223
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع

وجاء في الزيارة الرجبيّة ۱ وزيارة الناحية المقدّسة :
السَّلامُ عَلى عابِسِ بنِ شَبيبٍ الشّاكِرِيِّ . ۲

۱۷۲۵.أنساب الأشراف :قالوا : فَلَمّا رَأى بَقِيَّةُ أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام أنَّهُم لا يَقدِرونَ عَلى أن يَمتَنِعوا ولا يَمنَعوا حُسَينا عليه السلام ، تَنافَسوا في أن يُقتَلوا ، فَجَعَلوا يُقاتِلونَ بَينَ يَدَيهِ حَتّى يُقتَلوا .
وجاءَ عابِسُ بنُ أبي شَبيبٍ فَقالَ : يا أبا عَبدِ اللّهِ ، وَاللّهِ ما أقدِرُ عَلى أن أدفَعَ عَنكَ القَتلَ وَالضَّيمَ ۳ بِشَيءٍ أعَزَّ عَلَيَّ مِن نَفسي ، فَعَلَيكَ السَّلامُ !
وقاتَلَ بِسَيفِهِ ، فَتَحاماهُ ۴ النّاسُ لِشَجاعَتِهِ ، ثُمَّ عَطَفوا عَلَيهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، فَقُتِلَ . ۵

۱۷۲۶.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن محمّد بن قيس :ثُمَّ قالَ عابِسُ بنُ أبي شَبيبٍ : يا أبا عَبدِ اللّهِ ، أما وَاللّهِ ما أمسى عَلى ظَهرِ الأَرضِ قَريبٌ ولا بَعيدٌ أعَزَّ عَلَيَّ ولا أحَبَّ إلَيَّ مِنكَ ، ولَو قَدَرتُ عَلى أن أدفَعَ عَنكَ الضَّيمَ وَالقَتلَ بِشَيءٍ أعَزَّ عَلَيَّ مِن نَفسي ودَمي لَفَعَلتُهُ ؛ السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللّهِ ، اُشهِدُ اللّهَ أنّي عَلى هَديِكَ وهَديِ أبيكَ . ثُمَّ مَشى بِالسَّيفِ مُصلِتا نَحوَهُم ، وبِهِ ضَربَةٌ عَلى جَبينِهِ .
قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَني نُمَيرُ بنُ وَعلَةَ عَن رَجُلٍ مِن بَني عَبدٍ مِن هَمدانَ ، يُقالُ لَهُ رَبيعُ بنُ تَميمٍ شَهِدَ ذلِكَ اليَومَ ، قالَ : لَمّا رَأَيتُهُ مُقبِلاً عَرَفتُهُ وقَد شاهَدتُهُ فِي المَغازي وكانَ أشجَعَ النّاسِ ، فَقُلتُ : أيُّهَا النّاسُ هذَا الأَسَدُ الأَسوَدُ ، هذَا ابنُ

1.وفى رواية المزار للشهيد الأوّل : «عابس بن أبي شبيب الشاكري» (راجع: ج ۸ ص ۱۵۹ ح ۳۵۲۴) .

2.راجع : ج ۸ ص ۲۳۰ ح ۳۵۷۵ .

3.الضَّيْمُ : الظُلم (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۷۳ «ضيم») .

4.تحاماه الناس : أي توقّوه واجتنبوه (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۲۱ «حمى») .

5.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۴ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
222

الكوفة، كان عابس أوّل شخص قام من مكانه ، وبعد حمد اللّه والثناء عليه قال :
أمّا بَعدُ ، فَإِنّي لا اُخبِرُكَ عَنِ النّاسِ ، ولا أعلَمُ ما في أنفُسِهِم ، وما أغُرُّكَ مِنهُم ، وَاللّهِ لَاُحَدِّثَنَّكَ عَمّا أنَا مُوَطِّنٌ نَفسي عَلَيهِ ، وَاللّهِ لَاُجيبَنَّكُم إذا دَعَوتُم ، ولَاُقاتِلَنَّ مَعَكُم عَدُوَّكُم ، ولَأَضرِبَنَّ بِسَيفي دونَكُم حَتّى ألقَى اللّهَ ، لا اُريدُ بِذلِكَ إلّا ما عِندَ اللّهِ .
وقام بعده حبيب بن مظاهر وأبدى استعداده لنصرة الإمام ، وهيّأت كلمة هذين الرجلين الأرضيّة لبيعة الناس . ۱
حمل عابس كتاب مسلم للإمام إلى مكّة ، ۲ وكان له حضور مؤثّر في المقاطع المختلفة من النهضة الحسينيّة ، ويدلّ كلامه عند الوداع مع الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء ، على ذروة إيمانه وإيثاره وحبّه لأهل بيت الرسالة، حيث خاطب الإمام قائلاً:
يا أبا عَبدِ اللّهِ ، وَاللّهِ ما أقدِرُ عَلى أن أدفَعَ عَنكَ القَتلَ وَالضَّيمَ بِشَيءٍ أعَزَّ عَلَيَّ مِن نَفسي ، فَعَلَيكَ السَّلامُ ! ۳
وحينما عجز عسكر العدوّ عن مواجهته ، أمر عمر بن سعد أن يرشقوه بالحجارة من كلّ جانب ، فلمّا رأى ذلك، استبشر وألقى درعه ومغفره ، واستقبل رشق الحجارة دون درعٍ ومغفر!
يقول الراوي في تبيين شجاعته بعد أن استشهد عابس :
رَأَيتُ رَأسَهُ في أيدي رِجالٍ ذَوي عُدَّةٍ ، هذا يَقولُ : أنَا قَتَلتُهُ ، وهذا يَقولُ : أنَا قَتَلتُهُ ، فَأَتَوا عُمَرَ بنَ سَعدٍ فَقالَ : لا تَختَصِموا ، هذا لَم يَقتُلهُ سِنانٌ واحِدٌ . ۴

1.راجع : ج ۳ ص ۵۷ (القسم السابع / الفصل الرابع / قدوم مسلم الكوفة وبيعة أهلها له) .

2.راجع : ج ۳ ص ۹۶ (القسم السابع / الفصل الرابع / كتاب مسلم إلى الإمام عليه السلام يدعوه للقدوم إلى الكوفة) .

3.راجع: ص ۲۲۳ ح ۱۷۲۵.

4.راجع: ص ۲۲۴ ح ۱۷۲۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4126
صفحه از 444
پرینت  ارسال به