جَدّي شَفيعَكَ بَينَ يَدَيِ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى .
فَقالَ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، وَاللّهِ لَو نَصَرتُكَ لَكُنتُ أوَّلَ مَقتولٍ بَينَ يَدَيكَ ، ولكِن هذا فَرَسي خُذهُ إلَيكَ ، فَوَاللّهِ ما رَكِبتُهُ قَطُّ وأنَا أرومُ شَيئا إلّا بَلَغتُهُ ، ولا أرادَني أحَدٌ إلّا نَجَوتُ عَلَيهِ ، فَدونَكَ فَخُذهُ .
فَأَعرَضَ عَنهُ الحُسَينُ عليه السلام بِوَجهِهِ ، ثُمَّ قالَ : لا حاجَةَ لَنا فيكَ ولا في فَرَسِكَ ، «وَ مَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا » ۱ ، ولكِن فِرَّ ، فَلا لَنا ولا عَلَينا ؛ فَإِنَّهُ مَن سَمِعَ واعِيَتَنا أهلَ البَيتِ ثُمَّ لَم يُجِبنا ، كَبَّهُ اللّهُ عَلى وَجهِهِ في نارِ جَهَنَّمَ . ۲
۴۳۸۹.الإرشاد :مَضَى الحُسَينُ عليه السلام حَتَّى انتَهى إلى قَصرِ بَني مُقاتِلٍ فَنَزَلَ بِهِ ، فَإِذا هُوَ بِفُسطاطٍ مَضروبٍ ، فَقالَ : لِمَن هذا ؟
فَقيلَ : لِعُبَيدِ اللّهِ بنِ الحُرِّ الجُعفِيِّ .
فَقالَ : اُدعوهُ إلَيَّ .
فَلَمّا أتاهُ الرَّسولُ قالَ لَهُ : هذَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام يَدعوكَ ، فَقالَ عُبَيدُ اللّهِ : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ» ، وَاللّهِ ما خَرَجتُ مِنَ الكوفَةِ إلّا كَراهِيَةَ أن يَدخُلَهَا الحُسَينُ وأنَا بِها ، وَاللّهِ ما اُريدُ أن أراهُ ولا يَراني .
فَأَتاهُ الرَّسولُ فَأَخبَرَهُ ، فَقامَ الحُسَينُ عليه السلام فَجاءَ حَتّى دَخَلَ عَلَيهِ فَسَلَّمَ وجَلَسَ ، ثُمَّ دَعاهُ إلَى الخُروجِ مَعَهُ ، فَأَعادَ عَلَيهِ عُبَيدُ اللّهِ بنُ الحُرِّ تِلكَ المَقالَةَ وَاستَقالَهُ مِمّا دَعاهُ إلَيهِ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : فَإِن لَم تَنصُرنا فَاتَّقِ اللّهَ أن تَكونَ مِمَّن يُقاتِلُنا ، وَاللّهِ لا يَسمَعُ