349
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع

لي عَمرُو بنُ سَعدِ بنِ نُفَيلٍ الأَزدِيُّ: وَاللّهِ لَأَشُدَّنَّ عَلَيهِ! فَقُلتُ لَهُ: سُبحانَ اللّهِ! وما تُريدُ إلى ذلِكَ؟! يَكفيكَ قَتلُ هؤُلاءِ الَّذينَ تَراهُم قَدِ احتَوَلوهُم. قالَ: فَقالَ: وَاللّهِ لَأَشُدَّنَّ عَلَيهِ؛ فَشَدَّ عَلَيهِ ، فَما وَلّى حَتّى ضَرَبَ رَأسَهُ بِالسَّيفِ، فَوَقَعَ الغُلامُ لِوَجهِهِ، فَقالَ: يا عَمّاه!
قالَ: فَجَلَّى ۱ الحُسَينُ عليه السلام كَما يُجَلِّي الصَّقرُ، ثُمَّ شَدَّ شِدَّةَ لَيثٍ غُضُبٍّ، ۲ فَضَرَبَ عَمراً بِالسَّيفِ، فَاتَّقاهُ بِالسّاعِدِ، فَأَطَنَّها ۳ مِن لَدُنِ المِرفَقِ، فَصاحَ، ثُمَّ تَنَحّى عَنهُ وحَمَلَت خَيلٌ لِأَهلِ الكوفَةِ لِيَستَنقِذوا عَمراً مِن حُسَينٍ عليه السلام ، فَاستَقبَلَت عَمراً بِصُدورِها، فَحَرَّكَت حَوافِرَها وجالَتِ الخَيلُ بِفُرسانِها عَلَيهِ فَوَطِئَتهُ حَتّى ماتَ.
وَانجَلَتِ الغَبرَةُ، فَإِذا أنَا بِالحُسَينِ عليه السلام قائِمٌ عَلى رَأسِ الغُلامِ، وَالغُلامُ يَفحَصُ بِرِجلَيهِ؛ وحُسَينٌ عليه السلام يَقولُ: بُعداً لِقَومٍ قَتَلوكَ، ومَن خَصمُهُم يَومَ القِيامَةِ فيكَ جَدُّكَ! ثُمَّ قالَ: عَزَّ وَاللّهِ عَلى عَمِّكَ أن تَدعُوَهُ فَلا يُجيبَكَ ، أو يُجيبَكَ ثُمَّ لا يَنفَعَكَ! صَوتٌ وَاللّهِ كَثُرَ واتِرُهُ ۴ وقَلَّ ناصِرُهُ.
ثُمَّ احتَمَلَهُ، فَكَأَنّي أنظُرُ إلى رِجلَيِ الغُلامِ يَخُطّانِ فِي الأَرضِ، وقَد وَضَعَ حُسَينٌ صَدرَهُ عَلى صَدرِهِ، قالَ: فَقُلتُ في نَفسي: ما يَصنَعُ بِهِ؟ فَجاءَ بِهِ حَتّى ألقاهُ مَعَ ابنِهِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ وقَتلى قَد قُتِلَت حَولَهُ مِن أهلِ بَيتِهِ، فَسَأَلتُ عَنِ الغُلامِ، فَقيلَ: هُوَ القاسِمُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ . ۵

1.جَلّى ببصره: إذا رمى به كما ينظر الصقر (الصحاح: ج ۶ ص ۲۳۰۵ «جلا») .

2.غُضُبٌّ : شديد الغضب (لسان العرب : ج ۱ ص ۶۴۹ «غضب») .

3.يقال : ضربَ رجلَه فأطَنَّ ساقَهُ : أي قَطَعَها (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۲۶۸ «طنن») .

4.الوِتْرُ: الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي (لسان العرب: ج ۵ ص ۲۷۴ «وتر») .

5.تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۴۴۷، الكامل في التاريخ: ج ۲ ص ۵۷۰، الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة): ج ۱ ص ۴۷۱، مقاتل الطالبيّين: ص ۹۳ ؛ مثير الأحزان : ص ۶۹ وفي الثلاثة الأخيرة «عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي» ، الإرشاد: ج ۲ ص ۱۰۷ وفيه «عمر بن سعيد بن نفيل الأزدي»، الملهوف: ص ۱۶۷ وفيه «ابن فضيل الأزدي» بدل «عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي» وكلّها نحوه وراجع : أنساب الأشراف: ج ۳ ص ۴۰۶ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
348

وجرحته بحوافرها ووطئته حتّى مات الغلام، فانجلت الغبرة، فإذا بالحسين عليه السلام قائم على رأس الغلام وهو يفحص برجله... . ۱
والآن نلفت انتباه القرّاء إلى التعليق الذي كتبه محقّق بحار الأنوار المحترم، على عبارة «حتّى مات الغلام»:
قد اُقحم هاهنا لفظ «الغلام» وهو سهو ظاهر، يخالف نسخة المقاتل والإرشاد ومناقب ابن شهرآشوب، ويخالف لفظ الكتاب أيضاً، حيث يقول بعده «وهو يفحص برجله» فإنّما يفحص برجله: أي يجود بنفسه، الذي لم يمت بعد، خصوصاً مع مخاطبة الحسين عليه السلام له بقوله: «يعزّ واللّه على عمّك...» إلخ؛ فمات تحت حوافر الخيل وسنابكها عدوّ اللّه عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي لا رحمه اللّه ، ولكن عبارة المصنّف رحمه اللّه تفيد أنَّه هو القاسم بن الحسن عليه السلام .
أمّا نسخة المقاتل ففيه: فضرب عَمراً بالسيف، فاتّقاه بساعده، فأطَنّها من لدن المرفق ثمّ تنحّى عنه، وحملت خيل عمر بن سعد لتستنقذه من الحسين عليه السلام ، فلمّا حملت الخيل استقبلته بصدورها وجالت فوطأته فلم يُرم حتّى مات لعنه اللّه وأخزاه، فلما تجلّت الغبرة إذا بالحسين عليه السلام على رأس الغلام وهو يفحص برجله، وحسين يقول : الخبر. وقد يظهر أنّ لفظ «الغلام» كان في نسخة المصنّف مصحّفاًعن كلمة «لعنه اللّه » التي تكتب هكذا «لع» . ۲
وأمّا ما روي في المصادر المعتبرة حول مقتل القاسم عليه السلام ، فهو كالتالي:

۱۸۳۶.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم:خَرَجَ إلَينا غُلامٌ كَأَنَّ وَجهَهُ شِقَّةُ قَمَرٍ، في يَدِهِ السَّيفُ، عَلَيهِ قَميصٌ وإزارٌ ونَعلانِ قَدِ انقَطَعَ شِسعُ ۳ أحَدِهِما ـ ما أنسى أنَّهَا اليُسرى ـ فَقالَ

1.بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۳۵ وراجع: تسلية المجالس: ج ۲ ص ۳۰۵.

2.بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۳۵ .

3.الشِّسْع: أحد سيور النعل، وهو الذي يدخل بين الإصبعين (النهاية: ج ۲ ص ۴۷۲ «شسع») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4155
صفحه از 444
پرینت  ارسال به