37
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع

وأنَا ابنُ مَن عَلِمتَ يا هذا ؟ ذَر هؤُلاءِ القَومَ وكُن مَعي ؛ فَإِنَّهُ أقرَبُ لَكَ مِنَ اللّهِ .
فَقالَ لَهُ عُمَرُ : أخافُ أن تُهدَمَ داري ! فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أنَا أبنيها لَكَ .
فَقالَ عُمَرُ : أخافُ أن تُؤخَذَ ضَيعَتي ! فَقالَ : أنَا اُخلِفُ عَلَيكَ خَيرا مِنها مِن مالي بِالحِجازِ .
فَقالَ : لي عِيالٌ أخافُ عَلَيهِم ، فَقالَ : أنَا أضمِنُ سَلامَتَهُم .
قالَ : ثُمَّ سَكَتَ فَلَم يُجِبهُ عَن ذلِكَ ، فَانصَرَفَ عَنهُ الحُسَينُ عليه السلام وهُوَ يَقولُ : ما لَكَ ذَبَحَكَ اللّهُ عَلى فِراشِكَ سَريعا عاجِلاً ، ولا غَفَرَ لَكَ يَومَ حَشرِكَ ونَشرِكَ ! فَوَاللّهِ ، إنّي لَأَرجو أن لا تَأكُلَ مِن بُرِّ العِراقِ إلّا يَسيرا .
فَقالَ لَهُ عُمَرُ : يا أبا عَبدِ اللّهِ ، فِي الشَّعيرِ عِوَضٌ عَنِ البُرِّ ! ! ثُمَّ رَجَعَ عُمَرُ إلى مُعَسكَرِهِ ۱ .

۱۵۴۳.أنساب الأشراف :تَواقَفَ الحُسَينُ عليه السلام وعُمَرُ بنُ سَعدٍ خِلوَينِ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : اِختاروا مِنِّي الرُّجوعَ إلَى المَكانِ الَّذي أقبَلتُ مِنهُ ، أو أن أضَعَ يَدي في يَدِ يَزيدَ ، فَهُوَ ابنُ عَمّي لِيَرى رَأيَهُ فِيَّ ، وإمّا أن تُسَيِّروني إلى ثَغرٍ مِن ثُغورِ المُسلِمينَ ، فَأَكونَ رَجُلاً مِن أهلِهِ ، لي ما لَهُ ، وعَلَيَّ ما عَلَيهِ .
ويُقالُ : إنَّهُ لَم يَسَلهُ إلّا أن يَشخَصَ إلَى المَدينَةِ فَقَط . ۲

۱۵۴۴.تذكرة الخواصّ :قَد وَقَعَ في بَعضِ النُّسَخِ ، أنَّ الحُسَينَ عليه السلام قالَ لِعُمَرَ بنِ سَعدٍ : دَعوني أمضي إلَى المَدينَةِ أو إلى يَزيدَ ، فَأَضَعُ يَدي في يَدِهِ ، ولا يَصِحُّ ذلِكَ عَنهُ ، فَإِنَّ عُقبَةَ بنَ سِمعانَ قالَ : صَحِبتُ الحُسَينَ عليه السلام مِنَ المَدينَةِ إلَى العِراقِ ، ولَم أزَل مَعَهُ إلى

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۵ ، الفتوح : ج ۵ ص ۹۲ نحوه وبزيادة «من رسول اللّه صلى الله عليه و آله » بعد «يا هذا» ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۸ .

2.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۰ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
36

قالَ أبو مِخنَفٍ : وأمّا ما حَدَّثَنا بِهِ المُجالِدُ بنُ سَعيدٍ وَالصَّقعَبُ بنُ زُهَيرٍ الأَزدِيُّ وغَيرُهُما مِنَ المُحَدِّثينَ ، فَهُوَ ما عَلَيهِ جَماعَةُ المُحَدِّثينَ ، قالوا : إنَّهُ قالَ : اِختاروا مِنّي خِصالاً ثَلاثا : إمّا أن أرجِعَ إلَى المَكانِ الَّذي أقبَلتُ مِنهُ ، وإمّا أن أضَعَ يَدي في يَدِ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، فَيَرى فيما بَيني وبَينَهُ رَأيَهُ ، وإمّا أن تُسَيِّروني إلى أيِّ ثَغرٍ مِن ثُغورِ المُسلِمينَ شِئتُم ، فَأَكونَ رَجُلاً مِن أهلِهِ ، لي ما لَهُم ، وعَلَيَّ ما عَلَيهِم .
قالَ أبو مِخنَفٍ : فَأَمّا عَبدُ الرَّحمنِ بنُ جُندَبٍ فَحَدَّثَني عَن عُقبَةَ بنِ سِمعانَ قالَ : صَحِبتُ حُسَينا ، فَخَرَجتُ مَعَهُ مِنَ المَدينَةِ إلى مَكَّةَ ، ومِن مَكَّةَ إلَى العِراقِ ، ولَم اُفارِقهُ حَتّى قُتِلَ ، ولَيسَ مِن مُخاطَبَتِهِ النّاسَ كَلِمَةٌ بِالمَدينَةِ ، ولا بِمَكَّةَ ، ولا فِي الطَّريقِ ، ولا بِالعِراقِ ، ولا في عَسكَرٍ إلى يَومِ مَقتَلِهِ إلّا وقَد سَمِعتُها .
ألا وَاللّهِ ، ما أعطاهُم ما يَتَذاكَرُ النّاسُ وما يَزعُمونَ ؛ مِن أن يَضَعَ يَدَهُ في يَدِ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، ولا أن يُسَيِّروهُ إلى ثَغرٍ مِن ثُغورِ المُسلِمينَ ، ولكِنَّهُ قالَ : دَعوني فَلَأَذهَبُ في هذِهِ الأَرضِ العَريضَةِ حَتّى نَنظُرَ ما يَصيرُ أمرُ النّاسِ . ۱

۱۵۴۲.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :أرسَلَ الحُسَينُ عليه السلام إلَى ابنِ سَعدٍ : إنّي اُريدُ أن اُكَلِّمَكَ فَالقَنِي اللَّيلَةَ بَينَ عَسكَري وعَسكَرِكَ ، فَخَرَجَ إلَيهِ عُمَرُ بنُ سَعدٍ في عِشرينَ فارِسا وَالحُسَينُ عليه السلام في مِثلِ ذلِكَ ، ولَمَّا التَقَيا أمَرَ الحُسَينُ عليه السلام أصحابَهُ ، فَتَنَحَّوا عَنهُ ، وبَقِيَ مَعَهُ أخوهُ العَبّاسُ عليه السلام ، وَابنُهُ عَلِيٌّ الأَكبَرُ ، وأمَرَ ابنُ سَعدٍ أصحابَهُ ، فَتَنَحَّوا عَنهُ ، وبَقِيَ مَعَهُ ابنُهُ حَفصٌ ، وغُلامٌ لَهُ يُقالُ لَهُ لاحِقٌ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام لِابنِ سَعدٍ : وَيحَكَ ! أما تَتَّقِي اللّهَ الَّذي إلَيهِ مَعادُكَ ؟ أتُقاتِلُني

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۶ نحوه وراجع : الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۵ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۱۱ وتاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۲۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3926
صفحه از 444
پرینت  ارسال به