401
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع

تَشتَرِيَ مِنّي حَقّي ، وإمّا أن تَرُدَّهُ عَلَيَّ ، أو تَجعَلَ بَيني وبَينَكَ ابنَ الزُّبَيرِ وَابنَ عُمَرَ ، وَالرّابِعَةُ الصَّيلَمُ ۱ .
قالَ : ومَا الصَّيلَمُ ؟
قالَ : أن أهتِفَ بِحِلفِ الفُضولِ .
قالَ : فَلا حاجَةَ لَنا بِالصَّيلَمِ . ۲

۴۴۱۲.تاريخ دمشق عن مصعب :خَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام مِن عِندِ مُعاوِيَةَ فَلَقِيَ ابنَ الزُّبَيرِ ، وَ الحُسَينُ عليه السلام مُغضَبٌ ، فَذَكَرَ الحُسَينُ عليه السلام أنَّ مُعاوِيَةَ ظَلَمَهُ في حَقٍّ لَهُ ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : اُخَيِّرُهُ في ثَلاثِ خِصالٍ وَالرّابِعَةُ الصَّيلَمُ : أن يَجعَلَكَ أوِ ابنَ عُمَرَ بَيني وبَينَهُ ، أو يُقِرَّ بِحَقّي ثُمَّ يَسأَلَني فَأَهِبَهُ لَهُ ، أو يَشتَرِيَهُ مِنّي ، فَإِن لَم يَفعَل فَوَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ لَأَهتِفَنَّ بِحِلفِ الفُضولِ .
فَقالَ ابنُ الزُّبَيرِ : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لَئِن هَتَفتَ بِهِ وأنَا قاعِدٌ لَأَقومَنَّ ، أو قائِمٌ لَأَمشِيَنَّ ، أو ماشٍ لَأَشتَدَّنَّ ، حَتّى تَفنى روحي مَعَ روحِكَ أو يُنصِفَكَ .
قالَ : ثُمَّ ذَهَبَ ابنُ الزُّبَيرِ إلى مُعاوِيَةَ ، فَقالَ : لَقِيَنِي الحُسَينُ فَخَيَّرَني في ثَلاثِ خِصالٍ ، وَالرّابِعَةُ الصَّيلَمُ .
قالَ مُعاوِيَةُ : لا حاجَةَ لَنا بِالصَّيلَمِ ، إنَّكَ لَقيتَهُ مُغضَبا فَهاتِ الثَّلاثَ خِصالٍ .
قالَ : تَجعَلُني أوِ ابنَ عُمَرَ بَينَكَ وبَينَهُ .
فَقالَ : قَد جَعَلتُكَ بَيني وبَينَهُ أوِ ابنَ عُمَرَ أو جَعَلتُكُما جَميعا .
قالَ : أو تُقِرُّ لَهُ بِحَقِّهِ ؟

1.الصَّيلَمُ : القَطيعَةُ المنكرة (النهاية : ج ۳ ص ۴۹ «صلم») .

2.الأغاني : ج ۱۷ ص ۲۹۶ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۵ ص ۲۲۷ عن الزبير نحوه .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
400

فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أحلِفُ بِاللّهِ لَتُنصِفَنّي مِن حَقّي ، أو لَاخُذَنَّ سَيفي ثُمَّ لَأَقومَنَّ في مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ثُمَّ لَأَدعُوَنَّ بِحِلفِ الفُضولِ ۱ .
قالَ : فَقالَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزُّبَيرِ ـ وهُوَ عِندَ الوَليدِ حينَ قالَ الحُسَينُ عليه السلام ما قالَ ـ : وأنَا أحلِفُ بِاللّهِ لَئِن دَعا بِهِ لَاخُذَنَّ سَيفي ، ثُمَّ لَأَقومَنَّ مَعَهُ حَتّى يُنصَفَ مِن حَقِّهِ أو نَموتَ جَميعا .
قالَ : فَبَلَغَتِ المِسوَرَ بنَ مَخرَمَةَ بنِ نَوفِلٍ الزُّهرِيَّ ، فَقالَ مِثلَ ذلِكَ .
وبَلَغَت عَبدَ الرَّحمنِ بنَ عُثمانَ بنِ عُبيدِ اللّهِ التَّيمِيَّ ، فَقالَ مِثلَ ذلِكَ .
فَلَمّا بَلَغَ ذلِكَ الوَليدَ بنَ عُتبَةَ ، أنصَفَ الحُسَينَ عليه السلام مِن حَقِّهِ حَتّى رَضِيَ . ۲

۴۴۱۱.الأغاني عن مصعب عن أبيه :أنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام كانَ بَينَهُ وبَينَ مُعاوِيَةَ كَلامٌ في أرضٍ لَهُ ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : اِختَر خَصلَةً مِن ثَلاثِ خِصالٍ : إمّا أن

1.حلف الفضول : كان نفر من جُرهم وقطوراء يقال لهم : الفُضيل بن الحارث الجرهمي ، والفُضيل بن وداعة القَطوري ، والمفضّل بن فضالة الجرهمي ، اجتمعوا فتحالفوا ألّا يُقرّوا ببطن مكّة ظالما ، وقالوا : لا ينبغي إلّا ذلك لما عظّم اللّه من حقّها ، فقال عمرو بن عوف الجرهمي : إنّ الفضولَ تَحالفوا وتعاقدواألّا يَقرَّ ببطن مكّة ظالمُ أمرٌ عليه تعاهدوا وتواثقوافالجارُ والمعترّ فيهم سالمُ ثمّ دُرس ذلك فلم يبقَ إلّا ذكره في قريش . ثمّ إنّ قبائل من قريش تداعت إلى ذلك الحلف ، فتحالفوا في دار عبد اللّه بن جدعان لشرفه وسنّه ، وكانوا بني هاشم وبني المطّلب وبني أسد بن عبد العُزّى وزُهرة بن كلاب وتيم بن مرّة ، فتحالفوا وتعاقدوا ألّا يجدوا بمكّة مظلوما من أهلها أو من غيرهم من سائر الناس إلّا قاموا معه ، وكانوا على ظلمه حتّى تردّ عليه مظلمته ، فسمّت قريش ذلك الحلف «حلف الفضول» وشهده رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فقال حين أرسله اللّه تعالى : «لقد شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبد اللّه بن جُدعان ، ما اُحبّ أنّ لي به حُمرَ النَّعم ، ولو دُعيت به في الإسلام لأجبت» (الكامل في التاريخ : ج ۱ ص ۴۷۳) .

2.السيرة النبويّة لابن هشام : ج ۱ ص ۱۴۲ ، تفسير القرطبي : ج ۶ ص ۳۳ عن ابن إسحاق ، تاريخ دمشق : ج ۶۳ ص ۲۱۰ عن محمّد بن الحارث التميمي ، الأغاني : ج ۱۷ ص ۲۹۵ كلّها نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6151
صفحه از 491
پرینت  ارسال به