65
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع

مُنادِيَهُ ، فَنادى : إنّا قَد أجَّلنا حُسَينا وأصحابَهُ يَومَهُم ولَيلَتَهُم ، فَشَقَّ ذلِكَ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام وعَلى أصحابِهِ ، فَقامَ الحُسَينُ عليه السلام في أصحابِهِ خَطيبا ، فَقالَ :
اللّهُمَّ إنّي لا أعرِفُ أهلَ بَيتٍ أبَرَّ ولا أزكى ولا أطهَرَ مِن أهلِ بَيتي ، ولا أصحابا هُم خَيرٌ مِن أصحابي ، وقَد نَزَلَ بي ما قَد تَرَونَ ، وأنتُم في حِلٍّ مِن بَيعَتي ، لَيسَت لي في أعناقِكُم بَيعَةٌ ، ولا لي عَلَيكُم ذِمَّةٌ ، وهذَا اللَّيلُ قَد غَشِيَكُم ، فَاتَّخِذوهُ جَمَلاً ، وتَفَرَّقوا في سَوادِهِ ، فَإِنَّ القَومَ إنَّما يَطلُبونَني ، ولَو ظَفِروا بي لَذَهَلوا عَن طَلَبِ غَيري .
فَقامَ إلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ مُسلِمِ بنِ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ ، فَقالَ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، ماذا يَقولُ لَنَا النّاسُ إن نَحنُ خَذَلنا شَيخَنا وكَبيرَنا وسَيِّدَنا ، وَابنَ سَيِّدِ الأَعمامِ ، وَابنَ نَبِيِّنا سَيِّدِ الأَنبِياءِ ، لَم نَضرِب مَعَهُ بِسَيفٍ ، ولَم نُقاتِل مَعَهُ بِرُمحٍ ؟ لا وَاللّهِ ، أو نَرِدَ مَورِدَكَ ، ونَجعَلَ أنفُسَنا دونَ نَفَسِكَ ، ودِماءَنا دونَ دَمِكَ ، فَإِذا نَحنُ فَعَلنا ذلِكَ فَقَد قَضَينا ما عَلَينا ، وخَرَجنا مِمّا لَزِمَنا .
وقامَ إلَيهِ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ زُهَيرُ بنُ القَينِ البَجَلِيُّ ، فَقالَ : يَا بنَ رَسولِ اللّهِ ، وَدِدتُ أنّي قُتِلتُ ، ثُمَّ نُشِرتُ ۱ ، ثُمَّ قُتِلتُ ، ثمَّ نُشِرتُ ، ثُمَّ قُتِلتُ ، ثُمّ نُشِرتُ فيكَ وفِي الَّذينَ مَعَكَ مِئَةَ قَتلَةٍ ، وإنَّ اللّهَ دَفَعَ بي عَنكُم أهلَ البَيتِ .
فَقالَ لَهُ و لِأَصحابِهِ : جُزِيتُم خَيرا . ۲

۱۵۸۲.مثير الأحزان :جَمَعَ الحُسَينُ عليه السلام أصحابَهُ ، وحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :

1.نُشِرتُ : أي اُحْيِيتُ ، يُقال : أنْشَرَهُم اللّه : أي أحياهم (الصحاح : ج ۲ ص ۸۲۸ «نشر») .

2.الأمالي للصدوق : ص ۲۲۰ ح ۲۳۹ ، بحارالأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۵ ح ۱ وراجع : تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۴ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
64

ونُقاتِلُ مَعَكَ حَتّى نَرِدَ مَورِدَكَ ، فَقَبَّحَ اللّهُ العَيشَ بَعدَكَ ... .
قالَ : فَقامَ إلَيهِ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ الأَسَدِيُّ ، فَقالَ : أنَحنُ نُخَلّي عَنكَ ولَمّا نُعذِر إلَى اللّهِ في أداءِ حَقِّكَ ؟! أما وَاللّهِ ، حَتّى أكسِرَ في صُدورِهِم رُمحي ، وأضرِبَهُم بِسَيفي ما ثَبَتَ قائِمُهُ في يَدي ، ولا اُفارِقُكَ ، ولَو لَم يَكُن مَعي سِلاحٌ اُقاتِلُهُم بِهِ لَقَذَفتُهُم بِالحِجارَةِ دونَكَ حَتّى أموتَ مَعَكَ .
قالَ : وقالَ سَعيدُ بنُ عَبدِ اللّهِ الحَنَفِيُّ : وَاللّهِ ، لا نُخَلّيكَ حَتّى يَعلَمَ اللّهُ أنا حَفِظنا غَيبَةَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فيكَ ، وَاللّهِ ، لَو عَلِمتُ أنّي اُقتَلُ ، ثُمَّ اُحيا ، ثُمَّ اُحرَقُ حَيّا ، ثُمَّ اُذَرُّ، يُفعَلُ ذلِكَ بي سَبعينَ مَرَّةً ما فارَقتُكَ حَتّى ألقى حِمامي ۱ دونَكَ، فَكَيفَ لا أفعَلُ ذلِكَ ! وإنَّما هِيَ قَتلَةٌ واحِدَةٌ ، ثُمَّ هِيَ الكَرامَةُ الَّتي لَا انقِضاءَ لَها أبَدا ؟!
قالَ : وقالَ زُهَيرُ بنُ القَينِ : وَاللّهِ ، لَوَدِدتُ أنّي قُتِلتُ ، ثُمَّ نُشِرتُ ، ثُمَّ قُتِلتُ حَتّى اُقتَلَ كَذا ألفَ قَتلَةٍ ، وأنَّ اللّهَ يَدفَعُ بِذلِكَ القَتلَ عَن نَفسِكَ وعَن أنفُسِ هؤُلاءِ الفِتيَةِ مِن أهلِ بَيتِكَ .
قالَ : وتَكَلَّمَ جَماعَةُ أصحابِهِ بِكَلامٍ يُشبِهُ بَعضُهُ بَعضا في وَجهٍ واحِدٍ ، فَقالوا : وَاللّهِ ، لا نُفارِقُكَ ، ولكِنَّ أنفُسَنا لَكَ الفِداءُ ، نَقِيكَ بِنُحورِنا وجِباهِنا وأيدينا ، فَإِذا نَحنُ قُتِلنا كُنّا وَفَّينا ، وقَضَينا ما عَلَينا . ۲

۱۵۸۱.الأمالي للصدوق عن عبد اللّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جده [زين العابدين] عليهم السلام :لَمّا وَصَلَ الكِتابُ [مِن عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ ]إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، أمَرَ

1.الحِمَامُ : الموت (النهاية : ج ۱ ص ۴۴۶ «حمم») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۸ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۹ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۶ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۹۱ ، الملهوف : ص۱۵۱ ، مثير الأحزان : ص۵۳ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۲ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۵ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۹۲ وراجع : الفتوح : ج۵ ص۹۴ ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج۱ ص۲۴۶ والمنتظم : ج۵ ، ص۳۷۷ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4089
صفحه از 444
پرینت  ارسال به