بِالخَبَرِ .
قالَ : فَبَينَمَا القَومُ في جَوفِ اللَّيلِ قَد أقبَلوا يُريدونَ مُعَسكَرَ الحُسَينِ عليه السلام ، إذِ استَقبَلَهُم جُندُ عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَلى شاطِئِ الفُراتِ ، قالَ : فَتَناوَشَ القَومُ بَعضُهُم بَعضا ، وَاقتَتَلوا قِتالاً شَديدا ، وصاحَ بِهِ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ : وَيلَكَ يا أزرَقُ ! ما لَكَ ولَنا ؟ دَعنا ! قالَ : وَاقتَتَلوا قِتالاً شَديدا . فَلَمّا رَأَى القَومُ بِذلِكَ انهَزَموا راجِعينَ إلى مَنازِلِهِم .
فَرَجَعَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ إلَى الحُسَينِ عليه السلام فَأَعلَمَهُ بِذلِكَ الخَبَرِ ، فَقالَ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . ۱
۱۵۵۱.أنساب الأشراف :قالَ حَبيبُ بنُ مُظَهَّرٍ لِلحُسَينِ عليه السلام : إنَّ هاهُنا حَيّا مِن بَني أسَدٍ أعرابا يَنزِلونَ النَّهرَينِ ، ولَيسَ بَينَنا وبَينَهُم إلّا رَوحَةٌ ، أفَتَأذَنُ لي في إتيانِهِم ودُعائِهِم ، لَعَلَّ اللّهَ أن يَجُرَّ بِهِم إلَيكَ نَفعا أو يَدفَعَ عَنكَ مَكروها ؟ فَأَذِنَ لَهُ في ذلِكَ فَأَتاهُم ، فَقالَ لَهُم :
إنّي أدعوكُم إلى شَرَفِ الآخِرَةِ وفَضلِها وجَسيمِ ثَوابِها ، أنَا أدعوكُم إلى نَصرِ ابنِ بِنتِ نَبِيِّكُم ، فَقَد أصبَحَ مَظلوما ، دَعاهُ أهلُ الكوفَةِ لِيَنصُروهُ ، فَلَمّا أتاهُم خَذَلوهُ ، وعَدَوا عَلَيهِ لِيَقتُلوهُ ، فَخَرَجَ مَعَهُم مِنهُم سَبعونَ .
وأتى عُمَرَ بنَ سَعدٍ رَجُلٌ مِمَّن هُناكَ يُقالُ لَهُ : جَبَلَةُ بنُ عَمرٍو ، فَأَخبَرَهُ خَبَرَهُم ، فَوَجَّهَ أزرَقَ بنَ الحارِثِ الصَّيداوِيَّ في خَيلٍ ، فَحالوا بَينَهُم وبَينَ الحُسَينِ ، ورَجَعَ ابنُ مُظَهِّرٍ إلَى الحُسَينِ ، فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ ، فَقالَ : الحَمدُ للّهِِ كَثيرا . ۲