بِالرُّمحِ فَوَقَعَ ، ثُمَّ قالَ لِخَولِيِّ بنِ يَزيدَ الأَصبَحِيِّ : اِحتَزَّ رَأسَهُ ! فَأَرادَ أن يَفعَلَ فَضَعُفَ فَاُرعِدَ ، فَقالَ لَهُ سِنانُ بنُ أنَسٍ : فَتَّ اللّهُ عَضُدَيكَ وأبانَ يَدَيكَ ، فَنَزَلَ إلَيهِ فَذَبَحَُه وَاحتَزَّ رَأسَهُ ، ثُمَّ دُفِعَ إلى خَولِيِّ بنِ يَزيدَ ، وقَد ضُرِبَ قَبلَ ذلِكَ بِالسُّيوفِ . ۱
۱۹۵۸.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) :مَكَثَ [الحُسَينُ عليه السلام ] مَلِيّا مِنَ النَّهارِ وَالنّاسُ يَتَدافَعونَهُ ويَكرَهونَ الإِقدامَ عَلَيهِ ، فَصاحَ بِهِم شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ : ثَكِلَتكُم اُمَّهاتُكُم ! ماذا تَنتَظِرونَ بِهِ ؟ أقدِموا عَلَيهِ .فَكانَ أوَّلَ مَنِ انتَهى إلَيهِ زُرعَةُ بنُ شَريكٍ التَّميمِيُّ ، فَضَرَبَ كَتِفَهُ اليُسرى ، وضَرَبَهُ حُسَينٌ عليه السلام عَلى عاتِقِهِ فَصَرَعَهُ . وبَرَزَ لَهُ سِنانُ بنُ أنَسٍ النَّخَعِيُّ فَطَعَنَهُ في تَرقُوَتِهِ ۲ ، ثُمَّ انتَزَعَ الرُّمحَ فَطَعَنَهُ في بَواني ۳ صَدرِهِ ، فَخَرَّ الحُسَينُ عليه السلام صَريعا ، ثُمَّ نَزَلَ إلَيهِ لِيَحتَزَّ رَأسَهُ ، ونَزَلَ مَعَهُ خَولِيُّ بنُ يَزيدَ الأَصبَحِيُّ فَاحتَزَّ رَأسَهُ ، ثُمَّ أتى بِهِ عُبَيدَ اللّهِ بنَ زيادٍ فَقالَ :
أوقِر رِكابي فِضَّةً وذَهَباأنَا قَتَلتُ المَلِكَ المُحَجَّبَا
قَتَلتُ خَيرَ النّاسِ اُمّا وأباوخَيرَهُم إذ يُنْسَبُونَ نَسَبا
قالَ : فَلَم يُعطِهِ عُبَيدُ اللّهِ شَيئا . ۴
۱۹۵۹.الأخبار الطوال :بَقِيَ الحُسَينُ عليه السلام مَلِيّا جالِسا ، ولَو شاؤوا أن يَقتُلوهُ قَتَلوهُ ، غَيرَ أنَّ كُلَّ قَبيلَةٍ كانَت تَتَّكِلُ عَلى غَيرِها ، وتَكرَهُ الإِقدامَ عَلى قَتلِهِ .
1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۲ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۹ وليس فيه صدره إلى «هؤلاء» ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۲ وليس فيه ذيله ، المنتظم : ج ۵ ص ۳۴۰ نحوه .
2.الترقُوَة : هي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق (النهاية : ج ۱ ص ۱۸۷ «ترق») .
3.البَوَاني : عظام الصدر (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۹۶ «بني») .
4.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۷۳ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۲ وص ۲۹۸ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۱۳ كلّها نحوه وليس فيها ذيله من «ثُمّ أتى» .