عَلَيها ومَعَهُ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلاموباقي أولادِهِ وأولادُ إخوَتِهِ وفِتيانُ أهلِهِ مِن بَني هاشِمٍ وغَيرُهُم مِن شيعَتِهِ مِن هَمدانَ ، فَلَمّا بَصُرَت بِهِ النِّسوانُ صِحنَ في وَجهِهِ وقُلنَ : يا قاتِلَ الأَحِبَّةِ .
فَقالَ : لَو كُنتُ قاتِلَ الأَحِبَّةِ لَقَتَلتُ مَن في هذَا البَيتِ ، وأشارَ إلى بَيتٍ مِن تِلكَ البُيوتِ قَدِ اختَفى فيهِ مَروانُ بنُ الحَكَمِ ، وعَبدُ اللّهِ بنُ الزُّبَيرِ ، وعَبدُ اللّهِ بنُ عامِرٍ ، وغَيرُهُم .
فَضَرَبَ مَن كانَ مَعَهُ بِأَيديهِم إلى قَوائِمِ سُيوفِهِم لَمّا عَلِموا مَن فِي البَيتِ مَخافَةَ أن يَخرجُوا مِنهُ فَيَغتالوهُ .
فَقالَت لَهُ عائِشَةُ ـ بَعدَ خَطبٍ طَويلٍ كانَ بَينَهُما ـ : إنّي اُحِبُّ أن اُقيمَ مَعَكَ ، فَأَسيرَ إلى قِتالِ عَدُوِّكَ عِندَ سَيرِكَ .
فَقالَ : بَلِ ارجِعي إلَى البَيتِ الَّذي تَرَكَكِ فيهِ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
فَسَأَلَتهُ أن يُؤَمِّنَ ابنَ اُختِها عَبدَاللّهِ بنَ الزُّبَيرِ ، فَأَمَّنَهُ ، وتَكَلَّمَ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلامفي مَروانَ ، فَأَمَّنَهُ ، وأمَّنَ الوَليدَ بنَ عُقبَةَ ووُلدَ عُثمانَ وغَيرَهُم مِن بَني اُمَيَّةَ ، وأمَّنَ النّاسَ جَميعَا ، وقَد كانَ نادى يَومَ الوَقَعةِ : مَن ألقى سِلاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ ، ومَن دَخَلَ دارَهُ فَهُوَ آمِنٌ . ۱
۶۸۴.نهج البلاغة :قالوا : اُخِذَ مَروانُ بنُ الحَكَمِ أسيرا يَومَ الجَمَلِ ، فَاستَشفَعَ الحَسَنَ وَالحُسَينَ عليهماالسلام إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ؛ فَكَلَّماهُ فيهِ فَخَلّى سَبيلَهُ ، فَقالا لَهُ : يُبايِعُكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ .
فَقالَ عليه السلام : أوَ لَم يُبايِعني بَعدَ قَتلِ عُثمانَ ؟ لا حاجَةَ لي في بَيعَتِهِ ، إنَّها كَفٌّ