ثُمَّ ناداهُمُ الحُرُّ : وَيحَكُم لا اُمَّ لَكُم ! أنتُمُ الَّذينَ أقدَمتُموهُ ، فَلَمّا أتاكُم أسلَمتُموهُ ، فَصارَ كَالأَسيرِ ، ومَنَعتُموهُ وأهلَهُ الماءَ الجارِيَ ، الَّذي تَشرَبُ مِنهُ اليَهودُ وَالنَّصارى وَالمَجوسُ ، ويَتَمَرَّغُ فيهِ خَنازيرُ السَّوادِ ، بِئسَ ما خَلَفتُم مُحَمَّدا في أهلِهِ وذُرِّيَّتِهِ ، وإذا لَم تَنصُروهُ وتَفوا لَهُ بِما حَلَفتُم عَلَيهِ ، فَدَعوهُ يَمضي حَيثُ شاءَ مِن بِلادِ اللّهِ ، أما أنتُم بِاللّهِ مُؤمِنونَ ؟ وبِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ جَدِّهِ مُصَدِّقونَ ؟ وبِالمَعادِ موقِنونَ ؟ ثُمَّ حَمَلَ وقالَ :
أضرِبُ في أعناقِكُم بِالسَّيفِعَن خَيرِ مَن حَلَّ مِنىً وَالخَيفِ
وَقَتَلَ مِنهُم جَماعَةً ، ثُمَّ تَكاثَروا عَلَيهِ فَقَتَلوهُ . ۱
۱۷۰۳.المناقب لابن شهرآشوب :بَرَزَ الحُرُّ وهُوَ يَرتَجِزُ :
إنّي أنَا الحُرُّ ومَأوَى الضَّيفِأضرِبُ في أعناقِكُم بِالسَّيفِ
عَن خَيرِ مَن حَلَّ بِلادَ الخَيفِأضرِبُكُم ولا أرى مِن حَيفِ
فَقَتَلَ نَيِّفا ۲ وأربَعينَ رَجُلاً . ۳
۱۷۰۴.مثير الأحزان :رَوَيتُ بِإِسنادي أنَّهُ [أيِ الحُرَّ بنَ يَزيدَ الرِّياحِيَّ ]قالَ لِلحُسَينِ عليه السلام : لَمّا وَجَّهَني عُبَيدُ اللّهِ إلَيكَ ، خَرَجتُ مِنَ القَصرِ فَنوديتُ مِن خَلفي : أبشِر يا حُرُّ بِخَيرٍ ، فَالتَفَتُّ فَلَم أرَ أحَدا . فَقلتُ : وَاللّهِ ما هذِهِ بِشارَةٌ وأنَا أسيرُ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ! وما اُحَدِّثُ نَفسي بِاتِّباعِكَ .
فَقالَ عليه السلام : لَقَد أصَبتَ أجرا وخَيرا . ۴
1.تذكرة الخواصّ : ص ۲۵۱ .
2.النَّيِّف : من واحدٍ إلى ثلاثٍ (المصباح المنير : ص ۶۳۱ «نيف») .
3.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۰۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۴ و ۱۵ .
4.مثير الأحزان : ص ۵۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۵ .