47
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع

قالوا : اللّهُمَّ نَعَم .
قال : أفَتَعلَمونَ أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ حَرَصَ عَلى كَوَّةٍ ۱ قَدرَ عَينِهِ يَدَعُها مِن مَنزِلِهِ إلَى المَسجِدِ ، فَأَبى عَلَيهِ ، ثُمَّ خَطَبَ صلى الله عليه و آله فَقالَ : «إنَّ اللّهَ أمَرَ موسى أن يَبنِيَ مَسجِدا طاهِرا لا يَسكُنُهُ غَيرُهُ وغَيرُ هارونَ وَابنَيهِ ، وإنَّ اللّهَ أمَرَني أن أبنِيَ مَسجِدا طاهِرا لا يَسكُنُهُ غَيري وغَيرُ أخي وَابنَيهِ» ؟
قالوا : اللّهُمَّ نَعَم .
قالَ : أنشُدُكُمُ اللّهَ ، أتَعلَمونَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله نَصَبَهُ يَومَ غَديرِ خُمٍّ ، فَنادى لَهُ بِالوِلايَةِ وقالَ : «لِيُبَلِّغِ الشّاهِدُ الغائِبَ» ؟
قالوا : اللّهُمَّ نَعَم .
قالَ : أنشُدُكُمُ اللّهَ ، أتَعلَمونَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ لَهُ في غَزوَةِ تَبوكَ : «أنتَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى ، وأنتَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤمِنٍ بَعدي» ؟
قالوا : اللّهُمَّ نَعَم .
قالَ : أنشُدُكُمُ اللّهَ ، أتَعلَمونَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله حينَ دَعَا النَّصارى مِن أهلِ نَجرانَ إلَى المُباهَلَةِ ، لَم يَأتِ إلّا بِهِ وبِصاحِبَتِهِ وَابنَيهِ ؟
قالوا : اللّهُمَّ نَعَم .
قالَ : أنشُدُكُمُ اللّهَ ، أتَعلَمونَ أنَّهُ دَفَعَ إلَيهِ اللِّواءَ يَومَ خَيبَرَ ، ثُمَّ قالَ : «لَأَدفَعُهُ إلى رَجُلٍ يُحِبُّهُ اللّهُ ورَسولُهُ ويُحِبُّ اللّهَ ورَسولَهُ ، كَرّارٍ غَيرِ فَرّارٍ ، يَفتَحُهَا اللّهُ عَلى يَدَيهِ» ؟
قالوا : اللّهُمَّ نَعَم .
قالَ : أتَعلَمونَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَعَثَهُ بِبَراءَةَ ، وقالَ : «لا يُبَلِّغُ عَنّي إلّا أنَا

1.الكَوَّة ـ ويُضمّ ـ : الخرق في الحائط (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۸۴ «كوو») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
46

ووَصَفتُم مَقالَتي ، ودَعَوتُم أجمَعينَ في أنصارِكُم مِن قَبائِلِكُم مَن أمِنتُم مِنَ النّاسِ ووَثِقتُم بِهِ ، فَادعوهُم إلى ما تَعلَمونَ مِن حَقِّنا ؛ فَإِنّي أتَخَوَّفُ أن يَدرُسَ ۱ هذَا الأَمرُ ويَذهَبَ الحَقُّ ويُغلَبَ ، وَاللّهُ مُتِمُّ نورِهِ ولَو كَرِهَ الكافِرونَ .
وما تَرَكَ شَيئا مِمّا أنزَلَ اللّهُ فيهِم مِنَ القُرآنِ إلّا تَلاهُ وفَسَّرَهُ ، ولا شَيئا مِمّا قالَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في أبيهِ وأخيهِ واُمِّهِ وفي نَفسِهِ وأهلِ بَيتِهِ إلّا رَواهُ .
وكُلُّ ذلِكَ يَقولُ الصَّحابَةُ : اللّهُمَّ نَعَم ، قَد سَمِعنا وشَهِدنا .
ويَقولُ التّابِعِيُّ : اللّهُمَّ قَد حَدَّثَني بِهِ مَن اُصَدِّقُهُ وأَأتَمِنُهُ مِنَ الصَّحابَةِ .
فَقالَ : أنشُدُكُمُ اللّهَ إلّا حَدَّثتُم بِهِ مَن تَثِقونَ بِهِ وبِدينِهِ .
قالَ سُلَيمٌ : فَكانَ فيما ناشَدَهُمُ الحُسَينُ عليه السلام وذَكَّرَهُم أن قالَ :
أنشُدُكُمُ اللّهَ ، أتَعلَمونَ أنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام كانَ أخا رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله حينَ آخى بَينَ أصحابِهِ ، فَآخى بَينَهُ وبَينَ نَفسِهِ ، وقالَ : أنتَ أخي وأنَا أخوكَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ؟
قالوا : اللّهُمَّ نَعَم .
قال : أنشُدُكُمُ اللّهَ ، هَل تَعلَمونَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله اشتَرى مَوضِعَ مَسجِدِهِ ومَنازِلِهِ فَابتَناهُ ، ثُمَّ ابتَنى فيهِ عَشَرَةَ مَنازِلَ ؛ تِسعَةً لَهُ ، وجَعَلَ عاشِرَها في وَسَطِها لِأَبي ، ثُمَّ سَدَّ كُلَّ بابٍ شارِعٍ ۲ إلَى المَسجِدِ غَيرَ بابِهِ ، فَتَكَلَّمَ في ذلِكَ مَن تَكَلَّمَ ، فَقالَ صلى الله عليه و آله : «ما أنَا سَدَدتُ أبوابَكُم وفَتَحتُ بابَهُ ، ولكِنَّ اللّهَ أمَرَني بِسَدِّ أبوابِكُم وفَتحِ بابِهِ» ، ثُمَّ نَهَى النّاسَ أن يَناموا فِي المَسجِدِ غَيرَهُ ، وكانَ يُجنِبُ فِي المَسجِدِ ومَنزِلُهُ في مَنزِلِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَوُلِدَ لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ولَهُ فيهِ أولادٌ ؟

1.دَرَسَ : أي عفا (الصحاح : ج ۳ ص ۹۲۷ «درس») .

2.شرعَ البابُ إلى الطريق شروعا : اتّصل به (المصباح المنير : ص ۳۱۰ «شرع») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6211
صفحه از 491
پرینت  ارسال به