75
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع

وحُسَينا عليهماالسلام ، وعَمّارا ؛ فَإِنَّهُم خَرَجوا مَعَهُ يُشَيِّعونَهُ .
فَجَعَلَ الحَسَنُ عليه السلام يُكَلِّمُ أبا ذَرٍّ ، فَقالَ لَهُ مَروانُ : إيها يا حَسَنُ ! ألا تَعلَمُ أنَّ أميرَ المُؤمِنينَ قَد نَهى عَن كَلامِ هذَا الرَّجُلِ ؟! فَإِن كُنتَ لا تَعلَمُ فَاعلَم ذلِكَ .
فَحَمَلَ عَلِيٌّ عليه السلام عَلى مَروانَ ، فَضَرَبَ بِالسَّوطِ بَينَ اُذُنَي راحِلَتِهِ ، وقالَ : تَنَحَّ لَحاكَ ۱ اللّهُ إلَى النّارِ ! فَرَجَعَ مَروانُ مُغضَبا إلى عُثمانَ فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ ، فَتَلَظّى عَلى عَلِيٍّ عليه السلام . . . .
ثُمَّ تَكَلَّمَ الحُسَينُ عليه السلام ، فَقالَ : يا عَمّاه ، إنَّ اللّهَ تَعالى قادِرٌ أن يُغَيِّرَ ما قَد تَرى ، وَاللّهُ كُلَّ يَومٍ هُوَ في شَأنٍ ، وقَد مَنَعَكَ القَومُ دُنياهُم ومَنَعتَهُم دينَكَ ، فَما أغناكَ عَمّا مَنَعوكَ ، وأحوَجَهُم إلى ما مَنَعتَهُم ! فَاسأَلِ اللّهَ الصَّبرَ وَالنَّصرَ ، وَاستَعِذ بِهِ مِنَ الجَشَعِ وَالجَزَعِ ، فَإِنَّ الصَّبرَ مِنَ الدّينِ وَالكَرَمِ ، وإنَّ الجَشَعَ لا يُقَدِّمُ رِزقا ، وَالجَزَعَ لا يُؤَخِّرُ أجَلاً . ۲

۶ / ۳

تَكذيبُ مَن يَدَّعِي التَّشَيُّعَ

۳۹۱۰.تنبيه الخواطر :قالَ رَجُلٌ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ! أنَا مِن شيعَتِكُم .
قالَ عليه السلام : اِتَّقِ اللّهَ ولا تَدَّعِيَنَّ شَيئا ، يَقولُ اللّهُ لَكَ : كَذَبتَ وفَجَرتَ في دَعواكَ ! إنَّ شيعَتَنا مَن سَلِمَت قُلوبُهُم مِن كُلِّ غِشٍّ ودَغَلٍ ۳ ، ولكِن قُل : أنَا مِن مَواليكُم ومُحِبّيكُم . ۴

1.لَحَاهُ اللّه ُ : أي قبّحه ولعنه (الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۸۱ «لحى») .

2.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۸ ص ۲۵۲ ؛ الكافي : ج ۸ ص ۲۰۷ ح ۲۵۱ عن أبي جعفر الخثعمي نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۴۱۲ .

3.الدَّغَلُ : الفساد (الصحاح : ج ۴ ص ۱۶۹۷ «دغل») .

4.تنبيه الخواطر : ج۲ ص۱۰۶، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۳۰۹ ح ۱۵۴ ، بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۱۵۶ ح ۱۱ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
74

مِنَ النَّبِيّينَ وَالمُؤمِنينَ مُبتَلَينَ بِمَن يُؤذينا ، ولَو كانَ المُؤمِنُ عَلى رَأسِ جَبَلٍ لَقَيَّضَ ۱ اللّهُ عز و جل لَهُ مَن يُؤذيهِ لِيَأجُرَهُ عَلى ذلِكَ . ۲

۳۹۰۸.المحاسن عن إسحاق بن جرير الجريري عن رجل من أهل بيته عن أبي عبد اللّه [الصادق] عليه السلام :لَمّا شَيَّعَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام أبا ذَرٍّ رحمه الله ، وشَيَّعَهُ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام ، وعَقيلُ بنُ أبي طالِبٍ ، وعَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ ، وعَمّارُ بنُ ياسِرٍ عَلَيهِم سَلامُ اللّهِ ، قالَ لَهُم أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : وَدِّعوا أخاكُم ، فَإِنَّهُ لابُدَّ لِلشّاخِصِ ۳ مِن أن يَمضِيَ ولِلمُشَيِّعِ مِن أن يَرجِعَ . فَتَكَلَّمَ كُلُّ رَجُلٍ مِنهُم عَلى حِيالِهِ .
فَقالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام : رَحِمَكَ اللّهُ يا أباذَرٍّ ، إنَ القَومَ إنَّمَا امتَهَنوكَ بِالبَلاءِ لِأَنَّكَ مَنَعتَهُم دينَكَ فَمَنَعوكَ دُنياهُم ، فَما أحوَجَكَ غَدا إلى مامَنَعتَهُم ، وأغناكَ عَمّامَنَعوكَ !
فَقالَ أبو ذَرٍّ : رَحِمَكُمُ اللّهُ مِن أهلِ بَيتٍ ، فَما لي فِي الدُّنيا مِن شَجَنٍ ۴ غَيرُكُم ، إنّي إذا ذَكَرتُكُم ذَكَرتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله . ۵

۳۹۰۹.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد عن ابن عبّاس :لَمّا اُخرِجَ أبو ذَرٍّ إلَى الرَّبَذَةِ ۶ ، أمَرَ عُثمانُ فَنودِيَ فِي النّاسِ ألّا يُكَلِّمَ أحَدٌ أبا ذَرٍّ ولا يُشَيِّعَهُ ، وأمَرَ مَروانَ بنَ الحَكَمِ أن يَخرُجَ بِهِ . فَخَرَجَ بِهِ ، وتَحاماهُ النّاسُ إلّا عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام وعَقيلاً أخاهُ ، وحَسَنا

1.قيَّضَ اللّه ُ له كذا : أي قَدَّرَهُ (المصباح المنير : ص ۵۲۱ «قيض») .

2.علل الشرائع : ص ۴۵ ح ۳ عن عبد اللّه بن الحسن عن الإمام زين العابدين عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۶۷ ص ۲۲۸ ح ۳۸ .

3.شَخَصَ : إذا خرج من موضع إلى غيره (المصباح المنير : ص ۳۰۶ «شخص») .

4.الشَّجَنُ : الحاجة . والشَّجَنُ : الحُزن (الصحاح : ج ۵ ص ۲۱۴۳ «شجن») .

5.المحاسن : ج ۲ ص ۹۴ ح ۱۲۴۷ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص ۲۷۵ ح ۲۴۲۸ ، مكارم الأخلاق : ج ۱ ص ۵۳۰ ح ۱۸۴۳ كلاهما من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۷۶ ص ۲۸۰ ح ۳ .

6.الرَّبذَةُ : من قرى المدينة على ثلاثة أيّام ، وبهذا الموضع قبر أبي ذرّ الغفاري (معجم البلدان : ج ۳ ص ۲۴) .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6157
صفحه از 491
پرینت  ارسال به