ونُقاتِلُ مَعَكَ حَتّى نَرِدَ مَورِدَكَ ، فَقَبَّحَ اللّهُ العَيشَ بَعدَكَ ... .
قالَ : فَقامَ إلَيهِ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ الأَسَدِيُّ ، فَقالَ : أنَحنُ نُخَلّي عَنكَ ولَمّا نُعذِر إلَى اللّهِ في أداءِ حَقِّكَ ؟! أما وَاللّهِ ، حَتّى أكسِرَ في صُدورِهِم رُمحي ، وأضرِبَهُم بِسَيفي ما ثَبَتَ قائِمُهُ في يَدي ، ولا اُفارِقُكَ ، ولَو لَم يَكُن مَعي سِلاحٌ اُقاتِلُهُم بِهِ لَقَذَفتُهُم بِالحِجارَةِ دونَكَ حَتّى أموتَ مَعَكَ .
قالَ : وقالَ سَعيدُ بنُ عَبدِ اللّهِ الحَنَفِيُّ : وَاللّهِ ، لا نُخَلّيكَ حَتّى يَعلَمَ اللّهُ أنا حَفِظنا غَيبَةَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فيكَ ، وَاللّهِ ، لَو عَلِمتُ أنّي اُقتَلُ ، ثُمَّ اُحيا ، ثُمَّ اُحرَقُ حَيّا ، ثُمَّ اُذَرُّ، يُفعَلُ ذلِكَ بي سَبعينَ مَرَّةً ما فارَقتُكَ حَتّى ألقى حِمامي ۱ دونَكَ، فَكَيفَ لا أفعَلُ ذلِكَ ! وإنَّما هِيَ قَتلَةٌ واحِدَةٌ ، ثُمَّ هِيَ الكَرامَةُ الَّتي لَا انقِضاءَ لَها أبَدا ؟!
قالَ : وقالَ زُهَيرُ بنُ القَينِ : وَاللّهِ ، لَوَدِدتُ أنّي قُتِلتُ ، ثُمَّ نُشِرتُ ، ثُمَّ قُتِلتُ حَتّى اُقتَلَ كَذا ألفَ قَتلَةٍ ، وأنَّ اللّهَ يَدفَعُ بِذلِكَ القَتلَ عَن نَفسِكَ وعَن أنفُسِ هؤُلاءِ الفِتيَةِ مِن أهلِ بَيتِكَ .
قالَ : وتَكَلَّمَ جَماعَةُ أصحابِهِ بِكَلامٍ يُشبِهُ بَعضُهُ بَعضا في وَجهٍ واحِدٍ ، فَقالوا : وَاللّهِ ، لا نُفارِقُكَ ، ولكِنَّ أنفُسَنا لَكَ الفِداءُ ، نَقِيكَ بِنُحورِنا وجِباهِنا وأيدينا ، فَإِذا نَحنُ قُتِلنا كُنّا وَفَّينا ، وقَضَينا ما عَلَينا . ۲
۱۵۸۱.الأمالي للصدوق عن عبد اللّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جده [زين العابدين] عليهم السلام :لَمّا وَصَلَ الكِتابُ [مِن عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ ]إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، أمَرَ