تَنَحَّ ـ لَحاكَ اللّهُ ! ـ إلَى النّارِ ، فَرَجَعَ مَروانُ مُغضَبا إلى عُثمانَ ؛ فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ ، فَتَلَظّى عَلى عَلِيٍّ عليه السلام ... .
ثُمَّ تَكَلَّمَ الحُسَينُ عليه السلام ، فَقالَ : يا عَمّاه ، إنَّ اللّهَ تَعالى قادِرٌ أن يُغَيِّرَ ما قَد تَرى ، وَاللّهُ «كُلَّ يَومٍ هُوَ في شَأنٍ» ۱ ، وقَد مَنَعَكَ القَومُ دُنياهُم ومَنَعتَهُم دينَكَ ؛ فَما أغناكَ عَمّا مَنَعوكَ وأحوَجَهُم إلى ما مَنَعتَهُم ! فَاسأَلِ اللّهَ الصَّبرَ وَالنَّصرَ ، وَاستَعِذ بِهِ مِنَ الجَشَعَ وَالجَزَعِ ؛ فَإِنَّ الصَّبرَ مِنَ الدّينِ وَالكَرَمِ ، وإنَّ الجَشَعَ لا يُقَدِّمُ رِزقا ، وَالجَزَعَ لا يُؤَخِّرُ أجَلاً . ۲
۶۷۳.مروج الذهب :قالَ لَهُ عُثمانُ [أي لِأَبي ذَرٍّ] : وارِ عَنّي وَجهَكَ ... قالَ : فَإِنّي مُسَيِّرُكَ إلَى الرَّبَذَةِ .
قالَ : اللّهُ أكبَرُ ! صَدَقَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؛ قَد أخبَرَني بِكُلِّ ما أنَا لاقٍ ، قالَ عُثمانُ : وما قالَ لَكَ ؟
قالَ : أخبَرَني بِأَنّي اُمنَعُ عَن مَكَّةَ وَالمَدينَةِ وأموتُ بِالرَّبَذَةِ ، ويَتَوَلّى مُواراتي نَفَرٌ مِمَّن يَرِدونَ مِن العِراقِ نَحوَ الحِجازِ .
وبَعَثَ أبو ذَرٍّ إلى جَمَلٍ لَهُ فَحَمَلَ عَلَيهِ امرَأَتَهُ ـ وقيلَ ابنَتَهُ ـ وأمَرَ عُثمانُ أن يَتَجافاهُ النّاسُ حَتّى يَسيرَ إلَى الرَّبَذَةِ ، فَلَمّا طَلَعَ عَنِ المَدينَةِ ـ ومَروانُ يُسَيِّرُ[هُ] ۳ عَنها ـ طَلَعَ عَلَيهِ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ومَعَهُ ابناهُ [الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام ]وعَقيلٌ