333
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع

الحُسَينُ عليه السلام لِقَتلِهِ بُكاءً شديداً. ۱

۱۸۲۰.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي:ثُمَّ خَرَجَ مِن بَعدِهِ [أي بَعدِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيٍّ] العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام ، واُمُّهُ اُمُّ البَنينَ أيضاً ، وهُوَ السَّقّاءُ، فَحَمَلَ وهُوَ يَقولُ:


أقسَمتُ بِاللّهِ الأَعَزِّ الأَعظَمِوبِالحَجونِ ۲ صادِقاً وزَمزَمِ
وبِالحَطيمِ ۳ وَالفَنَا المُحَرَّمِلَيُخضَبَنَّ اليَومَ جِسمي بِدَمي
دونَ الحُسَينِ ذِي الفَخارِ الأَقدَمِإمامُ أهلِ الفَضلِ وَالتَّكَرُّمِ
فَلَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى قَتَلَ جَماعَةً مِنَ القَومِ، ثُمَّ قُتِلَ.
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : الآنَ انكَسَرَ ظَهري، وقَلَّت حيلَتي . ۴

۱۸۲۱.المناقب والمثالب لأبي حنيفة النعمان المغربي:كانَ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام لَمّا مُنِعَ الحُسَينُ عليه السلام الماءَ، جَعَلَ يَحمِلُ عَلَى النّاسِ فَيُفرِجونَ حَتّى يَأتِي الفُراتَ ويَأتي بِالماءِ، فَيَسقِي الحُسَينَ عليه السلام وأصحابَهُ، فَسُمِّيَ «السَّقّاءَ» يَومَئِذٍ . وقُتِلَ بَينَ الفُراتِ ومَصرَعِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَثَمَّ قَبرُهُ، وقَطَعوا يَومَئِذٍ يَدَيهِ ورِجلَيهِ . ۵

۱۸۲۲.المناقب لابن شهرآشوب:كانَ عَبّاسٌ السَّقّاءُ قَمَرُ بَني هاشِمٍ، صاحِبَ لِواءِ الحُسَينِ عليه السلام ، وهُوَ أكبَرُ الإِخوانِ . مَضى بِطَلَبِ الماءِ فَحَمَلوا عَلَيهِ وحَمَلَ هُوَ عَلَيهِم، وجَعَلَ يَقولُ:


لا أرهَبُ المَوتَ إذِ المَوتُ رَقىحَتّى اُوارى فِي المَصاليتِ ۶ لِقا
نَفسيلِنَفسِ المُصطَفَى الطُّهرِ وَقاإنّي أنَا العَبّاسُ أغدو بِالسَّقا
ولا أخافُ الشَّرَّ يَومَ المُلتَقى
فَفَرَّقَهُم، فَكَمَنَ لَهُ زَيدُ بنُ وَرقاءَ الجُهَنِيُّ مِن وَراءِ نَخلَةٍ، وعاوَنَهُ حَكيمُ بنُ طُفَيلٍ السِّنبِسِيُّ، فَضَرَبَهُ عَلى يَمينِهِ، فَأَخَذَ السَّيفَ بِشِمالِهِ، وحَمَلَ عَلَيهِم وهُوَ يَرتَجِزُ:


وَاللّهِ إن قَطَعتُمُ يَمينيإنّي اُحامي أبَداً عَن ديني
وعَن إمامٍ صادِقِ اليَقينِنَجلِ النَّبِيِّ الطّاهِرِ الأَمينِ
فَقاتَلَ حَتّى ضَعُفَ، فَكَمَنَ لَهُ الحَكيمُ بنُ الطُّفَيلِ الطّائِيُّ مِن وَراءِ نَخلَةٍ، فَضَرَبَهُ عَلى شِمالِهِ، فَقالَ:


يا نَفسُ لا تَخشَي مِنَ الكُفّارِوأبشِري بِرَحمَةِ الجَبّارِ
مَعَ النَّبِيِّ السَّيِّدِ المُختارِقَد قَطَعوا بِبَغيِهِم يَساري
فَأَصلِهِم يا رَبِّ حَرَّ النّارِ
فَقَتَلَهُ المَلعونُ بِعَمودٍ مِن حَديدٍ.
فَلَمّا رَآهُ الحُسَينُ عليه السلام مَصروعاً عَلى شَطِّ الفُراتِ، بَكى وأنشَأَ يَقولُ:


تَعَدَّيتُمُ يا شَرَّ قَومٍ بِفِعلِكُمُوخالَفتُمُ قَولَ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ
أما كانَ خَيرُ الرُّسُلِ وَصّاكُم بِناأما نَحنُ مِن نَسلِ النَّبِيِّ المُسَدَّدِ
أما كانَتِ الزَّهراءُ اُمِّيَ دونَكُمُأما كانَ مِن خَيرِ البَرِيَّةِ أحمَدِ
لُعِنتُم واُخزيتُم بِما قَد جَنَيتُمُفَسَوفَ تُلاقوا حَرَّ نارٍ تَوَقَّدِ . ۷

1.مثير الأحزان : ص ۱۷۰ .

2.الحجون: الجبل المشرف ممّا يلي شعب الجزّارين بمكّة (النهاية: ج ۱ ص ۳۴۸ «حجن») .

3.الحطيم: وهو ما بين الركن الذي فيه الحجر الأسود وبين الباب (مجمع البحرين: ج ۱ ص ۴۲۳ «حطم») .

4.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج ۲ ص ۲۹، الفتوح: ج ۵ ص ۱۱۴ نحوه وليس فيه «فقال الحسين : الآن انكسر ظهري ، وقلّت حيلتي» .

5.المناقب والمثالب لأبي حنيفة النعمان المغربي: ص ۳۰۹ .

6.الصلت: السيف الصقيل الماضي (القاموس المحيط: ج ۱ ص ۱۵۲ «صلت»).

7.المناقب لابن شهرآشوب: ج ۴ ص ۱۰۸، بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۴۰.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
332

فَانتَزَعَ الحُسَينُ عليه السلام السَّهمَ، وبَسَطَ يَدَهُ تَحتَ حَنَكِهِ فَامتَلَأَت راحَتاهُ بِالدَّمِ، فَرَمى بِهِ، ثُمَّ قالَ: اللّهُمَّ إنّي أشكو إلَيكَ ما يُفعَلُ بِابنِ بِنتِ نَبِيِّكَ ، ثُمَّ رَجَعَ إلى مَكانِهِ وقَدِ اشتَدَّ بِهِ العَطَشُ.
وأحاطَ القَومُ بِالعَبّاسِ عليه السلام فَاقتَطَعوهُ عَنهُ، فَجَعَلَ يُقاتِلُهُم وَحدَهُ حَتّى قُتِلَ رِضوانُ اللّهِ عَلَيهِ ، وكانَ المُتَوَلِّيَ لِقَتلِهِ زَيدُ بنُ وَرقاءَ الحَنَفِيُّ ، وحَكيمُ بنُ الطُّفَيلِ السِّنبِسِيُّ، بَعدَ أن اُثخِنَ بِالجِراحِ فَلَم يَستَطِع حَراكاً . ۱

۱۸۱۸.الملهوف:وَاشتَدَّ العَطَشُ بِالحُسَينِ عليه السلام ، فَرَكِبَ المُسَنّاةَ يُريدُ الفُراتَ، وَالعَبّاسُ أخوهُ بَينَ يَدَيهِ، فَاعتَرَضَتهُما خَيلُ ابنِ سَعدٍ، فَرَمى رَجُلٌ مِن بَني دارِمٍ الحُسَينَ عليه السلام بِسَهمٍ فَأَثبَتَهُ في حَنَكِهِ الشَّريفِ، فَانتَزَعَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ السَّهمَ، وبَسَطَ يَدَهُ تَحتَ حَنَكِهِ حَتَّى امتَلَأَت راحَتاهُ مِنَ الدَّمِ، ثُمَّ رَمى بِهِ وقالَ: اللّهُمَّ إنّي أشكو إلَيكَ ما يُفعَلُ بِابنِ بِنتِ نَبِيِّكَ.
ثُمَّ اقتَطَعُوا العَبّاسَ عليه السلام عَنهُ، وأحاطوا بِهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ومَكانٍ، حَتّى قَتَلوهُ قَدَّسَ اللّهُ روحَهُ، فَبَكَى الحُسَينُ عليه السلام بُكاءً شَديداً. وفي ذلِكَ يَقولُ الشّاعِرُ:


أحَقُّ النّاسِ أن يُبكى عَلَيهِفَتىً أبكَى الحُسَينَ بِكَربَلاءِ
أخوهُ وَابنُ والِدِهِ عَلِيٍّأبُو الفَضلِ المُضَرَّجُ بِالدِّماءِ
ومَن واساهُ لا يَثنيهَِشيءٌوجادَ لَهُ عَلى عَطَشٍ بِماءِ . ۲

۱۸۱۹.مثير الأحزان:ثُمَّ اقتَطَعُوا العَبّاسَ عليه السلام عَنهُ، وأحاطوا بِهِ مِن كُلِّ جانِبٍ وقَتَلوهُ، فَبَكَى

1.الإرشاد: ج ۲ ص ۱۰۹، إعلام الورى: ج ۱ ص ۴۶۶ وليس فيه ذيله من «وكان المتولّي»، بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۵۰.

2.الملهوف: ص ۱۷۰.

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4207
صفحه از 444
پرینت  ارسال به