199
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع

فَأَذِنَ لَهُ فَجَعَلَ يُقاتِلُ أحسَنَ قِتالٍ ، حَتّى قَتَلَ جَماعَةً مِن شُجعانٍ وأبطالٍ ، ثُمَّ استُشهِدَ ، فَحُمِلُ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَجَعَلَ يَمسَحُ التُّرابَ عَن وَجهِهِ ، ويَقولُ : أنتَ الحُرُّ كَما سَمَّتكَ اُمُّكُ ، حُرٌّ فِي الدُّنيا وحُرٌّ [فِي] ۱ الآخِرَةِ . ۲

۱۷۰۰.الإرشاد :نَشِبَ القِتالُ فَقُتِلَ مِنَ الجَميعِ جَماعَةٌ . وحَمَلَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ عَلى أصحابِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، وهُوَ يَتَمَثَّلُ بِقَولِ عَنتَرَةَ :


ما زِلتُ أرميهِم بِغُرَّةِ ۳ وَجهِهِولَبانِهِ حَتّى تَسَربَلَ بِالدَّمِ
فَبَرَزَ إلَيهِ رَجُلٌ مِن بَلحارِثٍ يُقالُ لَهُ : يَزيدُ بنُ سُفيانَ ، فَما لَبِثَهُ الحُرُّ حَتّى قَتَلَهُ... قاتَلَهُم أصحابُ الحُسَينِ قِتالاً شَديدا ، فَأَخَذَت خَيلُهُم تَحمِلُ وإنَّما هِيَ اثنانِ وثَلاثونَ فارِسا ، فَلا تَحمِلُ عَلى جانِبٍ مِن خَيلِ الكوفَةِ إلّا كَشَفَتهُ ، فَلَمّا رَأى ذلِكَ عُروَةُ بن قَيسٍ ـ وهُوَ عَلى خَيلِ أهلِ الكوفَةِ ـ بَعَثَ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ : أما تَرى ما تَلقى خَيلي مُنذُ اليَومِ مِن هذِهِ العِدَّةِ اليَسيرَةِ ؟ ابعَث إلَيهِمُ الرِّجالَ وَالرُّماةَ فَبَعَثَ عَلَيهِم بِالرُّماةِ فَعُقِرَ بِالحُرِّ بنِ يَزيدَ فَرَسُهُ فَنَزَلَ عَنهُ وجَعَلَ يَقولُ :


إن تَعقِروا بي فَأَنَا ابنُ الحُرِّأشجَعُ مِن ذي لِبَدٍ هِزَبرِ
ويَضرِبُهُم بِسَيفِهِ ، وتَكاثَروا عَلَيهِ ، فَاشتَرَكَ في قَتلِهِ أيّوبُ بنُ مُسَرَّحٍ ورَجُلٌ آخَرُ مِن فُرسانِ أهلِ الكوفَةِ . ۴

۱۷۰۱.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) :أقبَلَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ ـ أحَدُ بَني رِياحِ بنِ يَربوعٍ ـ عَلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَقالَ : أمُقاتِلٌ أنتَ هذا الرَّجُلَ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : أما

1.ما بين المعقوفين سقط من المصدر ولا يصحّ السياق بدونه .

2.الملهوف : ص ۱۵۹ .

3.غُرّة كلّ شيء : أوّله وأكرمه (الصحاح : ج ۲ ص ۷۶۸ «غرر») .

4.الإرشاد : ج۲ ص۱۰۲ ـ ۱۰۴ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۲ ـ ۴۶۳ نحوه وراجع : مثير الأحزان : ص ۵۹ ـ ۶۰ والكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۵ ـ ۵۶۶ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
198

۱۶۹۹.الملهوف :صاحَ الحُسَينُ عليه السلام : أما مِن مُغيثٍ يُغيثُنا لِوَجهِ اللّهِ ! أما مِن ذابٍّ يَذُبُّ عَن حَرَمِ رَسولِ اللّهِ ؟
فَإِذَا الحُرُّ بنُ يَزيدَ الرِّياحِيُّ قَد أقبَلَ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ فَقالَ لَهُ : أمُقاتِلٌ أنتَ هذَا الرَّجُلَ ؟ فَقالَ : إي وَاللّهِ! قِتالاً أيسَرُهُ أن تَطيرَ الرُّؤوسُ وتَطيحَ الأَيدي . قالَ : فَمَضَى الحُرُّ ووَقَفَ مَوقِفا مِن أصحابِهِ ، وأخَذَهُ مِثلُ الأَفكَلِ ۱ .
فَقالَ لَهُ المُهاجِرُ بنُ أوسٍ : وَاللّهِ إنَّ أمرَكَ لَمُريبٌ ! ولَو قيلَ مَن أشجَعُ أهلِ الكوفَةِ لَما عَدَوتُكَ ، فَما هذَا الَّذي أراهُ مِنكَ ؟ فَقالَ : إنّي وَاللّهِ اُخَيِّرُ نَفسي بَينَ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، فَوَاللّهِ لا أختارُ عَلَى الجَنَّةِ شَيئا ولَو قُطِّعتُ واُحرِقتُ . ثُمَّ ضَرَبَ فَرَسَهُ قاصِدا إلَى الحُسَينِ عليه السلام ويَدُهُ عَلى رَأسِهِ ، وهُوَ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي تُبتُ إلَيكَ فَتُب عَلَيَّ ، فَقَد أرعَبتُ قُلوبَ أولِيائِكَ وأولادِ بِنتِ نَبِيِّكَ .
وقالَ لِلحُسَينِ عليه السلام : جُعِلتُ فِداكَ ! أنَا صاحِبُكَ الَّذي حَبَسَكَ عَنِ الرُّجوعِ وجَعجَعَ بِكَ ، وَاللّهِ ما ظَنَنتُ أنَّ القَومَ يَبلُغونَ بِكَ ما أرى ، وأنَا تائِبٌ إلَى اللّهِ ، فَهَل تَرى لي مِن تَوبَةٍ ؟
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : نَعَم ، يَتوبُ اللّهُ عَلَيكَ ، فَانزِل ، فَقالَ : أنَا لَكَ فارِسا خَيرٌ مِنّي راجِلاً ، وإلَى النُّزولِ يَؤولُ آخِرُ أمري .
ثُمَّ قالَ : فإِذا كُنتُ أوَّلَ مَن خَرَجَ عَلَيكَ ، فَأذَن لي أن أكونَ أوَّلَ قَتيلٍ بَينَ يَدَيكَ ، ۲ لَعَلّي أكونُ مِمَّن يُصافِحُ جَدَّكَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله غَدا فِي القِيامَةِ .

1.الأفكَلُ : الرِّعدة (الصحاح : ج ۵ ص ۱۷۹۲ «فكل») .

2.وفي الملهوف : «قال جامع الكتاب : إنّما أراد أوّل قتيل من الآن ؛ لأنّ جماعة قُتلوا قبله كما ورد» .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4167
صفحه از 444
پرینت  ارسال به