39
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع

فَلَمّا حَضَرَتهَا الوَفاةُ وَصَّت أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام أن يَتَوَلّى أمرَها ، ويَدفِنَها لَيلاً ، ويُعَفِّيَ ۱ قَبرَها . فَتَوَلّى ذلِكَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ودَفَنَها ، وعَفّى مَوضِعَ قَبرِها .
فَلَمّا نَفضَ يَدَهُ مِن تُرابِ القَبرِ هاجَ بِهِ الحُزنُ ، فَأَرسَلَ دُموعَهُ عَلى خَدَّيهِ ، وحَوَّلَ وَجهَهُ إلى قَبرِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ :
السَّلامُ عَلَيكَ ـ يا رَسولَ اللّهِ ـ مِنّي ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ مِنِ ابنَتِكَ وحَبيبَتِكَ وقُرَّةِ عَينِكَ ، وزائِرَتِكَ وَالبائِتَةِ فِي الثَّرى بِبُقعَتِكَ ، وَالمُختارِ لَهَا اللّهُ سُرعَةَ اللِّحاقِ بِكَ ، قَلَّ يا رَسولَ اللّهِ عَن صَفِيَّتِكَ صَبري ، وضَعُفَ عَن سَيِّدَةِ النِّساءِ تَجَلُّدي ، إلّا أنَّ فِي التَّأَسّي لي بِسُنَّتِكَ وَالحُزنِ الَّذي حَلَّ بي بِفِراقِكَ مَوضِعَ التَّعَزّي ، فَلَقَد وَسَّدتُكَ في مَلحودِ قَبرِكَ بَعدَ أن فاضَت نَفسُكَ عَلى صَدري ، وغَمَّضتُكَ بِيَدي ، وتَوَلَّيتُ أمرَكَ بِنَفسي ، نَعَم وفي كِتابِ اللّهِ أنعَمُ القَبولِ : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» ۲ .
لَقَدِ استُرجِعَتِ الوَديعَةُ ، واُخِذَتِ الرَّهينَةُ ، وَاختُلِسَتِ الزَّهراءُ ، فَما أقبَحَ الخَضراءَ وَالغَبراءَ ۳ ، يا رَسولَ اللّهِ ! أمّا حُزني فَسَرمَدٌ ۴ ، وأمّا لَيلي فَمُسَهَّدٌ ۵ ، لا يَبرَحُ الحُزنُ مِن قَلبي أو يَختارَ اللّهُ لي دارَكَ الَّتي أنتَ فيها مُقيمٌ ، كَمَدٌ ۶ مُقَيِّحٌ ، وهَمٌّ مُهَيِّجٌ ، سَرعانَ ما فُرِّقَ بَينَنا ، وإلَى اللّهِ أشكو . وسَتُنَبِّئُكَ ابنَتُكَ بِتَضافُرِ اُمَّتِكَ عَلَيَّ وعَلى هَضمِها حَقَّها ، فَاستَخبِرهَا الحالَ ، فَكَم مِن غَليلٍ مُعتَلِجٍ ۷ بِصَدرِها لَم تَجِد إلى بَثِّهِ سَبيلاً ، وسَتَقولُ ،

1.عَفَتِ الريحُ الأثرَ : أي درسته ومحته (تاج العروس : ج ۱۹ ص ۶۸۷ «عفو») .

2.البقرة : ۱۵۶ .

3.الغبراء : الأرض . والخضراء : السماء ؛ للونهما (النهاية : ج ۳ ص ۳۳۷ «غبر») .

4.السّرمَد : الدائم الذي لا ينقطع (النهاية : ج ۲ ص ۳۶۳ «سرمد») .

5.السُّهد : الأرق (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۰۵ «سهد») .

6.الكَمْد ـ بالفتح وبالتحريك ـ : تغيّر اللون وذهاب صفائه ، والحزن الشديد ، ومرض القلب (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۳۳ «الكمدة») .

7.اعتلجَ المَوجُ: التطمَ، واعتلج الهمّ في صدره، كذلك على المثل (لسان العرب : ج ۲ ص ۳۲۷ «علج»).


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
38

۳۸۴۹.الإرشاد :إنَّ الحَسَنَ بنَ الحَسَنِ خَطَبَ إلى عَمِّهِ الحُسَينِ عليه السلام إحدَى ابنَتَيهِ ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : اِختَر يا بُنَيَّ أحَبَّهُما إلَيكَ ، فَاستَحيَا الحَسَنُ ولَم يُحِر ۱ جَوابا .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : فَإِنّي قَدِ اختَرتُ لَكَ ابنَتي فاطِمَةَ ، وهِيَ أكثَرُهُما شَبَها بِاُمّي فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . ۲

۳۸۵۰.دلائل الإمامة بإسناده عن الحسين بن عليّ عن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام :سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : إنَّما سُمِّيَت فاطِمَةُ فاطِمَةَ ، لِأَنَّها فُطِمَت هِيَ وشيعَتُها وذُرِّيَّتُها مِنَ النّارِ . ۳

۴ / ۲

شَهادَتُها

۳۸۵۱.الأمالي للمفيد بإسناده عن الحسين عليه السلام :لَمّا مَرِضَت فاطِمَةُ بِنتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ وعَلَيهَا السَّلامُ ، وَصَّت إلى عَلِيٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ أن يَكتُمَ أمرَها ، ويُخفِيَ خَبَرَها ، ولا يُؤذِنَ أحَدا بِمَرَضِها ، فَفَعَلَ ذلِكَ ، وكانَ يُمَرِّضُها بِنَفسِهِ ، وتُعينُهُ عَلى ذلِكَ أسماءُ بِنتُ عُمَيسٍ رَحِمَهَا اللّهُ عَلَى استِسرارٍ بِذلِكَ كَما وَصَّت بِهِ .

1.لم يحر جوابا : أي لم يردّ جوابا (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۴۷۲ «حور») .

2.الإرشاد : ج ۲ ص ۲۵ ، العُدد القويّة : ص ۳۵۵ ح ۱۸ ، عمدة الطالب : ص ۹۸ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۰۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۶۷ ح ۳ ؛ مقاتل الطالبيّين : ص ۱۶۷ ، سرّ السلسلة العلويّة : ص ۶ نحوه .

3.دلائل الإمامة : ص ۱۴۸ ح ۵۷ عن الحسين بن زيد عن الإمام زين العابدين عليه السلام وراجع : كشف الغمّة : ج ۲ ص ۸۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5813
صفحه از 491
پرینت  ارسال به