117
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع

وَالرَّأيُ لَم يَستَخِفَّ ، ولكِنِ استَصرَعتُم إلَينا طَيرَةَ الدَّبا ، وتَداعَيتُم إلَينا كَتَداعِي الفَراشِ قَيحا وحَكَّةً وهَلوعا ، وذِلَّةً لِطَواغيتِ الاُمَّةِ ، وشُذّاذِ الأَحزابِ ، ونَبَذَةِ الكِتابِ ، وعَصَبَةِ ۱ الآثامِ ، وبَقِيَّةِ الشَّيطانِ ، ومُحَرِّفِي الكَلامِ ، ومُطفِئِي السُّنَنِ ، ومُلحِقِي العَهَرَةِ بِالنَّسَبِ ، وأسَفِ المُؤمِنينَ ، ومُزاحِ المُستَهزِئينَ «الَّذِينَ جَعَلُواْ الْقُرْءَانَ عِضِينَ» ۲ ، «لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِى الْعَذَابِ هُمْ خَــلِدُونَ» ۳ ، فَهؤُلاءِ تَعضُدونَ ، وعَنّا تَتَخاذَلونَ ؟
أجَل وَاللّهِ ، الخَذلُ فيكُم مَعروفٌ ، وشَبَحَت ۴ عَلَيهِ عُروقُكُم ، وَاستَأزَرَت عَلَيهِ اُصولُكُم فَأَفرَعَكُم ، فَكُنتُم أخبَثَ ثَمَرَةِ شَجَرَةٍ لِلنّاسِ ، واُكلَةٍ لِغاصِبٍ ۵ ، ألا فَلَعنَةُ اللّهِ عَلَى النّاكِثينَ الَّذينَ يَنقُضونَ الأَيمانَ بَعدَ تَوكيدِها ، وقَد جَعَلُوا اللّهَ عَلَيهِم كَفيلاً .
ألا وإنَّ البَغِيَّ قَد رَكَنَ بَينَ اثنَتَينِ ، بَينَ المَسأَلَةِ وَالذِّلَّةِ ، وهَيهاتَ مِنَّا الدَّنِيَّةُ ، أبَى اللّهُ ذلِكَ ورَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ ، وحُجورٌ طابَت ، وبُطونٌ طَهُرَت ، واُنوفٌ حَمِيَّةٌ ، ونُفوسٌ أبِيَّةٌ ، أن تُؤثَرَ مَصارِعُ الكِرامِ عَلى ظِئارِ ۶
اللِّئامِ ۷ ، ألا وإنّي زاحِفٌ بِهذِهِ الاُسرَةِ عَلى قُلِّ العَدَدِ وكَثرَةِ العَدُوِّ وخَذلَةِ النّاصِرِ ، ثُمَّ تَمَثَّلَ :
فَإِن نَهزِم فَهَزّامونَ قِدماوإن نُهزَم فَغَيرُ مُهَزَّمينا
وما إن طِبُّنا جُبنٌ ولكِنمَنايانا وطُعمَةُ آخَرينا
ألا ثُمَّ لا يَلبَثوا إلّا ريثَ ما يُركَبُ فَرَسٌ ، حَتّى تُدارَ بِكُم دَورَ الرَّحى ، ويُفلَقَ بِكُم فَلَقَ المِحوَرِ ، عَهدا عَهِدَهُ النَّبِيُّ إلى أبي : «فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَ شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَىَّ وَ لَا تُنظِرُونِ» ۸ ، الآيَةَ ، وَالآيَةَ الاُخرى . ۹

1.في الطبعة المعتمدة : «وعضبة» ، والتصويب من الترجمة المطبوعة بتحقيق الشيخ المحمودي .

2.الحِجر : ۹۱ .

3.المائدة : ۸۰ .

4.كذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصواب : «وشجت» ، كما في نقل مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي الذي سوف يأتي لاحقا .

5.كذا في المصدر ، وفي نقل مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي الذي سوف يأتي لاحقا : «وشجت عليه عروقكم، وتوارثته اُصولكم وفروعكم ، ونبتت عليه قلوبكم ، وغشيت عليه صدوركم ، فكنتم أخبث شيء سنخا للناصب وأكلة للغاصب»، وهو الأصحّ .

6.يَظْأَرُ : أي يَعطِفُهم على الصلح (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۸۰ «ظِئر») .

7.كذا في المصدر ، وفيه تأخير وتقديم ، والصواب : «أن تؤثر ظئار اللئام على مصارع الكرام (راجع : ترجمة الإمام الحسين المطبوعة بتحقيق المحمودي : ص ۲۱۷ الهامش ۸) .

8.يونس : ۷۱ .

9.تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۸ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۵۸۷ نحوه وراجع : الفتوح : ج ۵ ص ۱۱۶ ومطالب السؤول : ص ۷۲ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
116

أَمْرَكُمْ وَ شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَىَّ وَ لَا تُنظِرُونِ» ۱ ، «إِنِّى تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّى وَ رَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ إِلََّا هُوَ ءَاخِذُ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّى عَلَى صِرَ طٍ مُّسْتَقِيمٍ» ۲ . اللّهُمَّ احبِس عَنهُم قَطرَ السَّماءِ ، وَابعَث عَلَيهِم سِنينَ كَسِني يوسُفَ ، وسَلِّط عَلَيهِم غُلامَ ثَقيفٍ يَسومُهُم كَأسا مُصَبَّرَةً ؛ فَإِنَّهُم كَذَّبونا وخَذَلونا ، وأنتَ رَبُّنا ، عَلَيكَ تَوَكَّلنا ، وإلَيكَ أنَبنا ، وإلَيكَ المَصيرُ . ۳

۱۶۲۹.تاريخ دمشق عن أبي بكر بن دريد :لَمَّا استَكَفَّ ۴ النّاسُ بِالحُسَينِ عليه السلام ، رَكِبَ فَرَسَهُ ، ثُمَّ استَنصَتَ النّاسَ ، فَأَنصَتوا لَهُ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، وصَلّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ قالَ :
تَبّا لَكُم أيَّتُهَا الجَماعَةُ وتَرَحاً ! أحينَ استَصرَختُمونا وَلِهينَ ، فَأَصرَخناكُم موجِفينَ ، شَحَذتُم عَلَينا سَيفا كانَ في أيمانِنا ، وحَشَشتُم عَلَينا نارا قَدَحناها ۵ عَلى عَدُوِّكُم وعَدُوِّنا ، فَأَصبَحتُم إلبا عَلى أولِيائِكُم ، ويَدا عَلَيهِم لِأَعدائِكُم ، بِغَيرِ عَدلٍ رَأَيتُموهُ بَثّوهُ فيكُم ، ولا أصلٍ ۶ أصبَحَ لَكُم فيهِم ، ومِن غَيرِ حَدَثٍ كانَ مِنّا ، ولا رَأيٍ يُفَيَّلُ ۷ فينا .
فَهَلّا لَكُمُ الوَيلاتُ إذ كَرِهتُموها ، تَرَكتُمونا وَالسَّيفُ مَشيمٌ ، وَالجَأشُ طامِنٌ ،

1.يونس : ۷۱ .

2.هود : ۵۶ .

3.الملهوف : ص ۱۵۵ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۹۷ ح ۱۶۷ عن مصعب بن عبد اللّه وليس فيه ذيله من «ثُمّ قال : أما واللّه » ، تحف العقول : ص ۲۴۰ بزيادة «كتابه عليه السلام إلى أهل الكوفة لمّا ساروا رأى خذلانهم إيّاه» في صدره وليس فيه الأبيات ، مثير الأحزان : ص ۵۴ كلّها نحوه وراجع : إثبات الوصيّة : ص ۱۷۷ .

4.استَكَفُّوا به : أي أحاطوا به واجتمعوا حوله (النهاية : ج ۴ ص ۱۹۰ «كفف») .

5.في الطبعة المعتمدة : «فقدحناها» ، والتصويب من الترجمة المطبوعة بتحقيق الشيخ المحمودي .

6.كذا في الطبعة المعتمدة ، وفي الترجمة المطبوعة بتحقيق الشيخ المحمودي : «ولا أمل» ؛ وهو الأنسب للسياق وكما في الرواية اللاحقة .

7.فَالَ الرجل في رأيه وفيّل : إذا لم يُصِب فيه (النهاية : ج ۳ ص ۴۸۶ «فيل») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4189
صفحه از 444
پرینت  ارسال به