297
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع

إسماعيلَ بنِ أبي إدريسَ ، عَن أبيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ ، عَن أبيهِ، دَخَلَ حَديثُ بَعضِهِم في حَديثِ الآخَرينَ:إنَّ أوَّلَ قَتيلٍ قُتِلَ مِن وُلدِ أبي طالِبٍ مَعَ الحُسَينِ عليه السلام ابنُهُ عَلِيٌّ، قالَ: فَأَخَذَ يَشُدُّ عَلَى النّاسِ وهُوَ يَقولُ:


أنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّنَحنُ وبَيتِ اللّهِ أولى بِالنَّبِيّ
مِن شَبَثٍ ذاكَ ومِن شِمرِ الدَّنِيّ؟أضرِبُكُم بِالسَّيفِ حَتّى يَلتَوي
ضَربَ غُلامٍ هاشِمِيٍّ عَلَوِيّولا أزالُ اليَومَ أحمي عَن أبي
وَاللّهُ لا يَحكُمُ فينَا ابنُ الدَّعِي
فَفَعَلَ ذلِكَ مِراراً، فَنَظَرَ إلَيهِ مُرَّةُ بنُ مُنقِذٍ العَبدِيُّ، فَقالَ: عَلَيَّ آثامُ العَرَبِ ، إن هُوَ فَعَلَ مِثلَ ما أراهُ يَفعَلُ، ومَرَّ بي أن اُثكِلَهُ اُمَّهُ.
فَمَرَّ يَشُدُّ عَلَى النّاسِ ويَقولُ كَما كانَ يَقولُ، فَاعتَرَضَهُ مُرَّةُ وطَعَنَهُ بِالرُّمحِ فَصَرَعَهُ، وَاعتَوَرَهُ ۱ النّاسُ فَقَطَّعوهُ بِأَسيافِهِم.
وقالَ أبو مِخنَفٍ: عَن سُلَيمانَ بنِ أبي راشِدٍ ، عَن حُمَيدِ بنِ مُسلِمٍ ، قالَ: سَماعُ اُذُني يَومَئِذٍ الحُسَينَ عليه السلام وهُوَ يَقولُ: قَتَلَ اللّهُ قَوماً قَتَلوكَ يا بُنَيَّ، ما أجرَأَهُم عَلَى اللّهِ! وعَلَى انتِهاكِ حُرمَةِ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله ! ثُمَّ قالَ : عَلَى الدُّنيا بَعدَكَ العَفاءُ.
قالَ حُمَيدٌ: وكَأَنّي أنظُرُ إلَى امرَأَةٍ خَرَجَت مُسرِعَةً كَأَنَّهَا الشَّمسُ الطّالِعَةُ ، تُنادي يا حَبيباه! يَا بنَ أخاه! فَسَأَلتُ عَنها فَقالوا: هذِهِ زَينَبُ بِنتُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ، ثُمَّ جاءَت حَتَّى انكَبَّت عَلَيهِ، فَجاءَهَا الحُسَينُ عليه السلام فَأَخَذَ بِيَدِها إلَى الفُسطاطِ، وأقبَلَ إلَى ابنِهِ، وأقبَلَ فِتيانُهُ إلَيهِ فَقالَ: اِحمِلوا أخاكُم، فَحَمَلوهُ مِن مَصرَعِهِ ذلِكَ، ثُمَّ جاءَ بِهِ حَتّى وَضَعَهُ بَينَ يَدَي فُسطاطِهِ.

1.اعْتَوَروا الشيء: أي تداولوه فيما بينهم (الصحاح: ج ۲ ص ۷۶۲ «عور») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
296

يا أبَتِ! العَطَشُ قَد قَتَلَني ، وثِقلُ الحَديدِ ۱ قَد أجهَدَني، فَهَل إلى شَربَةِ ماءٍ مِن سَبيلٍ؟
فَبَكَى الحُسَينُ عليه السلام وقالَ: واغَوثاه! يا بُنَيَّ مِن أينَ آتي بِالماءِ، قاتِل قَليلاً، فَما أسرَعَ ما تَلقى جَدَّكَ مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله ، فَيَسقيكَ بِكَأسِهِ الأَوفى شَربَةً لا تَظمَأُ بَعدَها.
فَرَجَعَ إلى مَوقِفِ النِّزالِ، وقاتَلَ أعظَمَ القِتالِ، فَرَماهُ مُنقِذُ بنُ مُرَّةَ العَبدِيُّ بِسَهمٍ فَصَرَعَهُ، فَنادى: يا أبَتاه عَلَيكَ مِنِّي السَّلامُ، هذا جَدّي يُقرِئُكَ السَّلامَ، ويَقولُ لَكَ: عَجِّلِ القُدومَ عَلَينا، ثُمَّ شَهِقَ شَهقَةً فَماتَ.
فَجاءَ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى وَقَفَ عَلَيهِ، ووَضَعَ خَدَّهُ عَلى خَدِّهِ، وقالَ: قَتَلَ اللّهُ قَوماً قَتَلوكَ! ما أجرَأَهُم عَلَى اللّهِ! وعَلَى انتِهاكِ حُرمَةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ! عَلَى الدُّنيا بَعدَكَ العَفاءُ.
قالَ الرّاوي : وخَرَجَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ عليه السلام تُنادي: يا حَبيباه، يَا بنَ أخاه! وجاءَت فَأَكَبَّت عَلَيهِ ، فَجاءَ الحُسَينُ عليه السلام فَأَخَذَها ورَدَّها إلَى النِّساءِ .
ثُمَّ جَعَلَ أهلُ بَيتِهِ يَخرُجُ مِنهُمُ الرَّجُلُ بَعدَ الرَّجُلِ، حَتّى قَتَلَ القَومُ مِنهُم جَماعَةً، فَصاحَ الحُسَينُ عليه السلام في تِلكَ الحالِ: صَبراً يا بَني عُمومَتي، صَبراً يا أهلَ بَيتي، صَبرا فَوَاللّهِ لا رَأَيتُم هَواناً بَعدَ هذَا اليَومِ أبَداً . ۲

۱۷۶۷.مقاتل الطالبيّين: قالَ المَدائِنِيُّ ، عَنِ العَبّاسِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ رَزينٍ ، عن عَلِيِّ بنِ طَلحَةَ، وعَن أبي مِخنَفٍ عن عَبدِ الرَّحمنِ بنِ يَزيدَ بنِ جابِرٍ ، عَن حُمَيدِ بنِ مُسلِمٍ، وقالَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ البَصرِيُّ ، عَن أبي مِخنَفٍ عن زُهَيرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الخَثعَمِيِّ، وحَدَّثَنيهِ أحمَدُ بنُ سَعيدٍ ، عَن يَحيَى بنِ الحَسَنِ العَلَوِيِّ ، عَن بَكرِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ ، عَن

1.ويحتمل أن يكون مراد عليّ بن الحسين من ثقل الحديد كثرة عسكر المخالفين (راجع : نفس المهموم: ص ۵۸۹) .

2.الملهوف: ص ۱۶۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4183
صفحه از 444
پرینت  ارسال به