381
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع

يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّي أتَيتُكَ مِن ناحِيَةِ الشّامِ ، وأنَا شَيخٌ كَبيرٌ قَد سَمِعتُ فيكَ مِنَ الفَضلِ ما لا اُحصي ، وانّي أظُنُّكَ سَتُغتالُ ، فَعَلِّمني مِمّا عَلَّمَكَ اللّهُ .
قالَ : نَعَم يا شَيخُ : مَنِ اعتَدَلَ يَوماهُ فَهُوَ مَغبونٌ ، ومَن كانَتِ الدُّنيا هِمَّتَهُ اشتَدَّت حَسرَتُهُ عِندَ فِراقِها ، ومَن كانَ غَدُهُ شَرَّ يَومَيهِ فَهُوَ مَحرومٌ ، ومَن لَم يُبالِ بِما رُزِئَ ۱ مِن آخِرَتِهِ إذا سَلِمَت لَهُ دُنياهُ فَهُوَ هالِكٌ ، ومَن لَم يَتَعاهَدِ النَّقصَ مِن نَفسِهِ غَلَبَ عَلَيهِ الهَوى ، ومَن كانَ في نَقصٍ فَالمَوتُ خَيرٌ لَهُ .
يا شَيخُ! ارضَ لِلنّاسِ ما تَرضى لِنَفسِكَ ، وَائتِ إلَى النّاسِ ما تُحِبُّ أن يُؤتى إلَيكَ .
ثُمَّ أقبَلَ عَلى أصحابِهِ فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ !
أما تَرَونَ إلى أهلِ الدُّنيا يُمسونَ ويُصبِحونَ عَلى أحوالٍ شَتّى ؛ فَبَينَ صَريعٍ يَتَلَوّى ، وبَينَ عائِدٍ ومَعودٍ ، وآخَرَ بِنَفسِهِ يَجودُ ، وآخَرَ لا يُرجى ، وآخَرَ مُسَجّىً ، وطالِبِ الدُّنيا وَالمَوتُ يَطلُبُهُ ، وغافِلٍ ولَيسَ بِمَغفولٍ عَنهُ ، وعَلى أثَرِ الماضي يَصيرُ الباقي .
فَقالَ لَهُ زَيدُ بنُ صوحانَ العَبدِيُّ : يا أميرَ المُؤمِنينَ! أيُّ سُلطانٍ أغلَبُ وأقوى ؟
قالَ : الهَوى .
قالَ : فَأَيُّ ذُلٍّ أذَلُّ ؟
قالَ : الحِرصُ عَلَى الدُّنيا .
قالَ : فَأَيُّ فَقرٍ أشَدُّ ؟
قالَ : الكُفرُ بَعدَ الإِيمانِ .

1.الرُّزءُ : المصيبة ، رزَأَتْهُ رزيئة : أي أصابته مصيبة (الصحاح : ج ۱ ص ۵۳ «رزأ») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
380

يَقرَأُ : «وَ لَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَآءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّى أَن يَهْدِيَنِى سَوَآءَ السَّبِيلِ » ۱ ، ثُمَّ نَزَلَها وأقبَلَ أهلُها يَختَلِفونَ ۲ إلَيهِ . ۳

۷ / ۱۵

الاِستدِراجُ

۴۳۸۲.نزهة الناظر عن الإمام الحسين عليه السلام :اللّهُمَّ لا تَستَدرِجني بِالإِحسانِ ، ولا تُؤَدِّبني بِالبَلاءِ . ۴

۴۳۸۳.تحف العقول عن الإمام الحسين عليه السلام :الاِستِدراجُ مِنَ اللّهِ سُبحانَهُ لِعَبدِهِ : أن يُسبِغَ عَلَيهِ النِّعَمَ ويَسلُبَهُ الشُّكرَ . ۵

۷ / ۱۶

السَّعيدُ حَقّا

۴۳۸۴.كتاب من لا يحضره الفقيه بإسناده عن الإمام الحسين عليه السلام :بَينا أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ذاتَ يَومٍ جالِسٌ مَعَ أصحابِهِ يُعَبِّئُهُم لِلحَربِ ، إذا أتاهُ شَيخٌ عَلَيهِ شَحبَةُ ۶ السَّفَرِ ، فَقالَ : أينَ أميرُ المُؤمِنينَ ؟ فَقيلَ : هُوَ ذا ، فَسَلَّمَ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :

1.القصص : ۲۲ . هذه الآية تشير إلى دخول موسى عليه السلام إلى مدين ، موطن شعيب عليه السلام .

2.هو يختلفُ إلى فلان : يتردّد (تاج العروس : ج ۱۲ ص ۲۰۱ «خلف») .

3.الإرشاد : ج ۲ ص ۳۵ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۰ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۳۵ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۳۲ وراجع : هذه الموسوعة : ج ۳ ص ۱۶ (القسم السابع / الفصل الثاني / شخوص الإمام عليه السلام من المدينة وإقامته في مكّة) .

4.نزهة الناظر : ص ۸۳ ح ۱۰ ، الدرّة الباهرة : ص ۲۴ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۴۳ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۲۷ ح ۹ .

5.تحف العقول : ص ۲۴۶ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۱۷ ح ۷ .

6.الشاحِبُ : المتغيّر اللّون والجسم من سفرٍ أو مرضٍ (النهاية : ج ۲ ص ۴۴۸ «شحب») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5928
صفحه از 491
پرینت  ارسال به