195
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع

فَقَتَلَ مِنهُم ثَمانِيَةَ عَشَرَ رَجُلاً ثُمَّ قُتِلَ ، فَأَتاهُ الحُسَينُ عليه السلام ودَمُهُ يَشخَبُ ۱ ، فَقالَ : بَخٍ بَخٍ يا حُرُّ ، أنتَ حُرٌّ كَما سُمِّيتَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، ثُمَّ أنشَأَ الحُسَينُ عليه السلام يَقولُ :


لَنِعمَ الحُرُّ حُرُّ بَني رِياحِونِعمَ الحُرُّ مُختَلَفُ الرِّماحِ
ونِعمَ الحُرُّ إذ نادى حُسَينافَجادَ بِنَفسِهِ عِندَ الصَّباحِ ۲

۱۶۹۸.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن أبي مخنف :صاحَ [الحُسَينُ عليه السلام ] : أما مِن مُغيثٍ يُغيثُنا لِوَجهِ اللّهِ تَعالى . أما مِن ذابٍّ يَذُبُّ عَن حَرَمِ رَسولِ اللّهِ !
فَلَمّا سَمِعَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ هذَا الكَلامَ ، اضطَرَبَ قَلبُهُ ، ودَمَعَت عَيناهُ فَخَرَجَ باكِيا مُتَضَرِّعا مَعَ غُلامٍ لَهُ تُركِيٍّ . وكانَ كَيفِيَّةُ انتِقالِهِ إلَى الحُسَينِ عليه السلام أنَّهُ لَمّا سَمِعَ هذَا الكَلامَ مِنَ الحُسَينِ عليه السلام أتى إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَقالَ لَهُ : أمُقاتِلٌ أنتَ هذَا الرَّجُلَ ؟ قالَ : إي وَاللّهِ ! قِتالاً شَديدا أيسَرُهُ أن تَسقُطَ الرُّؤوسُ وتَطيحَ الأَيدي ، فَقالَ : أما لَكُم في واحِدَةٍ مِنَ الخِصالِ الَّتي عَرَضَ عَلَيكُم رِضىً ؟ فَقالَ : وَاللّهِ لَو كانَ الأَمرُ إلَيَّ لَفَعَلتُ ، ولكِنَّ أميرَكَ قَد أبى ذلِكَ .
فَأَقبَلَ الحُرُّ حَتّى وَقَفَ عَنِ النّاسِ جانِبا ومَعَهُ رَجُلٌ مِن قَومِهِ يُقالُ لَهُ : قُرَّةُ بنُ قَيسٍ ، فَقالَ لَهُ : يا قُرَّةُ ! هَل سَقَيتَ فَرَسَكَ اليَومَ ماءً ؟ قالَ : لا ! قالَ : أما تُريدُ أن تَسقِيَهُ ؟ قالَ قُرَّةُ : فَظَنَنتُ وَاللّهِ أنَّهُ يُريدُ أن يَتَنَحّى فَلا يَشهَدَ القِتالَ ، ويَكرَهُ أن أراهُ يَصنَعُ ذلِكَ مَخافَةَ أن أرفَعَ عَلَيهِ ، فَقُلتُ لَهُ : لَم أسقِهِ ، وأنَا مُنطَلِقٌ فَأَسقيهِ .
قالَ : فَاعتَزَلتُ ذلِكَ المَكانَ الَّذي كانَ فيهِ ، وَاللّهِ لَو أطلَعَني عَلَى الَّذي يُريدُ لَخَرَجتُ مَعَهُ إلَى الحُسَينِ عليه السلام . فَأَخَذَ يَدنو قَليلاً قَليلاً ، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ مِن قَومِهِ :

1.الشَّخب : السيلان (النهاية : ج ۲ ص ۴۵۰ «شخب») .

2.الأمالي للصدوق : ص ۲۲۳ ح ۲۳۹ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۵ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام وليس فيه صدره إلى «تاب اللّه عليك» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۹ ح ۱ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
194

قالَ : فقال لَهُ أشياخٌ مِنَ الحَيِّ : أنتَ قَتَلتَهُ ؟ قالَ : لا وَاللّهِ ما أنَا قَتَلتُهُ ، ولكِن قَتَلَهُ غَيري ، وما اُحِبُّ أنّي قَتَلتُهُ ، فَقالَ لَهُ أبُو الوَدّاكِ : ولِمَ ؟
قالَ : إنَّهُ كانَ زَعَموا مِنَ الصّالِحينَ ، فَوَاللّهِ لَئِن كانَ ذلِكَ إثما ، لَأَن ألقَى اللّهَ بِإِثمِ الجِراحَةِ وَالمَوقِفِ أحَبُّ إلَيَّ مِن أن ألقاهُ بِإِثمِ قَتلِ أحَدٍ مِنهُم .
فَقالَ لَهُ أبُو الوَدّاكِ : ما أراكَ إلّا سَتَلقَى اللّهَ بِإِثمِ قَتلِهِم أجمَعينَ ، أرَأَيتَ لَو أنَّكَ رَمَيتَ ذا فَعَقَرتَ ذا ، ورَمَيتَ آخَرَ ووَقَفتَ مَوقِفا ، وكَرَرتَ عَلَيهِم ، وحَرَّضتَ أصحابَكَ ، وكَثَّرتَ أصحابَكَ ، وحُمِلَ عَلَيكَ فَكَرِهتَ أن تَفِرَّ ، وفَعَلَ آخَرُ مِن أصحابِكَ كَفِعلِكَ وآخَرُ وآخَرُ ، كانَ هذا وأصحابُهُ يُقتَلونَ ؟ أنتُم شُرَكاءُ كُلُّكُم في دِمائِهِم .
فَقالَ لَهُ : يا أبَا الوَدّاكِ ، إنَّكَ لَتُقَنِّطُنا مِن رَحمَةِ اللّهِ ! إن كُنتَ وَلِيَّ حِسابِنا يَومَ القِيامَةِ فَلا غَفَرَ اللّهُ لَكَ إن غَفَرتَ لَنا ! قالَ : هُوَ ما أقولُ لَكَ . ۱

۱۶۹۷.الأمالي للصدوق عن عبد اللّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين] عليهم السلام :ضَرَبَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ فَرَسَهُ ، وجازَ عَسكَرَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ لَعَنَهُ اللّهُ إلى عَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام ، واضِعا يَدَهُ عَلى رَأسِهِ ، وهُوَ يَقولُ : اللّهُمَّ إلَيكَ اُنيبُ فَتُب عَلَيَّ ؛ فَقَد أرعَبتُ قُلوبَ أولِيائِكَ وأولادِ نَبِيِّكَ . يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، هَل لي مِن تَوبَةٍ ؟
قالَ : نَعَم ، تابَ اللّهُ عَلَيكَ . قالَ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ! أتَأذَنُ لي فَاُقاتِلَ عَنكَ ؟ فَأَذِنَ لَهُ ، فَبَرَزَ وهُوَ يَقولُ :


أضرِبُ في أعناقِكُم بِالسَّيفِعَن خَيرِ مَن حَلَّ بِلادَ الخَيفِ ۲

1.تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۴۳۷ .

2.الخَيف : بطحاء مكّة (معجم البلدان : ج ۲ ص ۴۱۲) .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4195
صفحه از 444
پرینت  ارسال به