَّى اللّهُ الأَمرَ ! ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . ۳

۴ / ۱۰

وَصِيَّةُ الإِمامِ عَلِيٍّ لِلحَسَنَينِ عليهم السلام

۷۰۸.نهج البلاغة : مِن وَصِيَّةٍ لَهُ [أيِ الإِمامِ عَلِيٍّ] عليه السلام لِلحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهماالسلامـ لَمّا ضَرَبَهُ ابنُ مُلجَمٍ لَعَنَه
ُ اللّهُ
ـ : اُوصيكُما بِتَقوَى اللّهِ وألّا تَبغِيَا الدُّنيا وإن بَغَتكُما ، ولا تَأسَفا عَلى شَيءٍ مِنها زُوِيَ ۴ عَنكُما ، وقولا بِالحَقِّ ، وَاعمَلا لِلأَجرِ ، وكونا لِلظّالِمِ خَصما ولِلمَظلومِ عَونا.
اُوصيكُما وجَميعَ وُلدي وأهلي ومَن بَلَغَهُ كِتابي ، بِتَقوَى اللّهِ ونَظمِ أمرِكُم، وصَلاحِ ذاتِ بَينِكُم ، فَإِنّي سَمِعتُ جَدَّكُما صلى الله عليه و آله يَقولُ : «صَلاحُ ذاتِ البَينِ أفضَلُ مِن عامَّةِ الصَّلاةِ وَالصِّيامِ» .
اللّهَ اللّهَ فِي الأَيتامِ ، فَلا تُغِبُّوا أفواهَهُم ، ولا يَضيعوا بِحَضرَتِكُم .
وَاللّهَ اللّهَ في جيرانِكُم ، فَإِنَّهُم وَصِيَّةُ نَبِيِّكُم ، ما زالَ يوصي بِهِم حَتّى ظَنَنّا أنَّهُ سَيُوَرِّثُهُم .
وَاللّهَ اللّهَ فِي القُرآنِ ، لا يَسبِقُكُم بِالعَمَلِ بِهِ غَيرُكُم .
وَاللّهَ اللّهَ فِي الصَّلاةِ ، فَإِنَّها عَمودُ دينِكُم .
وَاللّهَ اللّهَ في بَيتِ رَبِّكُم ، لا تُخلوهُ ما بَقيتُم ، فَإِنَّهُ إن تُرِكَ لَم تُناظَروا .
وَاللّهَ اللّهَ فِي الجِهادِ بِاَ?موالِكُم وأنفُسِكُم وألسِنَتِكُم في سَبيلِ اللّهِ .
وعَلَيكُم بِالتَّواصُلِ وَالتَّباذُلِ ، وإيّاكُم وَالتَّدابُرَ وَالتَّقاطُعَ . لا تَترُكُوا الأَمرَ بِالمَعروفِ وَالنَّهيَ عَنِ المُنكَرِ ، فَيُوَلّى عَلَيكُم شِرارُكُم ثُمَّ تَدعونَ فَلا يُستَجابُ لَكُم .
يا بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ، لا اُلفِيَنَّكُم تَخوضونَ دِماءَ المُسلِمينَ خَوضا ، تَقولونَ : قُتِلَ

1.الجَبّان : في الأصل الصحراء ، وأهل الكوفة يُسمّون المقابر جَبّانة (معجم البلدان : ج ۲ ص ۹۹) .

2.الكافي : ج ۷ ص ۱۸۸ ح ۳ ، تفسير القمّي : ج ۲ ص ۹۶ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۰ ص ۲۹۲ ح ۶۶ وراجع : الكافي : ج ۷ ص ۱۸۵ ح ۱ وتهذيب الأحكام : ج ۱۰ ص ۹ ح ۲۳ وكتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۴ ص ۳۲ ح ۵۰۱ .

3.الأمالي للمفيد : ص ۲۲۰ ح ۱ ، الأمالي للطوسي : ص ۸ ح ۸ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۱۶۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۲ ص ۲۰۳ ح ۷ وفيه «اُريد» بدل «أزيد» ؛ الفصول المهمّة : ص ۱۳۴ وفيه «أنّ يدك وصياته» بدل «أزيد الوصاة بذلك» .

4.زوى الشيء يزويه فانزوى : نحّاه فتنحّى ، وزواه : قبضه (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۳۶۳ «زوي») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
132

اللّهُمَّ احفَظ حَسَنا وحُسَينا ، ولا تُمَكِّن فَجَرَةَ قُرَيشٍ مِنهُما ما دُمتُ حَيّا ، فَإِذا تَوَفَّيتَني فَأَنتَ الرَّقيبُ عَلَيهِم ، وأنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ شَهيدٌ . ۱

۴ / ۸

إجراءُ الحَدِّ مَعَ أبيهِ وأخيهِ

۷۰۶.الكافي عن أحمد بن محمّد بن خالد رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام :أتاهُ رَجُلٌ بِالكُوفَةِ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّي زَنَيتُ فَطَهِّرني ، قالَ : مِمَّن أنتَ ؟ قالَ : مِن مُزَينَةَ ، قالَ : أتَقرَاُ مِنَ القُرآنِ شَيئا ؟ قالَ : بَلى ، قالَ : فَاقرَأ ، فَقَرأَ فَأَجادَ ، فَقالَ : أبِكَ جِنَّةٌ ؟ قالَ : لا ، قالَ : فَاذهَب حَتّى نَسأَلَ عَنكَ ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ .
ثُمَّ رَجَعَ إلَيهِ بَعدُ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّي زَنَيتُ فَطَهِّرني ، فَقالَ : ألَكَ زَوجَةٌ ؟ قالَ : بَلى ، قالَ : فَمُقيمَةٌ مَعَكَ فِي البَلَدِ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فَأَمَرَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام فَذَهَبَ ، وقالَ : حَتّى نَسأَلَ عَنكَ . فَبَعَثَ إلى قَومِهِ فَسَأَلَ عَن خَبَرِهِ ، فَقالوا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، صَحيحُ العَقلِ .
فَرَجَعَ إلَيهِ الثّالِثَةَ ، فَقالَ لَهُ مِثلَ مَقالَتِهِ ، فَقالَ لَهُ : اِذهَب حَتّى نَسأَلَ عَنكَ .
فَرَجَعَ إلَيهِ الرّابِعَةَ ، فَلَمّا أقَرَّ ، قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام لِقَنبَرٍ : اِحتَفِظ بِهِ ، ثُمَّ غَضِبَ ، ثُمَّ قالَ : ما أقبَحَ بِالرَّجُلِ مِنكُم أن يَأتِيَ بَعضَ هذِهِ الفَواحِشِ فَيَفضَحَ نَفسَهُ عَلى رُؤوسِ المَلَأِ ! أفَلا تابَ في بَيتِهِ ؟ فَوَ اللّهِ لَتَوبَتُهُ فيما بَينَهُ وبَينَ اللّهِ أفضَلُ مِن إقامَتي عَلَيهِ الحَدَّ .
ثُمَّ أخرَجَهُ ونادى فِي النّاسِ : يا مَعشَرَ المُسلِمينَ اخرُجوا لِيُقامَ عَلى هذَا

1.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۲۰ ص ۲۹۸ ح ۴۱۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4444
صفحه از 448
پرینت  ارسال به