وبَينَهُ ، فَيَأخُذُهُ بِيَدِهِ إِذا فَعَلَ ذلِكَ فَيُلقيهِ بَينَ يَدَيهِ أو مِن وَرائِهِ .
فَبَصُرَ بِهِ أحمَرُ ـ مَولى أبي سُفيانَ أو عُثمانَ ، أو بَعضِ بَني اُمَيَّةَ ـ فَقالَ [أحمَرُ] : عَلِيٌّ ورَبِّ الكَعبَةِ ، قَتَلَنِي اللّهُ إن لَم أقتُلكَ أو تَقتُلني !
فَأَقبَلَ نَحوَهُ ، فَخَرَجَ إلَيهِ كَيسانُ مَولى عَلِيٍّ ، فَاختَلَفا ضَربَتَينِ ، فَقَتَلَهُ مَولى بَني اُمَيَّةَ ، ويَنتِهَزُهُ عَلِيٌّ عليه السلام ، فَيَقَعُ بِيَدِهِ في جَيبِ دِرعِهِ فَيَجبِذُهُ ۱ ، ثُمَّ حَمَلَهُ عَلى عاتِقِهِ ؛ فَكَأَنّي أنظُرُ إلى رُجَيلَتَيهِ تَختَلِفانِ عَلى عُنُقِ عَلِيٍّ عليه السلام ، ثُمَّ ضَرَبَ بِهِ الأَرضَ فَكَسَرَ مَنكِبَهُ وعَضُدَيهِ ، وشَدَّ ابنا عَلِيٍّ عَلَيهِ : حُسَينٌ عليه السلام ومُحَمَّدٌ ، فَضَرَباهُ بِأَسيافِهِما حَتّى بَرَدَ، فَكَأَنّي أنظُرُ إلى عَلِيٍّ عليه السلام قائِما ، وإلى شِبلَيهِ يَضرِبانِ الرَّجُلَ . ۲
۶۹۰.الأخبار الطوال عن زيد بن وهبـ في ذِكرِ حَربِ صِفّينَـ : فَإِنّي لَأَنظُرُ إلى عَلِيٍّ عليه السلام وهُوَ يَمُرُّ نَحوَ رَبيعَةَ ، ومَعَهُ بَنوهُ : الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام ومُحَمَّدٌ ، وإنَّ النَّبلَ لَيَمُرُّ بَينَ اُذُنَيهِ وعاتِقِهِ ، وبَنوهُ يَقونَهُ بِأَنفُسِهِم .
فَلَمّا دَنا عَلِيٌّ عليه السلام مِنَ المَيسَرَةِ وفيهَا الأَشتَرُ ، وقَد وَقَفوا في وُجوهِ أهلِ الشّامِ يُجالِدونَهُم ، ۳ فَناداهُ عَلِيٌّ عليه السلام ، وقالَ : ائتِ هؤُلاءِ المُنهَزِمينَ ، فَقُل : أينَ فِرارُكُم مِنَ المَوتِ الَّذي لَم تُعجِزوهُ إلَى الحَياةِ الَّتي لا تَبقى لَكُم ؟ ! ۴
۶۹۱.الفتوحـ في ذِكرِ قَضايا حَربِ صِفّينَـ : أرسَلَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ إلَى
1.الجَبْذ : لغة في الجذب ، وقيل : هو مقلوب (النهاية : ج ۱ ص ۲۳۵ «جبذ») .
2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۹ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۳۷۴ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۵ ص ۱۹۸ كلاهما نحوه ؛ وقعة صفّين : ص ۲۴۸ ، بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۴۶۹ ح ۴۰۷ وراجع : البداية والنهاية : ج ۷ ص ۲۶۵ وكشف الغمّة : ج ۱ ص ۲۵۱ .
3.جالَدوا بالسيوف : تضاربوا (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۸۴ «جلد») .
4.الأخبار الطوال : ص ۱۸۲ وراجع : تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۹ والكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۳۷۴ والبداية والنهاية : ج ۷ ص ۲۶۵ ووقعة صفّين : ص ۲۵۰ .