415
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع

عَلِّموا أولادَكُم شِعرَ العَبدِيِ ، ۱ فَإِنَّهُ عَلى دينِ اللّهِ. ۲
إنّ التأمّل في سيرة الرسول صلى الله عليه و آله والأئمّة عليهم السلام يكشف بأنّهم كانوا يستخدمون فنّ الشعر لأغراض تربوية وسياسية وعسكرية ، لكن هل كانوا أنفسهم ينظّمون الشعر أيضاً؟ وهل الأشعار المنسوبة إليهم صادرة عنهم حقّاً ؟ إنّ هذا الأمر يحتاج إلى مناقشة .

عدم تنافي نظم الشعر ومنزلة الإمامة

إنّ أوّل شبهة يمكن طرحها هي أنّ القرآن لا يعتبر نظم الشعر لائقاً بمقام النبوّة : «وَ مَا عَلَّمْنَـهُ الشِّعْرَ وَ مَا يَنبَغِى لَهُ» ۳ . وبما أنّ إمامة أهل البيت عليهم السلام استمرار لنبوّة النبيّ الخاتم صلى الله عليه و آله ، فلا يليق نظم الشعر بمقام الإمامة أيضاً .
يمكننا الإجابة على هذا الإشكال : بأنّ الشعر ـ كما مرّ ذكره ـ على صنفين : الشعر الممزوج بخيالات الشاعر الكاذبة حتّى يستلذّ به المستمع ويستأنس به ، وقد قيل عنه : «أحسن الشعر أكذبه» ۴ ، وهو ما لا يليق بمقام النبوّة والإمامة ، بل حتّى بالمؤمن النزيه .
أمّا الصنف الآخر من الشعر ، والّذي سمّاه الرسول صلى الله عليه و آله بالحكمة ، فلا يتعارض مبدئياً مع مقام النبوّة أو الإمامة .

1.أبو محمّد سفيان بن مصعب العبدي الكوفي : من شعراء أهل البيت عليهم السلام الطاهر ، المتزلّفين إليهم بولائه وشعره المقبولين عندهم ؛ لصدق نيّته وانقطاعه إليهم . . . ولم نجد في غير آل اللّه له شعرا (راجع : الغدير : ج ۲ ص ۲۹۴ ) .

2.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۰۴ ح ۷۴۸ عن سماعة .

3.يس : ۶۹ .

4.ربّما قالوا : «أحسن الشعر أكذبه» ، كقول النابغة : يقد السلوقي المضاعف نسجهويوقدن بالصفاح نار الحباحب (إعجاز القرآن للباقلّاني : ص ۱۱۴) .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
414

«إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ وَ ذَكَرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُـلِمُواْ» . ۱
ولأجل ألّا يُجحف حقّ الشعراء ، يميّز اللّه سبحانه وتعالى هؤلاء عن غيرهم بذكر هذا الاستثناء ، ويعرّفهم للمجتمع المسلم بأربعة خصائص :
۱ . الإيمان .
۲ . العمل الصالح .
۳ . الإكثار من ذكر اللّه تعالى .
۴ . التصدّي للظلم واستخدام الشعر في ردعه .
وقد اعتبر الرسول صلى الله عليه و آله هؤلاء الشعراء مجاهدين في سبيل اللّه . فحينما نزلت الآية ۷۹ من سورة الشعراء ، أتى حَسّان بن ثابت وعدد آخر من الشعراء المسلمين الرسول صلى الله عليه و آله وسألوه عن قول الشعر ، فأجابهم النبيّ صلى الله عليه و آله :
إنّ المُؤمِنَ يُجاهِدُ بِسَيفِهِ ولِسانِهِ ، والذي نَفسي بيدِهِ لَكأنَّ ما تَرمونَهُم بِهِ يَنضِحُ النَّبلَ. ۲
وهكذا كان الرسول صلى الله عليه و آله يؤكّد استخدام فنّ الشعر في ساحات الجهاد ، وكان يوصي بتسخير هذا الفنّ لنشر الحكمة في المجتمع وترسيخها :
إنّ مِنَ الشِّعرِ لَحِكمَةً . ۳
كما أوصى الإمام الصادق عليه السلام أصحابه :

1.الشعراء : ۲۲۷ .

2.مسند ابن حنبل : ج ۱۰ ص ۳۳۵ ح ۲۷۲۴۴ عن كعب بن مالك .

3.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۴ ص ۳۷۹ ح ۵۸۰۵ ؛ سنن ابن ماجة : ج ۲ ص ۱۲۳۵ ح ۳۷۵۵ عن اُبيّ بن كعب .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5908
صفحه از 491
پرینت  ارسال به