43
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع

بِالخَبَرِ .
قالَ : فَبَينَمَا القَومُ في جَوفِ اللَّيلِ قَد أقبَلوا يُريدونَ مُعَسكَرَ الحُسَينِ عليه السلام ، إذِ استَقبَلَهُم جُندُ عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَلى شاطِئِ الفُراتِ ، قالَ : فَتَناوَشَ القَومُ بَعضُهُم بَعضا ، وَاقتَتَلوا قِتالاً شَديدا ، وصاحَ بِهِ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ : وَيلَكَ يا أزرَقُ ! ما لَكَ ولَنا ؟ دَعنا ! قالَ : وَاقتَتَلوا قِتالاً شَديدا . فَلَمّا رَأَى القَومُ بِذلِكَ انهَزَموا راجِعينَ إلى مَنازِلِهِم .
فَرَجَعَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ إلَى الحُسَينِ عليه السلام فَأَعلَمَهُ بِذلِكَ الخَبَرِ ، فَقالَ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . ۱

۱۵۵۱.أنساب الأشراف :قالَ حَبيبُ بنُ مُظَهَّرٍ لِلحُسَينِ عليه السلام : إنَّ هاهُنا حَيّا مِن بَني أسَدٍ أعرابا يَنزِلونَ النَّهرَينِ ، ولَيسَ بَينَنا وبَينَهُم إلّا رَوحَةٌ ، أفَتَأذَنُ لي في إتيانِهِم ودُعائِهِم ، لَعَلَّ اللّهَ أن يَجُرَّ بِهِم إلَيكَ نَفعا أو يَدفَعَ عَنكَ مَكروها ؟ فَأَذِنَ لَهُ في ذلِكَ فَأَتاهُم ، فَقالَ لَهُم :
إنّي أدعوكُم إلى شَرَفِ الآخِرَةِ وفَضلِها وجَسيمِ ثَوابِها ، أنَا أدعوكُم إلى نَصرِ ابنِ بِنتِ نَبِيِّكُم ، فَقَد أصبَحَ مَظلوما ، دَعاهُ أهلُ الكوفَةِ لِيَنصُروهُ ، فَلَمّا أتاهُم خَذَلوهُ ، وعَدَوا عَلَيهِ لِيَقتُلوهُ ، فَخَرَجَ مَعَهُم مِنهُم سَبعونَ .
وأتى عُمَرَ بنَ سَعدٍ رَجُلٌ مِمَّن هُناكَ يُقالُ لَهُ : جَبَلَةُ بنُ عَمرٍو ، فَأَخبَرَهُ خَبَرَهُم ، فَوَجَّهَ أزرَقَ بنَ الحارِثِ الصَّيداوِيَّ في خَيلٍ ، فَحالوا بَينَهُم وبَينَ الحُسَينِ ، ورَجَعَ ابنُ مُظَهِّرٍ إلَى الحُسَينِ ، فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ ، فَقالَ : الحَمدُ للّهِِ كَثيرا . ۲

1.الفتوح : ج ۵ ص ۹۰ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۳ نحوه وفيه «عبد اللّه بن بشر» بدل «بشر بن عبيد اللّه » ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۶ .

2.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۸ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
42

فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : قَد أذِنتُ لَكَ يا حَبيبُ .
قالَ : فَخَرَجَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ في جَوفِ اللَّيلِ مُنكَرا حَتّى صارَ إلى اُولئِكَ القَومِ ، فَحَيّاهُم وحَيَّوهُ ، وعَرَفوا أنَّهُ مِن بَني أسَدٍ ، فَقالوا : ما حاجَتُكَ يَابنَ عَمٍّ ؟
فَقالَ : حاجَتي إلَيكُم قَد أتَيتُكُم بِخَيرِ ما أتى بِهِ وافِدٌ إلى قَومٍ ، أتَيتُكُم أدعوكُم إلى نُصرَةِ ابنِ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؛ فَإِنَّهُ في عِصابَةٍ مِنَ المُؤمِنينَ ، الرَّجُلُ مِنهُم خَيرٌ مِن ألفِ رَجُلٍ ، لَن يَخذُلوهُ ولَن يُسلِموهُ وفيهِم عَينٌ نَظَرَت ، وهذا عُمَرُ بنُ سَعدٍ قَد أحاطَ بِهِ فِي اثنَينِ وعِشرينَ ألفٍ ، وأنتُم قَومي وعَشيرَتي ، وقَد جِئتُكُم بِهذِهِ النَّصيحَةِ ، فَأَطيعونِي اليَومَ في نُصرَتِهِ تَنالوا ۱ غَدا شَرَفا فِي الآخِرَةِ ؛ فَإِنّي اُقسِمُ بِاللّهِ ، أنَّهُ لا يُقتَلُ مِنكُم رَجُلٌ مَعَ ابنِ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله صابِرا مُحتَسِبا إلّا كانَ رَفيقَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله في أعلى عِلِّيّينَ .
قالَ : فَوَثَبَ رَجُلٌ مِن بَني أسَدٍ يُقالُ لَهُ بِشرُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ ، فَقالَ : وَاللّهِ ، أنَا أوَّلُ مَن أجابَ إلى هذِهِ الدَّعوَةِ : ثُمَّ أنشَأَ يَقولُ :


قَد عَلِمَ القَومُ إذا تَواكَلواوأحجَمَ الفُرسانُ أو تَناصَلوا
إنّي شُجاعٌ بَطَلٌ مُقاتِلُكَأَنَّني لَيثٌ عَرينٌ باسِلُ
قالَ : ثُمَّ تَبادَرَ رِجالُ الحَيِّ مَعَ حَبيبِ بنِ مُظاهِرٍ الأَسَدِيِّ .
قالَ : وخَرَجَ رَجُلٌ مِنَ الحَيِّ في ذلِكَ الوَقتِ حَتّى صارَ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ في جَوفِ الَّليلِ ، فَخَبَّرَهُ بِذلِكَ .
فَدَعا رَجُلاً مِن أصحابِهِ يُقالُ لَهُ الأَزرَقُ بنُ حَربٍ الصَّيداوِيُّ ، فَضَمَّ إلَيهِ أربَعَةَ آلافِ فارِسٍ ، ووَجَّهَ بِهِ في جَوفِ اللَّيلِ إلى حَيِّ بَني أسَدٍ مَعَ الرَّجُلِ الَّذي جاءَ

1.في المصدر: «تنالون» ، والصواب ما أثبتناه كما في المصدرَينِ الآخَرين .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4144
صفحه از 444
پرینت  ارسال به