11
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

الصادرة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في تفسير الآيات القرآنية ، إضافة إلى النصوص غير التفسيرية. كما أنّهم يستندون إلى النصّ الوارد بشأن أوّل إمام منصوص عليه نصبه النبيّ صلى الله عليه و آله للتعريف بالأئمّة الآخرين .
وبعبارة اُخرى : إنّ الإمامة كالنبوّة أمرٌ توقيفيّ مرتبط بالنصّ ، كما أنّ الأدلّة الّتي تستند إليها المناظرات الفكريّة في هذا المجال لا تخرج عن نطاق النصوص (الآيات والأحاديث) العامّة والخاصّة .
وسنعرض في هذا القسم من الموسوعة النصوص المرويّة عن النبيّ والأئمّة ـ صلوات اللّه عليهم أجمعين ـ ، والّتي تدلّ على إمامة الإمام الحسين عليه السلام وأبنائه. وقد صنّفت هذه النصوص والروايات المستفيضة والّتي جاءت في مصادر الشيعة والسنّة في أربع مجاميع :
المجموعة الاُولى : الروايات الّتي يخبرنا فيها رسول اللّه بإمامة الإمام الحسين عليه السلام وأبنائه استنادا إلى الوحي الإلهي ، وتدلّ هذه الروايات على أنّ هناك صحيفة أو وصيّة من جانب اللّه عز و جل وصلت إلى النبيّ صلى الله عليه و آله ، وقد سجّلت فيها أسماء الأئمّة من بعده ، وأنّ هذه الصحيفة والوصيّة وصلت إلى كلّ واحد من الأئمّة عليهم السلام ، كما يدلّ بعض أحاديث هذه المجموعة على أنّ هذا الموضوع تمّ إبلاغه إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله خلال معراجه .
المجموعة الثانية : يخبرنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله في هذه المجموعة عن إمامة الإمام الحسين عليه السلام وأبنائه دون الاستناد إلى الصحيفة أو الوصيّة الإلهيّة، معتبرا طاعتهم ومعصيتهم بمثابة طاعة اللّه عز و جل ومعصيته .
المجموعة الثالثة: يخبرنا أئمّة أهل البيت عليهم السلام في هذه المجموعة بإمامة الإمام الحسين عليه السلام وأبنائه. وقد نقلنا في هذا الفصل كلام أمير المؤمنين عليه السلام ، وصحيفة


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
10

ولا يَعتبر أتباعُ أهل البيت عليهم السلام الإمامة منصبا اجتماعيّا بحتا يمكن اختياره من قبل الناس ؛ ذلك لأنّ كون هذا المنصب مبيّنا وشارحا للدين ، وقدوة ونموذجا للناس ، يقوم على مراتب علمية ومعنوية مضمونة، حيث يعبّر عنها بمنصب الولاية الإلهيّة أيضا. ولا يمكن لغير المعصومين تشخيص أصحاب هذا المنصب ومن يليق به، وإلى هذه الملاحظة يشير الإمام الرضا عليه السلام في حديث معروف . ۱
وعلى هذا الأساس فقد عمد خاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله في زمان حياته مرارا إلى وصف الأئمّة من بعده والتعريف بهم، كما أوضح مصاديقهم العينية خلال تفسيره للآيات القرآنية، أمثال آية المباهلة وآية التطهير وغيرهما .
وقد أكّد النبيّ صلى الله عليه و آله يوم الغدير في آخر حجّة له على استمرار النبوّة ، والتلازم بين القرآن والعترة ، وقدّم لاُمّته أوّل إمام بشكل حضوريّ .
وهكذا فإنّ للإمام منصبا معنويا يتمثّل في المرجعية العلمية والقيادة الاجتماعية. وحصر الإمامة في المحور الثالث ناشئ من قصور الرؤية ، وعدم المعرفة الدقيقة للإمامة . ولذلك فإنّ الإمامة ليست ظاهرة تاريخية انقضى زمنها ولا جدوى في النزاع فيها ؛ ذلك لأنّ المنصب المعنويّ والمرجعية العلمية جديدان دوما ، ولا استغناء لجميع الناس والمسلمين عنهما ، كما هو الحال بالنسبة إلى شأن القيادة الاجتماعية في عصر الغيبة، فإنّ له تأثيرا جدّيا في نوع نظرة المسلمين إلى الحكومة الدينية والحكّام المتديّنين .
ونظرا إلى أهمّية منصب الإمامة ومكانتها بالنسبة إلى النبوّة ، يتبيّن أنّ عدد الأئمّة وتعيين مصاديقهم إنّما هما شأنان سماويّان مرتبطان بالنصّ الديني . ولذلك فإنّ الإماميّة يعمدون إلى توثيق مسألة الإمامة والبرهنة عليها؛ استنادا إلى النصوص

1.الكافي : ج ۱ ص ۱۹۹ ح ۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4559
صفحه از 448
پرینت  ارسال به