67
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع

وَالشَّهرِ الحَرامِ ، فَماذا نَقولُ لِلنّاسِ إذا رَجَعنا إلَيهِم ، إنّا تَرَكنا سَيِّدَنا وَابنَ سَيِّدِنا وعِمادَنا ، وتَرَكناهُ غَرَضا لِلنَّبلِ ، ودَريئَةً ۱ لِلرِّماحِ ، وجَزَرا ۲ لِلسِّباعِ ، وفَرَرنا عَنهُ رَغبَةً فِي الحَياةِ ؟ مَعاذَ اللّهِ ، بَل نَحيا بِحَياتِكَ ، ونَموتُ مَعَكَ . فَبَكى وبَكَوا عَلَيهِ ، وجَزاهُم خَيرا ، ثُمَّ نَزَلَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ . ۳

۱۵۸۴.أنساب الأشراف :عَرَضَ الحُسَينُ عليه السلام عَلى أهلِهِ ومَن مَعَهُ أن يَتَفَرَّقوا ويَجعَلُوا اللَّيلَ جَمَلاً ... ، فَقالوا : قَبَّحَ اللّهُ العَيشَ بَعدَكَ .
وقالَ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ الأَسَدِيُّ : أنُخَلّيكَ ولِمَ نَعذِرُ إلَى اللّهِ فيكَ في أداءِ حَقِّكَ ؟! لا وَاللّهِ ، حَتّى أكسِرَ رُمحي في صُدورِهِم ، وأضرِبَهُم بِسَيفي ما ثَبَتَ قائِمُهُ في يَدي ، ولَو لَم يَكُن سِلاحي مَعي لَقَذَفتُهُم بِالحِجارَةِ دونَكَ .
وقالَ لَهُ سَعيدُ بنُ عَبدِ اللّهِ الحَنَفِيُّ نَحوَ ذلِكَ ، فَتَكَلَّمَ أصحابُهُ بِشَبيهٍ بِهذَا الكَلامِ . ۴

۱۵۸۵.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) :جَمَعَ حُسَينٌ عليه السلام أصحابَهُ في لَيلَةِ عاشوراءَ لَيلَةِ الجُمُعَةِ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، وذَكَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله وما أكرَمَهُ اللّهُ بِهِ مِنَ النُّبُوَّةِ ، وما أنعَمَ بِهِ عَلى اُمَّتِهِ وقالَ :
إنّي لا أحسَبُ القَومَ إلّا مُقاتِلوكُم غَدا ، وقَد أذِنتُ لَكُم جَميعا ، فَأَنتُم في حِلٍّ مِنّي، وهذَا اللَّيلُ قَد غَشِيَكُم ، فَمَن كانَت لَهُ مِنكُم قُوَّةٌ فَليَضُمَّ رَجُلاً مِن أهلِ بَيتي إلَيهِ ، وتَفَرَّقوا في سَوادِكُم حَتّى يَأتِيَ اللّهُ بِالفَتحِ أو أمرٍ مِن عِندِهِ فَيُصبِحوا عَلى

1.الدَّرِيئَةُ : الحَلَقَةُ يُتَعَلَّم الطعنُ والرميُ عليها (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۴ «درأ») .

2.الجَزَرُ : الشياه السمينة ، الواحدة جَزَرَة (لسان العرب : ج ۴ ص ۱۳۴ «جزر») .

3.مقاتل الطالبيّين : ص ۱۱۲ .

4.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۳ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
66

أمّا بَعدُ ، فَإِنّي لا أعلَمُ لي أصحابا أوفى ولا خَيرا مِن أصحابي ، ولا أهلَ بَيتٍ أبَرَّ ولا أوصَلَ مِن أهلِ بَيتي ، فَجَزاكُمُ اللّهُ عَنّي جَميعا خَيرا ، ألا وإنّي قَد أذِنتُ لَكُم ، فَانطَلِقوا أنتُم في حِلٍّ ، لَيسَ عَلَيكُم مِنّي ذِمامٌ ۱ ، هذَا اللَّيلُ قَد غَشِيَكُم ، فَاتَّخِذوهُ جَمَلاً .
فَقالَ لَهُ إخوَتُهُ وأبناؤُهُ وأبناءُ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ : ولِمَ نَفعَلُ ذلِكَ ، لِنَبقى بَعدَكَ ؟! لا أرانَا اللّهُ ذلِكَ ، وبَدَأَهُمُ العَبّاسُ أخوهُ عليه السلام ، ثُمَّ تابَعوهُ .
وقالَ لِبَني مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ : حَسبُكُم مِنَ القَتلِ بِصاحِبِكُم مُسلِمٍ ، اِذهَبوا فَقَد أذِنتُ لَكُم ، فَقالوا : لا وَاللّهِ ، لا نُفارِقُكَ أبَدا حَتّى نَقِيَكَ بِأَسيافِنا ، ونُقتَلَ بَينَ يَدَيكَ ... ثُمَّ قالَ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ : نَحنُ نُخَلّيكَ وقَد أحاطَ بِكَ العَدُوُّ ؟! لا أرانَا اللّهُ ذلِكَ أبَدا حَتّى أكسِرَ في صُدورِهِم رُمحي ، واُضارِبَهُم بِسَيفي ، ولَو لَم يَكُن لي سِلاحٌ لَقَذَفتُهُم بِالحِجارَةِ ، ولَم اُفارِقكَ .
وقامَ سَعيدُ بنُ عَبدِ اللّهِ الحَنَفِيُّ وزُهَيرُ بنُ القَينِ ، فَأَجمَلا فِي الجَوابِ ، وأحسَنا فِي المَآبِ . ۲

۱۵۸۳.مقاتل الطالبيّين عن عتبة بن سمعان الكلبي :قامَ الحُسَينُ عليه السلام في أصحابِهِ خَطيبا ، فَقالَ : اللّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنّي لا أعلَمُ أصحابا خَيرا مِن أصحابي ، ولا أهلَ بَيتٍ خَيرا مِن أهلِ بَيتي ، فَجَزاكُمُ اللّهُ خَيرا ، فَقَد آزَرتُم وعاوَنتُم ، وَالقَومُ لا يُريدونَ غَيري ، ولَو قَتَلوني لَم يَبتَغوا غَيري أحَدا ، فَإِذا جَنَّكُمُ اللَّيلُ فَتَفَرَّقوا في سَوادِهِ ، وَانجوا بِأَنفُسِكُم .
فَقامَ إليهِ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ أخوهُ وعَلِيٌّ ابنُهُ وبَنو عَقيلٍ عليهم السلام ، فَقالوا لَهُ : مَعاذَ اللّهِ

1.الذِمَامُ : الحقّ والحُرمة (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۲۲۱ «ذمم») .

2.مثير الأحزان : ص ۵۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4112
صفحه از 444
پرینت  ارسال به