127
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

المُؤمِنينَ عليه السلام وأهلُ البَصرَةِ نَشَرَ الرّايَةَ ـ رايَةَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ـ فَزُلزِلَت أقدامُهُم ، فَمَا اصفَرَّتِ الشَّمسُ حَتّى قالوا : آمِنّا يَابنَ أبي طالِبٍ ، فَعِندَ ذلِكَ قالَ : لا تَقتُلُوا الأَسرى ولا تُجهِزُوا ۱ الجَرحى ، ولا تَتبَعوا مُوَلِّيا ، ومَن ألقُى سِلاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ ، ومَن أغلَقَ بابَهُ فَهُوَ آمِنٌ .
ولَمّا كانَ يَومُ صِفّينَ سَأَلوهُ نَشرَ الرّايَةِ فَأَبى عَلَيهِم ، فَتَحَمَّلوا عَلَيهِ بِالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهماالسلاموعَمّارِ بنِ ياسِرٍ ، فَقالَ لِلحَسَنِ : يا بُنَيَّ ، إنَّ لِلقَومِ مُدَّةً يَبلُغونَها ، وإنَّ هذِهِ رايَةٌ لا يَنشُرُها بَعدي إلَا القائِمُ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ . ۲

۶۹۵.المناقب لابن شهرآشوب عن إسماعيل بن رجاء وعمرو بن شعيب :أنَّهُ مَرَّ الحُسَينُ عليه السلام عَلى عَبدِ اللّهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ ، فَقالَ عَبدُ اللّهِ : مَن أحَبَّ أن يَنظُرَ إلى أحَبِّ أهلِ الأَرضِ إلى أهلِ السَّماءِ فَليَنظُر إلى هذَا المُجتازِ ، وما كَلَّمتُهُ مُنذُ لَيالي صِفّينَ . فَأَتى بِهِ أبو سَعيدٍ الخُدرِيُّ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أتَعلَمُ أنّي أحَبُّ أهلِ الأَرضِ إلى أهلِ السَّماءِ وتُقاتِلُني وأبي يَومَ صِفّينَ ؟! وَاللّهِ إنَّ أبي لَخَيرٌ مِنّي . فَاستَعذَرَ وقالَ: إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله قالَ لي : أطِع أباكَ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أما سَمِعتُ قَولَ اللّهِ تَعالى : «وَ إِن جَـهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا» ۳ ، وقَولَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «إنَّمَا الطّاعَةُ فِي المَعروفِ» ، وقَولَهُ : «لا طاعَةَ لِمَخلوقٍ في مَعصِيَةِ الخالِقِ» ؟ ۴

1.جَهَزَ على الجريح وأجهزَ : أثبت قتلَه وأسرعه ، وتمّم عليه (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۱۷۱ «جهاز») .

2.الغيبة للنعماني : ص ۳۰۷ ح ۱ ، بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۲۱۰ ح ۱۶۵ .

3.لقمان : ۱۵ .

4.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۷۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۳ ص ۲۹۷ ح ۵۹ وراجع : المعجم الأوسط : ج ۴ ص ۱۸۱ ح ۳۹۱۷ واُسد الغابة : ج ۳ ص ۳۴۷ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
126

مُعاوِيَةَ وذلِكَ قَبلَ خُروجِ النّاسِ إلَى القِتالِ ـ :ثُمَّ قامَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام خَطيبا ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ بِما هُوَ أهلُهُ ، ثُمَّ قالَ : يا أهلَ الكوفَةِ ! أنتُمُ الأَحِبَّةُ الكُرَماءُ ، وَالشِّعارُ دونَ الدِّثارِ ۱ ، جِدّوا في إحياءِ ما دَثَرَ بَينَكُم ، وإسهالِ ما تَوَعَّرَ عَلَيكُم ، واُلفَةِ ما ذاعَ مِنكُم . ألا إنَّ الحَربَ شَرُّها ذَريعٌ ، وطَعمُها فَظيعٌ ، وهِيَ جُرَعٌ مُتَحَسّاةٌ . فَمَن أخَذَ لَها اُهبَتَها ، وَاستَعَدَّ لَها عُدَّتَها ، ولَم يَألَم كُلومَها ۲ عِندَ حُلولِها ، فَذاكَ صاحِبُها ، ومَن عاجَلَها قَبلَ أوانِ فُرصَتِها وَاستِبصارِ سَعيِهِ فيها ، فَذاكَ قَمِنٌ ۳ ألّا يَنفَعَ قَومَهُ ، وأن يُهلِكَ نَفسَهُ . نَسأَلُ اللّهَ بِعَونِهِ أن يَدعَمَكُم بِاُلفَتِهِ .
ثُمَّ نَزَلَ . فَأَجابَ عَلِيّا عليه السلام إلَى السَّيرِ وَالجِهادِ جُلُّ النّاسِ . ۴

۶۹۳.اُسد الغابة :رَوى أبو وَائِلٍ شَقيقُ بنُ سَلَمَةَ ، قالَ : بَرَزَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليهماالسلام ۵ فَنادى : هَل مِن مُبارِزٍ ؟ فَأَقبَلَ رَجُلٌ مِن آلِ ذي لَعوَةَ اسمُهُ الزِّبرِقانُ بنُ أسلَمَ وكانَ شَديدَ البَأسِ ، فَقالَ : وَيلَكَ ! مَن أنتَ ؟ فَقالَ : أنَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ .
فَقالَ لَهُ الزِّبرِقانُ : اِنصَرِف يا بُنَيَّ ، فَإِنّي وَاللّهِ لَقَد نَظَرتُ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مُقبِلاً مِن ناحِيَةِ قُباءَ عَلى ناقَةٍ حَمراءَ وإنَّكَ يَومَئِذٍ قُدّامَهُ ؛ فَما كُنتُ لِأَلقى رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِدَمِكَ ، فَانصَرَفَ . ۶

۶۹۴.الغيبة للنعماني عن أبي بصير عن أبي عبداللّه [الصادق] عليه السلام :لَمَّا التَقى أميرُ

1.الدِّثارُ : الثوب الذي يكون فوق الشعار ، يعني أنتم الخاصّة (النهاية : ج ۲ ص ۱۰۰ «دثر») .

2.الكَلْمُ : الجراحة ، والجمع كُلُوم وكِلام (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۲۳ «كلم») .

3.يقال : قَمَنٌ وقَمِنٌ وقمينٌ : أي خليق وجدير (النهاية : ج ۴ ص ۱۱۱ «قمن») .

4.وقعة صفّين : ص ۱۱۴ ، بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۴۰۵ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۳ ص ۱۸۶ نحوه .

5.وذلك في يوم صفّين كما في الإصابة .

6.اُسد الغابة : ج ۲ ص ۳۰۳ ، الإصابة : ج ۲ ص ۴۵۶ وليس فيه «فانصرف» .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4671
صفحه از 448
پرینت  ارسال به