وَصَلَها قالَ : مَا اسمُ هذِهِ الأَرضِ ؟ فَقيلَ : كَربَلاءُ .
فَقالَ : اِنزِلوا ، هاهُنا ـ وَاللّهِ ـ مَحَطُّ رِكابِنا ، وسَفكُ دِمائِنا ۱ ، هاهُنا ـ وَاللّهِ ـ مَخَطُّ قُبورِنا ، وهاهُنا ـ وَاللّهِ ـ سَبيُ حَريمِنا ، بِهذا حَدَّثَني جَدّي . ۲
۱۵۱۹.الفتوحـ بَعدَ ذِكرِ وُصولِ أمرِ عُبَيدِ اللّهِ بِالتَّضييقِ في وَراءِ عُذَيبِ الهِجاناتِ ۳ـ : خَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام ووُلدُهُ وإخوَتُهُ وأهلُ بَيتِهِ ـ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِم ـ بَينَ يَدَيهِ ، فَنَظَرَ إلَيهِم ساعَةً وبَكى ، وقالَ : اللّهُمَّ إنّا عِترَةُ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وقَد اُخرِجنا وطُرِدنا عَن حَرَمِ جَدِّنا ، وتَعَدَّت بَنو اُمَيَّةَ عَلَينا ، فَخُذ بِحَقِّنا ، وَانصُرنا عَلَى القَومِ الكافِرينَ .
قالَ : ثُمَّ صاحَ الحُسَينُ عليه السلام في عَشيرَتِهِ ، ورَحَلَ مِن مَوضِعِهِ ذلِكَ ، حَتّى نَزَلَ كَربَلاءَ في يَومِ الأَربِعاءِ ، أو يَومِ الخَميسِ ، وذلِكَ فِي الثّاني مِنَ المُحَرَّمِ ، سَنَةَ إحدى وسِتّينَ ، ثُمَّ أقبَلَ إلى أصحابِهِ ، فَقالَ لَهُم : أهذِهِ كَربَلاءُ ؟ فَقالوا : نَعَم .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام لِأَصحابِهِ : اِنزِلوا ، هذا مَوضِعُ كَربٍ وبَلاءٍ ، هاهُنا مُناخُ رِكابِنا ، ومَحَطُّ رِحالِنا ، وسَفكُ دِمائِنا .
قالَ : فَنَزَلَ القَومُ ، وحَطُّوا الأَثقالَ ناحِيَةً مِنَ الفُراتِ ، وضُرِبَت خَيمَةُ الحُسَينِ عليه السلام لِأَهلِهِ وبَنيهِ ، وضَرَبَ عَشيرَتُهُ خِيامَهُم مِن حَولِ خَيمَتِهِ . ۴
۱۵۲۰.الأخبار الطوال :وسارَ الحُسَينُ عليه السلام مِن قَصرِ بَني مُقاتِلٍ ، ومَعَهُ الحُرُّ بنُ يَزيدَ ، كُلَّما أرادَ
1.في بعض نسخ المصدر : «ومسفك دمائنا» .
2.الملهوف : ص ۱۳۹ ، مثير الأحزان : ص ۴۹ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۱ وفيه «الثامن» بدل «الثاني» وراجع : الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۴ .
3.راجع : الخريطة رقم ۳ في آخر المجلّد ۳ .
4.الفتوح : ج ۵ ص ۸۳ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۳۶ بزيادة «فقال : الناس عبيد الدنيا ، والدِّين لعق على ألسنتهم ، يحوطونه ما درّت معايشهم ، فإذا مُحّصوا بالبلاء قلَّ الديّانون» بعد «أصحابه» ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۳ .