189
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع

السَّلامُ عَلَى الحُرِّ بنِ يَزيدَ الرِّياحِيِّ . ۱
كما ذكر اسمه في الزيارة الرجبيّة أيضا . ۲

۱۶۹۲.تاريخ الطبري عن عديّ بن حرملة :إنَّ الحُرَّ بنَ يَزيدَ لَمّا زَحَفَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، قالَ لَهُ : أصلَحَكَ اللّهُ ! مُقاتِلٌ أنتَ هذَا الرَّجُلَ ؟ قالَ : إي وَاللّهِ ، قِتالاً أيسَرُهُ أن تَسقُطَ الرُّؤوسُ وتَطيحَ الأَيدي .
قالَ : أفَما لَكُم في واحِدَةٍ مِنَ الخِصالِ الَّتي عَرَضَ عَلَيكُم رِضىً ؟
قالَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : أما وَاللّهِ لَو كانَ الأَمرُ إلَيَّ لَفَعَلتُ ، ولكِنَّ أميرَكَ قَد أبى ذلِكَ .
قالَ : فَأَقبَلَ حَتّى وَقَفَ مِنَ النّاسِ مَوقِفا ، ومَعَهُ رَجُلٌ مِن قَومِهِ يُقالُ لَهُ : قُرَّةُ بنُ قَيسٍ .
فَقالَ : يا قُرَّةُ ! هَل سَقَيتَ فَرَسَكَ اليَومَ ؟ قالَ : لا ، قالَ : إنَّما تُريدُ أن تَسقِيَهُ ؟ قالَ : فَظَنَنتُ وَاللّهِ أَنّهُ يُريدُ أن يَتَنَحّى فَلا يَشهَدَ القِتالَ ، وكَرِهَ أن أراهُ حينَ يَصنَعُ ذلِكَ ، فَيَخافُ أن أرفَعَهُ عَلَيهِ ، فَقُلتُ لَهُ : لَم أسقِهِ ، وأنَا مُنطَلِقٌ فَساقيهِ .
قالَ : فَاعتَزَلتُ ذلِكَ المَكانَ الَّذي كانَ فيهِ .
قالَ : فَوَاللّهِ لَو أنَّهُ أطلَعَني عَلَى الَّذي يُريدُ ، لَخَرَجتُ مَعَهُ إلَى الحُسَينِ عليه السلام .
قالَ : فَأَخَذَ يَدنو مِن حُسَينٍ قَليلاً قَليلاً .
فَقالَ لَهُ رَجُلٌ مِن قَومِهِ يُقالُ لَهُ المُهاجِرُ بنُ أوسٍ : ما تُريدُ يَابنَ يَزيدَ ؟ أتُريدُ أن تَحمِلَ ؟ فَسَكَتَ وأخَذَهُ مِثلُ العُرَواءِ ۳ .
فَقالَ لَهُ : يَابنَ يَزيدَ ! وَاللّهِ إنَّ أمرَكَ لَمُريبٌ ، وَاللّهِ ما رَأَيتُ مِنكَ في مَوقِفٍ قَطُّ

1.راجع: ج ۸ ص ۲۳۰ ح ۳۵۷۵ .

2.راجع: ج ۸ ص ۱۵۹ ح ۳۵۲۴ .

3.العُرَواءُ : الرِّعدة ، وهو في الأصل بَردُ الحُمّى (النهاية : ج ۳ ص ۲۲۶ «عرا») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
188

جُعِلتُ فِداكَ ! أنَا صاحِبُكَ الَّذي حَبَسَكَ عَنِ الرُّجوعِ وجَعجَعَ بِكَ ، وَاللّهِ ما ظَنَنتُ أنَّ القَومَ يَبلُغونَ بِكَ ما أرى ، وأنَا تائِبٌ إلَى اللّهِ ، فَهَل تَرى لي مِن تَوبَةٍ ؟
فأجابه الإمام الحسين عليه السلام :
نَعَم ، يَتوبُ اللّهُ عَلَيكَ ، فَانزِل .
فقال الحرّ :
أنَا لَكَ فارِسا خَيرٌ مِنّي راجِلاً ، وإلَى النُّزولِ يَؤولُ آخِرُ أمري .
ثمّ أضاف قائلاً:
فإِذا كُنتُ أوَّلَ مَن خَرَجَ عَلَيكَ ، فَأئذَن لي أن أكونَ أوَّلَ قَتيلٍ بَينَ يَدَيكَ ، لَعَلّي أكونُ مِمَّن يُصافِحُ جَدَّكَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله غَدا فِي القِيامَةِ . ۱
ويدلّ كلام الحرّ هذا على اعتقاده الراسخ بالمبدأ والمعاد ، وهذا هو الذي أدّى إلى فلاحه .
ثمّ تقدّم نحو جيش الكوفة، ووعظهم في خطبة ألقاها فيهم ، ثمّ هجم عليهم وقاتل حتّى استشهد .
فحمله أصحاب الإمام من ساحة القتال وفيه رمق من الحياة وجعلوه مقابل الإمام عليه السلام .
فتكلّم الإمام وهو جالس عنده بكلمات جديرة بالتأمّل جدّا . فقال عليه السلام وهو يمسح التراب عن وجه الحرّ :
أنتَ الحُرُّ كَما سَمَّتكَ اُمُّكَ ، حُرٌّ فِي الدُّنيا وحُرٌّ فِي الآخِرَةِ . ۲
وجاء في زيارة الناحية المقدّسة :

1.راجع: ص ۱۹۸ ح ۱۶۹۹ .

2.نفس المصدر .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4240
صفحه از 444
پرینت  ارسال به