327
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع

أو ماجاء في كتاب أسرار الشهادات وهو:
إنّه قيل: أتى زهيرٌ إلى عبد اللّه بن جعفر بن عقيل قبل أن يقتل، فقال له: يا أخي! ناولني الراية، فقال له عبد اللّه : أوَ فِيَّ قصورٌ عن حملها؟ قال: لا ، ولكن لي بها حاجة. قال: فدفعها إليه، وأخذها زهيرٌ وأتى بها فجأة للعبّاس بن عليّ عليه السلام وقال: يابن أمير المؤمنين عليه السلام ! اُريد أن أُحدّثك بحديثٍ وعيته، فقال: حدّث، فقد حلا وقت الحديث! حدّث ولا حرج عليك ، فإنّك تروي لنا خبرا يقينيّا . فقال له: اِعلم يا أبا الفضل أنّ أباك أمير المؤمنين عليه السلام لمّا أراد أن يتزوّج بأُمّك اُمِّ البنين بعث إلى أخيه عقيل ـ وكان عارفا بأنساب العرب ـ فقال عليه السلام : يا أخي! اُريد منك أن تخطب لي امرأةً من ذوي البيوت والحسب والنسب والشجاعة؛ لكي اُصيبَ منها ولدا يكون شجاعا وعضدا ينصر ولدي هذا ـ وأشار إلى الحسين عليه السلام ـ ليواسيه في طفّ كربلاء .
وقد ادّخرك أبوك لمثل هذا اليوم، فلا تقصّر عن حلائل أخيك وعن إخوانك .
قال: فارتعد العبّاس وتمطّى في ركابه حتّى قطعه ، قال: يا زهير! تشجّعني في مثل هذا اليوم؟ واللّه لاُرينّك شيئا ما رأيته قطّ ! ۱
وللأسف، فإنّنا لا نرى في المصادر المعتبرة أيّ كلامٍ لأمير المؤمنين عليه السلام يخاطب به العبّاس أو يدور حوله!
أو ما نُقل في تذكرة الشهداء :
ذكر البعض أنّ العبّاس قال وهو على تلك الحال: اُريد أن أنظر إلى وجهك مرّةً اُخرى، ولكنّ حرملة ضرب عينيّ بالسهم ! ۲
وقد جاء الكثير من الروايات الاُخرى بشأنه أيضاً في كتب مثل: معالي السبطين، ۳

1.أسرار الشهادات : ج ۲ ص ۳۹۵.

2.تذكرة الشهدا (بالفارسية) : ص ۲۷۲ . و ردّ الملّا حبيب اللّه الكاشاني هذه الرواية نفسها قائلاً: «في غاية الضعف ولم تُذكر في الكتب المشهورة» .

3.معالي السبطين : ج ۱ ص ۲۷۵ و ۲۷۰ و ۲۷۱.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
326

مِن أمسِهِ، الفادي لَهُ الواقي، السّاعي إلَيهِ بِمائِهِ، المَقطوعَةِ يَداهُ، لَعَنَ اللّهُ قاتِلَيهِ يَزيدَ بنَ الرُّقادِ الحيتي ۱ وحَكيمَ بنَ الطُّفيلِ الطّائِيَّ . ۲
الجدير بالذكر أنّ بعض المصادر المتأخّرة روت معلومات حول أبي الفضل عليه السلام لا نراها في المصادر المعتبرة، مثلما جاء في معالي السبطين:
لمّا كانت ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان و أشرف عليّ عليه السلام على الموت ، أخذ العبّاسَ وضمّه إلى صدره الشريف وقال: ولدي! ستقرّ عيني بك يوم القيامة. ولدي! إذا كان يوم عاشوراء ودخلت المشرعة إيّاك أن تشرب الماء وأخوك الحسين عطشان . ۳
أو ما روي في كتاب شعشعة الحسيني وهو:
اختلى أميرُ المؤمنين عليه السلام ودعا الحسنين وزينب واُمّ كلثوم ومسح بيده المباركة على رؤوسهم ووجوههم ، وكان يبكي بشدّة وكانوا يبكون هم أيضاً، بحيث دخل سائر أولاده عليه السلام البيتَ دون إرادة منهم بعد أن كانوا خارجه. فأخذ أمير المؤمنين بيد الإمام الحسن عليه السلام وأوكل أولاده إليه. ثمّ نظر إلى العبّاس، فرأى أنّ بكاءه أشدّ من الآخرين، فدعاه إليه وصاح صياحا عاليا وبكى بكاءً طويلاً ، ثمّ قال: يا ولدي ومهجتي! عليك بالحسين؛ فإنّه أمانة اللّه وأمانة رسوله وأمانة فاطمة وأمانتي عندك ، كن عضدا وترسا له ، وَافِد نفسك له . ثمّ صاح وغشي عليه من كثرة البكاء والصراخ . ۴

1.في مصباح الزائر : «الجنبي» وليس في المزار الكبير .

2.ليس في رواية المزار الكبير : ص ۴۸۹ و مصباح الزائر : ص ۲۷۹ : «أبي الفضل» راجع : هذه الموسوعة : ج ۸ ص ۲۳۰ ح ۳۵۷۵ .

3.معالي السبطين : ج ۱ ص ۲۷۷.

4.شعشعة الحسيني: ج ۲ ص ۶۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4243
صفحه از 444
پرینت  ارسال به