131
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

إلَيهِ أبوهُ عليه السلام فَسَقاهُ جُرعَةً مِنَ الماءِ ، ثُمَّ صَبَّ الماءَ بَينَ دِرعِهِ وجِلدِهِ ، فَرَأَيتُ عَلَقَ ۱ الدَّمِ يَخرُجُ مِن حَلَقِ الدِّرعِ .
ثُمَّ أمهَلَهُ ساعَةً ثُمَّ قالَ : يا بُنَيَّ! شُدَّ عَلَى المَيسَرَةِ ، فَحَمَلَ مَعَ أصحابِهِ عَلى مَيسَرَةِ عَسكَرِ مُعاوِيَةَ ، فَكَشَفَهُم ، ثُمَّ رَجَعَ وبِهِ جَراحَةٌ وَهُوَ يَقُولُ : الماءَ الماءَ ، فَقامَ إلَيهِ أبُوهُ عليه السلام فَفَعَلَ بِهِ مِثلَ الأوَّلِ ، ثُمَّ قالَ : يا بُنَيَّ ، شُدَّ عَلَى القَلبِ ، فَشَدَّ عَلَيهِم فَكَشَفَهُم ، ثُمَّ رَجَعَ وقَد أثقَلَتهُ الجِراحاتُ وهُوَ يَبكي ، فَقامَ إلَيهِ أبوهُ عليه السلام فَقَبَّلَ ما بَينَ عَينَيهِ ، وقالَ : سَرَرتَني فِداكَ أبوكَ ! لَقَد سَرَرتَني ـ وَاللّهِ ـ يا بُنَيَّ بِجِهادِكَ بَينَ يَدَيَّ ، فَما يُبكيكَ ؟ أفَرَحٌ أم جَزَعٌ ؟
فَقالَ : كَيفَ لا أبكي وقَد عَرَّضتَني لِلمَوتِ ثَلاثَ مَرّاتٍ فَسَلَّمَنِيَ اللّهُ تَعالى ، وكُلَّما رَجَعتُ إلَيكَ لِتُمهِلَني عَنِ الحَربِ فَما أمهَلتَني ، وهذانِ أخَوايَ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلامما تَأمُرُهُما بِشَيءٍ !
فَقَبَّلَ عليه السلام رَأسَهُ وقالَ : يا بُنَيَّ ، أنتَ ابني ، وهذانِ ابنا رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أفَلا أصونُهُما عَنِ القَتلِ ؟
قالَ : بَلى يا أبَتاهُ ، جَعَلَنِيَ اللّهُ فِداكَ وفِداهُما ! ۲

۴ / ۷

دُعاءُ الإِمامِ عَلِيٍّ لِلحَسَنَينِ عليهم السلام

۷۰۵.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد عن الإمام عليّ عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أستَعديكَ ۳ عَلى قُرَيشٍ ؛ فَإِنَّهُم أضمَروا لِرَسولِكَ صلى الله عليه و آله ضُروبا ۴ مِنَ الشَّرِّ وَالغَدرِ ، فَعَجَزوا عَنها وحُلتَ بَينَهُم وبَينَها ، فَكانَتِ الوَجبَةُ ۵ بي وَالدّائِرَةُ ۶ عَلَيَّ .

1.العلق : الدم الغليظ ، والقطعة منه علقة (الصحاح : ج ۴ ص ۱۵۲۹ «علق») .

2.ذوب النضّار : ص ۵۶ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۴۸ .

3.استعداه : استغاثه واستنصره (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۶۰ «عدا») .

4.الضرب : الصيغة والصنف من الأشياء (الصحاح : ج ۱ ص ۱۶۹ «ضرب») .

5.أصل الوجوب : السقوط والوقوع (لسان العرب : ج ۱ ص ۷۹۴ «وجب») .

6.دارت عليه الدوائر : أي نزلت به الدواهي ، والدائرة : الهزيمة والسوء (لسان العرب : ج ۴ ص ۲۹۷ «دور») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
130

هذَينِ أن يَهلِكا ، وقَد عَلِمتُ أن لَولا مَكاني لَم يَستَقدِما ـ يَعني مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ وعَبدَ اللّهِ بنَ جَعفَرٍ ـ وَايمُ اللّهِ لَئِن لَقيتُهُم بَعدَ يَومي لَاَ?لقَيَنَّهُم ولَيسَ هُما مَعي في عَسكَرٍ ولا دارٍ . ۱

۷۰۲.نثر الدرّ :قالَ المُنافِقونَ لَهُ [لِمُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ] : لِمَ يُغَرِّرُ ۲ بِكَ أميرُ المُؤمِنينَ في الحَربِ ولا يُغَرِّرُ بِالحَسَنِ وَالحُسَينِ ؟
قالَ : لِأنَّهُما عَيناهُ ، وأنَا يَمينُهُ ؛ فَهُوَ يَدفَعُ بِيَمينِهِ عَن عَينَيهِ . ۳

۷۰۳.تهذيب الكمال عن الزهري :قالَ رَجُلٌ لِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ ابنِ الحَنَفِيَّةِ : ما بالُ أبيكَ كانَ يَرمي بِكَ في مَرامٍ لا يَرمي فيهَا الحَسَنَ وَالحُسَينَ ؟
قالَ : لِأنَّهُما كانا خَدَّيهِ وكُنتُ يَدَهُ ، فَكانَ يَتَوَقّى بِيَدِهِ عَن خَدَّيهِ . ۴

۷۰۴.ذوب النضار عن ابن عبّاس :لَمّا كانَ يَومٌ مِن أيّامِ صِفّينَ دَعا عَلِيٌّ عليه السلام ابنَهُ مُحَمَّدَ ابنَ الحَنَفِيَّةِ ، فَقالَ لَهُ : شُدَّ عَلَى المَيمَنَةِ ، فَحَمَلَ مُحَمَّدٌ مَعَ أصحابِهِ ، فَكَشَفَ مَيمَنَةَ عَسكَرِ مُعاوِيَةَ ، ثُمَّ رَجَعَ وقَد جُرِحَ ، فَقالَ : العَطشَ العَطشَ ! فَقامَ

1.وقعة صفّين : ص ۵۲۹ .

2.غَرَّر به : عرّضه للهلكة (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۱۰۱ «غرر») .

3.نثر الدرّ: ج۱ ص۴۰۶، ذوب النضّار: ص۵۵، كشف الغمّة : ج۲ ص۲۳۷ نحوه، بحار الأنوار: ج۴۲ ص۹۹ و ج ۴۵ ص ۳۴۸ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱ ص ۲۴۴ ، ربيع الأبرار : ج ۳ ص ۵۲۱ نحوه .

4.تهذيب الكمال : ج ۲۶ ص ۱۵۲ ، سير أعلام النبلاء : ج ۴ ص ۱۱۷ ، تاريخ دمشق : ج ۵۴ ص ۳۳۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4505
صفحه از 448
پرینت  ارسال به