9
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع

وعَمرُو بنُ حُرَيثٍ ، وَالأَشعَثُ بنُ قَيسٍ ، وجَريرُ بنُ عَبدِ اللّهِ البَجَلِيُّ ، وقالوا : أتَأذَنُ لَنا أيّاما نَتَخَلَّفُ عَنكَ في بَعضِ حَوائِجِنا ونَلحَقُ بِكَ ؟
فَقالَ لَهُم : قَد فَعَلتُموها ، سَوءَةٌ لَكُم مِن مَشايِخَ ، فَوَاللّهِ ما لَكُم مِن حاجَةٍ تَتَخَلَّفونَ عَلَيها ، وإنّي لَأَعلَمُ ما في قُلوبِكُم وسَاُبَيِّنُ لَكُم : تُريدونَ أن تُثَبِّطوا عَنِّي النّاسَ ، وكَأَنّي بِكُم بِ الخَوَرنَقِ ۱ وقَد بَسَطتُم سُفرَتَكُم ۲ لِلطَّعامِ ، إذ يَمُرُّ بِكُم ضَبٌّ ۳ فَتَأمُرونَ صِبيانَكُم فَيَصيدونَهُ ، فَتَخلَعُونّي وتُبايِعونَهُ .
ثُمَّ مَضى إلَى المَدائِنِ وخَرَجَ القَومُ إلَى الخَوَرنَقِ وهَيَّؤوا طَعاما ، فَبَينا هُم كَذلِكَ عَلى سُفرَتِهِم وقَد بَسَطوها إذ مَرَّ بِهِم ضَبٌّ ، فَأَمَروا صِبيانَهُم فَأَخَذوهُ وأوثَقوهُ ومَسَحوا أيدِيَهُم عَلى يَدِهِ كَما أخبَرَ عَلِيٌّ عليه السلام ، وأقبَلوا عَلَى المَدائِنِ .
فَقالَ لَهُم أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : بِئسَ لِلظّالِمينَ بَدَلاً ، لَيَبعَثُكُمُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ مَعَ إمامِكُمُ الضَّبِّ الَّذي بايَعتُم ، لَكَأَنّي أنظُرُ إلَيكُم يَومَ القِيامَةِ وهُوَ يَسوقُكُم إلَى النّارِ .
ثُمَّ قالَ : لَئِن كانَ مَعَ رَسولِ اللّهِ مُنافِقونَ فَإِنَّ مَعي مُنافِقينَ ، أما وَاللّهِ يا شَبَثُ ويَابنَ حُرَيثٍ لَتُقاتِلانِ ابنِيَ الحُسَينَ ، هكَذا أخبَرَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله . ۴

راجع : ج ۳ ص ۳۳۲ (القسم السابع / الفصل السابع / لِقاءُ بشر بن غالب في ذات عرق).

1.الخوَرنَقْ : قصر كان بظهر الحيرة ، وقد أمر ببنائه النعمان بن امرئ القيس ، وبناه رجل يقال له : سنمّار (معجم البلدان : ج ۲ ص ۴۰۱) .

2.في المصدر : «سفركم» ، والتصويب من بحار الأنوار .

3.الضَّبّ : حيوان من جنس الزواحف ، غليظ الجسم خشنه ، وله ذنب عريض حرش أعقد ، يكثر في صحاري الأقطار العربيّة (المعجم الوسيط : ج ۱ ص ۵۳۲ «ضبب») .

4.الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۲۲۵ عن أبي حمزة عن الإمام زين العابدين عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۳۸۴ ح ۶۱۴ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
8

فَقالَ لَهُ الأَسَدِيُّ : يَابنَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ ! أخبِرني عَن قَولِ اللّهِ تَعالى : «يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسِ بِإِمَـمِهِمْ» . ۱
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : نَعَم يا أخا بَني أسَدٍ ! هُما إمامانِ : إمامُ هُدىً دَعا إلى هُدىً ، وإمامُ ضَلالَةٍ دَعا إلى ضَلالَةٍ ، فَهَدى مَن أجابَهُ إلَى الجَنَّةِ ، ومَن أجابَهُ إلَى الضَّلالَةِ دَخَلَ النّارَ . ۲

۳۷۸۰.الأمالي للصدوق عن عبد اللّه بن منصور عن جعفر بن محمّد [الصادق] عليه السلام :حَدَّثَني أبي عَن أبيهِ قالَ : . . . سارَ الحُسَينُ عليه السلام وأصحابُهُ ، فَلَمّا نَزَلُوا الثَّعلَبِيَّةَ ۳ وَرَدَ عَلَيهِ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ :بِشرُ بنُ غالِبٍ . فَقالَ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، أخبِرني عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسِ بِإِمَـمِهِمْ» .
قالَ : إمامٌ دَعا إلى هُدىً فَأَجابوهُ إلَيهِ ، وإمامٌ دَعا إلى ضَلالَةٍ فَأَجابوهُ إلَيها ، هؤُلاءِ فِي الجَنَّةِ ، وهؤُلاءِ فِي النّارِ ، وهُوَ قَولُهُ عز و جل : «فَرِيقٌ فِى الْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِى السَّعِيرِ» ۴ . ۵

۳۷۸۱.الخرائج والجرائح بإسناده عن الإمام الحسين عليه السلام :لَمّا أرادَ عَلِيٌّ أن يَسيرَ إلَى النَّهرَوانِ ، استَنفَرَ أهلَ الكوفَةِ وأمَرَهُم أن يُعَسكِروا بِ المَدائِنِ ۶ ، فَتَأَخَّرَ عَنهُ شَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ ،

1.الإسراء : ۷۱ .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۶۹ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۲۰ وفيه «فهذا ومن أجابه إلى الهدى في الجنّة ، وهذا ومن أجابه إلى الضلالة في النار» بدل «فهدى من أجابه . . . . إلخ» .

3.الثعلبيّة : من منازل طريق مكّة من الكوفة (معجم البلدان : ج ۲ ص ۷۸) وراجع: الخريطة رقم ۳ في آخر المجلّد ۳ .

4.الشورى : ۷ .

5.الأمالي للصدوق : ص ۲۱۷ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۳ ح ۱ .

6.المَدائِنُ : بناها أنوشروان من ملوك فارس ، وأقام بها هو ومن كان بعده من ملوك بني ساسان . . . وفي وقتنا هذا بليدة شبيهة بالقرية ، بينها وبين بغداد ستّة فراسخ (معجم البلدان : ج ۵ ص ۷۵) وراجع : الخريطة رقم ۵ في آخر المجلّد ۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5952
صفحه از 491
پرینت  ارسال به