193
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع

قالَ : فَبَينَا النّاسُ يَتَجاوَلونَ ويَقتَتِلونَ ، وَالحُرُّ بنُ يَزيدَ يَحمِلُ عَلَى القَومِ مُقدِما ، ويَتَمَثَّلُ قَولَ عَنتَرَةَ :


ما زِلتُ أرميهِم بِثُغرَةِ ۱ نَحرِهِولَبانِهِ حَتّى تَسَربَلَ بِالدَّمِ
قالَ : وإنَّ فَرَسَهُ لَمَضروبٌ عَلى اُذُنَيهِ وحاجِبِه ، وإنَّ دِماءَهُ لَتَسيلُ ، فَقالَ الحُصَينُ بنُ تَميمٍ ـ وكانَ عَلى شُرطَةِ عَبيدِ اللّهِ فَبَعَثَهُ إلَى الحُسَينِ عليه السلام وكانَ مَعَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَوَلّاهُ عُمَرُ مَعَ الشُّرطَةِ المُجَفَّفَةِ ۲ ـ لِيَزيدَ بنِ سُفيانَ : هذَا الحُرُّ بنُ يَزيدَ الَّذي كُنتَ تَتَمَنّى ، قالَ : نَعَم ، فَخَرَجَ إلَيهِ فَقالَ لَهُ : هَل لَكَ يا حُرَّ بنَ يَزيدَ فِي المُبارَزَةِ ؟ قالَ : نَعَم ، قَد شِئتُ .
فَبَرَزَ لَهُ ، قالَ : فَأَنَا سَمِعتُ الحُصَينَ بنَ تَميمٍ يَقولُ : وَاللّهِ لَأَبرُزُ لَهُ فَكَأَنَّما كانَت نَفسُهُ في يَدِهِ ، فَما لَبِثَهُ الحُرُّ حينَ خَرَجَ إلَيهِ أن قَتَلَهُ . ۳

۱۶۹۶.تاريخ الطبري عن نمير بن وعلة :إنَّ أيّوبَ بنَ مِشرَحٍ الخَيوانِيُّ كانَ يَقولُ : أنَا وَاللّهِ عَقَرتُ بِالحُرِّ بنِ يَزيدَ فَرَسَهُ ، حَشَأتُهُ ۴ سَهما فَما لَبِثَ أن اُرعِدَ الفَرَسُ وَاضطَرَبَ وكَبا ، فَوَثَبَ عَنهُ الحُرُّ كَأَنَّهُ لَيثٌ وَالسَّيفُ في يَدِهِ وهُوَ يَقولُ :


إن تَعقِروا بي فَأَنَا ابنُ الحُرِّأشجَعُ مِن ذي لِبَدٍ هِزَبرِ
قالَ : فَما رَأَيتُ أحَدا قَطُّ يُفري فَريَهُ ۵ .

1.الثُغْرَةُ : وهي نقرة النحر فوق الصدر (النهاية : ج ۱ ص ۲۱۳ «ثغر») .

2.فرس مُجفّف : أي عليه تجفاف ؛ وهو شيء من سلاح يُترك على الفرس يقيه الأذى ، وقد يلبسه الإنسان أيضا (النهاية : ج ۱ ص ۲۷۹ «جفف») .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۴ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۰ والكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۵ .

4.حَشَأتُ الرجل : إذا أصبت جوفه (الصحاح : ج ۱ ص ۴۳ «حشأ») .

5.أفرَيتُ الأوداجَ : قطعتها ، وأفريت الشيء: شققته (الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۵۴ «فرا») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
192

فَقاتَلَهُم ، فَقَتَلَ مِنهُم رَجُلَينِ ، ثُمَّ قُتِلَ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ . ۱

۱۶۹۴.تاريخ الطبري عن محمّد بن قيس :لَمّا قُتِلَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ هَدَّ ذلِكَ حُسَينا عليه السلام ، وقالَ عِندَ ذلِكَ : أحتَسِبُ نَفسي وحُماةَ أصحابي ، قالَ : فَأَخَذَ الحُرُّ يَرتَجِزُ ويَقولُ :


آلَيتُ لا اُقتَلُ حَتّى أقتُلاولَن اُصابَ اليَومَ إلّا مُقبِلا
أضرِبُهُم بِالسَّيفِ ضَربا مِقصَلا ۲لا ناكِلاً عَنهُم ولا مُهَلِّلا
وأخَذَ يَقولُ أيضا :


أضرِبُ في أعراضِهِم ۳ بِالسَّيفِعَن خَيرِ مَن حَلَّ مِنىً وَالخَيفِ
فَقاتَلَ هُوَ وزُهَيرُ بنُ القَينِ قِتالاً شَديدا ، فَكانَ إذا شَدَّ أحَدُهُما فَإِنِ استُلحِمَ ۴ شَدَّ الآخَرُ حَتّى يُخَلِّصَهُ ، فَفَعَلا ذلِكَ ساعَةً ، ثُمَّ إنَّ رَجّالَةً شَدَّت عَلَى الحُرِّ بنِ يَزيدَ ، فَقُتِلَ . ۵

۱۶۹۵.تاريخ الطبري عن النضر بن صالح أبي زهير العبسي :إنَّ الحُرَّ بنَ يَزيدَ لَمّا لَحِقَ بِحُسينٍ عليه السلام ، قالَ رَجُلٌ مِن بَني تَميمٍ مِن بَني شَقِرَةَ ، وهُم بَنُو الحارِثِ بنِ تَميمٍ ، يُقالُ لَهُ يَزيدُ بنُ سُفيانَ : أما وَاللّهِ ، لَو أنّي رَأَيتُ الحُرَّ بنَ يَزيدَ حينَ خَرَجَ لَأَتبَعتُهُ السِّنانَ .

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۲ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۳ نحوه وراجع : شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۵۱ .

2.قصَلَه : قطعه ، وسيف مقصَل : قطّاع (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۷ «قصل») .

3.العُرض : الجانب من كلِّ شيء . يقال : خرجوا يضربون الناسَ عن عُرض : أي من أيِّ شِقٍّ وناحيَةٍ لا يبالون مَن ضَربوا (راجع: لسان العرب : ج ۷ ص ۱۷۶ و ۱۷۷ «عرض») .

4.استُلْحِمَ الرجلُ : احتوشه العدوّ في القتال (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۲۷ «لحم») .

5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۴۰ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۷ نحوه وليس فيه من «قال : فأخذ» إلى «والخيف» وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4221
صفحه از 444
پرینت  ارسال به