125
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام : أنَّ لي إلَيكَ حاجَةً ، فَالقَني إذا شِئتَ حَتّى اُخبِرَكَ .
قالَ : فَخَرَجَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى واقَفَهُ وظَنَّ أنَّهُ يُريدُ حَربَهُ ، فَقالَ لَهُ ابنُ عُمَرَ : إنّي لَم أدعُكَ إلَى الحَربِ ، ولكِنِ اسمَع مِنّي ؛ فَإِنَّها نَصيحَةٌ لَكَ . فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : قُل ما تَشاءُ . فَقالَ : اِعلَم أنَّ أباكَ قَد وَتَرَ قُرَيشا ، وقَد بَغَضَهُ النّاسُ وذَكَروا أنَّهُ هُوَ الَّذي قَتَلَ عُثمانَ ، فَهَل لَكَ أن تَخلَعَهُ وتُخالِفَ عَلَيهِ حَتّى نُوَلِّيَكَ هذَا الأَمرَ ؟
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : كَلّا وَاللّهِ ، لا أكفُرُ بِاللّهِ وبِرَسولِهِ وبِوَصِيِّ رَسولِ اللّهِ ، إخسَ وَيلَكَ مِن شَيطانٍ مارِدٍ ! فَلَقَد زَيَّنَ لَكَ الشَّيطانُ سوءَ عَمَلِكَ ، فَخَدَعَكَ حَتّى أخرَجَكَ مِن دينِكَ بِاتِّباعِ القاسِطينَ ونُصرَةِ هذَا المارِقِ مِنَ الدّينِ ، لَم يَزَل هُوَ وأبوهُ حَربَينِ ۱ وعُدَوَّينِ للّهِ ولِرَسولِهِ وَلِلمُؤمِنينَ ، فَوَاللّهِ ما أسلَما ، ولكِنَّهُمَا استَسلَما خَوفا وطَمَعا ، فَأَنتَ اليَومَ تُقاتِلُ غَيرَ مُتَذَمِّمٍ ، ۲ ثُمَّ تَخرُجُ إلَى الحَربِ مُتَخَلِّقا ۳ لِتُرائِيَ بِذلِكَ نِساءَ أهلِ الشّامِ ، ارتَع ۴ قَليلاً ، فَاِءنّي أرجو أن يَقتُلَكَ اللّهُ عز و جل سَريعا .
قالَ : فَضَحِكَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ ، ثُمَّ رَجَعَ إلى مُعاوِيَةَ ، فَقالَ : إنّي أرَدتُ خَديعَة الحُسَينِ وقُلتُ لَهُ كَذا وكَذا، فَلَم أطمَع في خَديعَتِهِ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : إنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ لا يُخدَعُ وهُوَ ابنُ أبيهِ . ۵

۶۹۲.وقعة صفّين ـ بَعدَ ذِكرِ كَلامِ الإِمامِ عَلِيٍّ وَالحَسَنِ عليهماالسلام فِي استِنهاضِ النّاسِ لِلقِتالِ مَعَ

1.في الطبعة المعتمدة : «حربيين» ، والتصويب من طبعة دار الفكر .

2.في الطبعة المعتمدة : «عن غير متذمّم» ، والتصويب من طبعة دار الفكر .

3.خلَّقتُه : طليته بالخَلوق ، وهو طيبٌ معروف يتّخَذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب ، وتغلب عليه الحمرة والصفرة (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۹۱ «خلق») .

4.رَتَع : أكَلَ وشرِبَ ما شاءَ في خصب وَسَعة ، أو هو الأكل والشرب رَغَدا في الريف ، أو بِشَرَهٍ (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۲۷ «رتع») .

5.الفتوح : ج ۳ ص ۳۹ وفي وقعة صفّين : ص ۲۹۷ و بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۴۸۰ ح ۴۱۶ عن الإمام الحسن عليه السلام .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
124

وبَينَهُ ، فَيَأخُذُهُ بِيَدِهِ إِذا فَعَلَ ذلِكَ فَيُلقيهِ بَينَ يَدَيهِ أو مِن وَرائِهِ .
فَبَصُرَ بِهِ أحمَرُ ـ مَولى أبي سُفيانَ أو عُثمانَ ، أو بَعضِ بَني اُمَيَّةَ ـ فَقالَ [أحمَرُ] : عَلِيٌّ ورَبِّ الكَعبَةِ ، قَتَلَنِي اللّهُ إن لَم أقتُلكَ أو تَقتُلني !
فَأَقبَلَ نَحوَهُ ، فَخَرَجَ إلَيهِ كَيسانُ مَولى عَلِيٍّ ، فَاختَلَفا ضَربَتَينِ ، فَقَتَلَهُ مَولى بَني اُمَيَّةَ ، ويَنتِهَزُهُ عَلِيٌّ عليه السلام ، فَيَقَعُ بِيَدِهِ في جَيبِ دِرعِهِ فَيَجبِذُهُ ۱ ، ثُمَّ حَمَلَهُ عَلى عاتِقِهِ ؛ فَكَأَنّي أنظُرُ إلى رُجَيلَتَيهِ تَختَلِفانِ عَلى عُنُقِ عَلِيٍّ عليه السلام ، ثُمَّ ضَرَبَ بِهِ الأَرضَ فَكَسَرَ مَنكِبَهُ وعَضُدَيهِ ، وشَدَّ ابنا عَلِيٍّ عَلَيهِ : حُسَينٌ عليه السلام ومُحَمَّدٌ ، فَضَرَباهُ بِأَسيافِهِما حَتّى بَرَدَ، فَكَأَنّي أنظُرُ إلى عَلِيٍّ عليه السلام قائِما ، وإلى شِبلَيهِ يَضرِبانِ الرَّجُلَ . ۲

۶۹۰.الأخبار الطوال عن زيد بن وهبـ في ذِكرِ حَربِ صِفّينَـ : فَإِنّي لَأَنظُرُ إلى عَلِيٍّ عليه السلام وهُوَ يَمُرُّ نَحوَ رَبيعَةَ ، ومَعَهُ بَنوهُ : الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام ومُحَمَّدٌ ، وإنَّ النَّبلَ لَيَمُرُّ بَينَ اُذُنَيهِ وعاتِقِهِ ، وبَنوهُ يَقونَهُ بِأَنفُسِهِم .
فَلَمّا دَنا عَلِيٌّ عليه السلام مِنَ المَيسَرَةِ وفيهَا الأَشتَرُ ، وقَد وَقَفوا في وُجوهِ أهلِ الشّامِ يُجالِدونَهُم ، ۳ فَناداهُ عَلِيٌّ عليه السلام ، وقالَ : ائتِ هؤُلاءِ المُنهَزِمينَ ، فَقُل : أينَ فِرارُكُم مِنَ المَوتِ الَّذي لَم تُعجِزوهُ إلَى الحَياةِ الَّتي لا تَبقى لَكُم ؟ ! ۴

۶۹۱.الفتوحـ في ذِكرِ قَضايا حَربِ صِفّينَـ : أرسَلَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ إلَى

1.الجَبْذ : لغة في الجذب ، وقيل : هو مقلوب (النهاية : ج ۱ ص ۲۳۵ «جبذ») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۹ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۳۷۴ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۵ ص ۱۹۸ كلاهما نحوه ؛ وقعة صفّين : ص ۲۴۸ ، بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۴۶۹ ح ۴۰۷ وراجع : البداية والنهاية : ج ۷ ص ۲۶۵ وكشف الغمّة : ج ۱ ص ۲۵۱ .

3.جالَدوا بالسيوف : تضاربوا (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۸۴ «جلد») .

4.الأخبار الطوال : ص ۱۸۲ وراجع : تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۹ والكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۳۷۴ والبداية والنهاية : ج ۷ ص ۲۶۵ ووقعة صفّين : ص ۲۵۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6548
صفحه از 448
پرینت  ارسال به