243
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع

فِي القَرابَةِ وَالدّينِ .
قالَ : بَل أنَا اُوصيكَ بِهذا رَحِمَكَ اللّهُ ـ وأهوى بِيَدِهِ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ـ أن تَموتَ دونَهُ ، قالَ : أفعَلُ ورَبِّ الكَعبَةِ .
قالَ : فَما كانَ بِأَسرَعَ مِن أن ماتَ في أيديهِم ، وصاحَت جارِيَةٌ لَهُ فَقالَت : يَابنَ عَوسَجَتاه ، يا سَيِّداه ! فَتَنادى أصحابُ عَمرِو بنِ الحَجّاجِ : قَتَلنا مُسلِمَ بنَ عَوسَجَةَ الأَسَدِيَّ .
فَقالَ شَبَثٌ لِبَعضِ مَن حَولَهُ مِن أصحابِهِ : ثَكِلَتكُم اُمَّهاتُكُم ، إنَّما تَقتُلونَ أنفُسَكُم بِأَيديكُم وتُذَلِّلونَ أنفُسَكُم لِغَيرِكُم ، تَفرَحونَ أن يُقتَلَ مِثلُ مُسلِمِ بنِ عَوسَجَةَ ! أما
وَالَّذي أسلَمتُ لَهُ ، لَرُبَّ مَوقِفٍ لَهُ قَد رَأَيتُهُ فِي المُسلِمينَ كَريمٍ ، لَقَد رَأَيتُهُ يَومَ سَلَقِ أذربيجانَ قَتَلَ سِتَّةً مِنَ المُشرِكينَ قَبلَ تَتامِّ خُيولِ المُسلِمينَ ، أفَيُقتَلُ مِنكُم مِثلُهُ وتَفرَحونَ ؟!
قالَ : وكانَ الَّذي قَتَلَ مُسلِمَ بنَ عَوسَجَةَ مُسلِمُ بنُ عَبدِ اللّهِ الضِّبابِيُّ وعَبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي خُشكارَةَ البَجَلِيُّ . ۱

۱۷۴۲.الملهوف :خَرَجَ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ ، فَبالَغَ في قِتالِ الأَعداءِ وصَبَرَ عَلى أهوالِ البَلاءِ ، حَتّى سَقَطَ إلَى الأَرضِ وبِهِ رَمَقٌ ، فَمَشى إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام ومَعَهُ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : رَحِمَكَ اللّهُ يا مُسلِمُ «فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَ مِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً» ودَنا مِنهُ حَبيبٌ فَقالَ : عَزَّ وَاللّهِ عَلَيَّ مَصرَعُكَ ـ يا مُسلِمُ ـ ، أبشِر

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۵ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۵ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۱۵ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۱۰۳ وليس فيه ذيله من «حتّى أحفظك» وكلّها نحوه ، الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۲ وفيه «مسلم بن عوسجة السعدي من بني سعد بن ثعلبة ، قتله مسلم بن عبد اللّه وعبيد اللّه بن أبي خشكارة» فقط ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۹ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۰ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
242

السَّلامُ عَلى مُسلِمِ بنِ عَوسَجَةَ الأَسَدِيِّ ، القائِلِ لِلحُسَينِ وقَد أذَنِ لَهُ فِي الاِنصرافِ : «أنَحنُ نُخَلّي عَنكَ ؟ وبِمَ نَعتَذِرُ عِندَ اللّهِ مِن أداءِ حَقِّكَ ؟ لا وَاللّهِ حَتّى أكسِرَ في صُدورِهِم رُمحي هذا ، وأضرِبَهُم بِسَيفي ما ثَبَتَ قائِمُهُ في يَدي ، ولا اُفارِقُكَ ، ولَو لَم يَكُن مَعي سِلاحٌ اُقاتِلُهُم بِهِ لَقَذَفتُهُم بِالحِجارَةِ ، ولَم اُفارِقكَ حَتّى أموتَ مَعَكَ» .
وكُنتَ أوَّلَ مَن شَرى ۱ نَفسَهُ ، وأوَّلَ شَهيدٍ من شهداء اللّهِ قَضى نَحبَهُ ، فَفُزتَ ورَبِّ الكَعبَةِ ، شَكَرَ اللّهُ استِقدامَكَ ومُواساتَكَ إمامَكَ ، إذ مَشى إلَيكَ وأنتَ صَريعٌ ، فَقالَ :
«يَرحَمُكَ اللّهُ يا مُسلِمَ بنَ عَوسَجَةَ» ، وقَرَأَ : «فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَ مِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً» ۲ ، لَعَنَ اللّهُ المُشتَرِكينَ في قَتلِكَ : عَبدَ اللّهِ الضِّبابِيَّ ، وعَبدَ اللّهِ بنَ خُشكارَةَ البَجَلِيَّ . ۳

۱۷۴۱.تاريخ الطبري عن الزبيدي :إنَّ عَمرَو بنَ الحَجّاجِ حَمَلَ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام في مَيمَنَةِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ مِن نَحوِ الفُراتِ فَاضطَرَبوا ساعَةً ، فَصُرِعَ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ الأَسَدِيُّ أوَّلَ أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام ، ثُمَّ انصَرَفَ عَمرُو بنُ الحَجّاجَ وأصحابُهُ وَارتَفَعَتِ الغَبَرَةُ فَإِذا هُم بِهِ صَريعٌ ، فَمَشى إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام فَإِذا بِهِ رَمَقٌ ، فَقالَ : رَحِمَكَ رَبُّكَ يا مُسلِمَ بنَ عَوسَجَةَ «فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَ مِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً» ۴ .
ودَنا مِنهُ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ ، فَقالَ : عَزَّ عَلَيَّ مَصرَعُكَ يا مُسلِمُ ، أبشِر بِالجَنَّةِ .
فَقالَ لَهُ مُسلِمٌ قَولاً ضَعيفا : بَشَّرَكَ اللّهُ بِخَيرٍ .
فَقالَ لَهُ حَبيبٌ : لَولا أنّي أعلَمُ أنّي في أثَرِكَ لاحِقٌ بِكَ مِن ساعَتي هذِهِ ، لَأَحبَبتُ أن توصِيَني بِكُلِّ ما أهَمَّكَ ، حَتّى أحفَظَكَ في كُلِّ ذلِكَ بِما أنتَ أهلٌ لَهُ

1.شريت : بمعنى بعت (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۴۵۳ «شرى») .

2.الأحزاب : ۲۳ .

3.راجع: ج ۸ ص ۲۳۰ ح ۳۵۷۵ .

4.الأحزاب : ۲۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4149
صفحه از 444
پرینت  ارسال به