377
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع

كَيفَ تَجِدُكَ ؟
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أجِدُني يا جِبريلُ مَغموما ، وأجِدُني يا جِبريلُ مَكروبا . قالَ : فَاستَأذَنَ مَلَكُ المَوتِ عَلَى البابِ ، فَقالَ جِبريلُ عليه السلام : يا مُحَمَّدُ! هذا مَلَكُ المَوتِ يَستَأذِنُ عَلَيكَ ، مَا استَأذَنَ عَلى آدَمِيٍّ قَبلَكَ ، ولا يَستَأذِنُ عَلى آدَمِيٍّ بَعدَكَ .
فَقالَ : ايذَن لَهُ . فَأَذِنَ لَهُ جِبريلُ عليه السلام .
فَأَقبَلَ حَتّى وَقَفَ بَينَ يَدَيهِ ، فَقالَ : يا مُحَمَّدُ! إنَّ اللّهَ عز و جل أرسَلَني إلَيكَ وأمَرَني أن اُطيعَكَ فيما أمَرتَني بِهِ ، إن أمَرتَني أن أقبِضَ نَفسَكَ قَبَضتُها ، وإن كَرِهتَ تَرَكتُها .
فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أتَفعَلُ يا مَلَكَ المَوتِ ؟
قالَ : نَعَم ، وبِذلِكَ اُمِرتُ ؛ أن اُطيعَكَ فيما أمَرتَني بِهِ .
فَقالَ لَهُ جِبريلُ عليه السلام : إنَّ اللّهَ عز و جل قَدِ اشتاقَ إلى لِقائِكَ .
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : اِمضِ لِما اُمِرتَ بِهِ .
فَقالَ لَهُ جِبريلُ عليه السلام : هذا آخِرُ وَطأَتِيَ الأَرضَ ، إنَّما كُنتَ حاجَتي فِي الدُّنيا .
فَلَمّا تُوُفِّيَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وجاءَتِ التَّعزِيَةُ ، جاءَ آتٍ يَسمَعونَ حِسَّهُ ولا يَرَونَ شَخصَهُ ، فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ «كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ» ۱ ، إنَّ فِي اللّهِ عَزاءً مِن كُلِّ مُصيبَةٍ ، وخَلَفا مِن كُلِّ هالِكٍ ، ودَرَكا مِن كُلِّ ما فاتَ ، فَبِاللّه فَثِقوا ، وإيّاهُ فَارجوا ، فَإِنَّ المُصابَ مَن حُرِمَ الثَّوابَ ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّهِ . ۲

1.آل عمران : ۱۸۵ ، الأنبياء : ۳۵ ، العنكبوت : ۵۷ .

2.المعجم الكبير : ج ۳ ص ۱۲۹ ح ۲۸۹۰ ؛ الأمالي للصدوق : ص ۳۴۸ ح ۴۲۱ ، روضة الواعظين : ف ص ۸۲ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۵۰۴ ح ۴ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
376

الباطِلِ في مَواطِنِ التَّقِيَّةِ بِحُسنِ الرَّوِيَّةِ ۱ ، وتَستَشِفُّ ۲ جَليلَ مَعاظِمِ الدُّنيا بِعَينٍ لَها حاقِرَةٍ ، وتُفيضُ عَلَيها يَدا طاهِرَةَ الأَطرافِ ، نَقِيَّةَ الأَسِرَّةِ ۳ ، وتَردَعُ بادِرَةَ غَربِ ۴ أعدائِكَ بِأَيسَرِ المَؤونَةِ عَلَيكَ ؛ ولا غَروَ وأنتَ ابنُ سُلالَةِ النُّبُوَّةِ ، ورَضيعُ لِبانِ الحِكمَةِ ، فَإِلى رَوحٍ ورَيحانٍ وجَنَّةِ نَعيمٍ . أعظَمَ اللّهُ لَنا ولَكُمُ الأَجرَ عَلَيهِ ، ووَهَبَ لَنا ولَكُمُ السَّلوَةَ وحُسنَ الاُسى عَنهُ . ۵

۷ / ۱۰

المُصابُ مَن حُرِمَ الثَّوابَ

۴۳۷۵.المعجم الكبير عن عبد اللّه بن ميمون القدّاح عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ بن حسين [زين العابدين] عليهم السلام :سَمِعتُ أبي عليه السلام يَقولُ : لَمّا كانَ قَبلَ وَفاةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِثَلاثَةِ أيّامٍ ، هَبَطَ عَلَيهِ جِبريلُ عليه السلام ، فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللّهَ عز و جلأرسَلَني إلَيكَ إكراما لَكَ ، وتَفضيلاً لَكَ ، وخاصَّةً لَكَ ، أسأَلُكَ عَمّا هُوَ أعلَمُ بِهِ مِنكَ ، يَقولُ : كَيفَ تَجِدُكَ ؟
فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : أجِدُني يا جِبريلُ مَغموما ، وأجِدُني يا جِبريلُ مَكروبا .
قالَ : فَلَمّا كانَ اليَومُ الثّالِثُ هَبَطَ جِبريلُ عليه السلام ، وهَبَطَ مَلَكُ المَوتِ عليه السلام ، وهَبَطَ مَعَهُما مَلَكٌ فِي الهَواءِ يُقالُ لَهُ إسماعيلُ عَلى سَبعينَ ألفَ مَلَكٍ ، لَيسَ فيهِم مَلَكٌ إلّا عَلى سَبعينَ ألفَ مَلَكٍ، يُشَيِّعُهُم جِبريلُ عليه السلام ، فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّ اللّهَ عز و جل أرسَلَني إلَيكَ إكراما لَكَ ، وتَفضيلاً لَكَ وخاصّةً لَكَ ، أسأَلُكَ عَمّا هُوَ أعلَمُ بِهِ مِنكَ ، يَقولُ :

1.الرَّويّة : التفكّر في الأمر (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۶۴ «روي») .

2.استَشَفَّهُ : رأى ما وراءَه (لسان العرب : ج ۹ ص ۱۸۰ «شفف») .

3.الأسرّة : خطوط باطن الكَفّ (لسان العرب : ج ۴ ص ۳۵۹ «سرر») والكلام على سبيل الاستعارة .

4.الغَرْبُ : الحِدّة والشوكة (النهاية : ج ۳ ص ۳۵۱ «غرب») .

5.عيون الأخبار لابن قتيبة : ج ۲ ص ۳۱۴ ، تاريخ دمشق : ج ۱۳ ص ۲۹۶ عن ابن السمّاك نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5823
صفحه از 491
پرینت  ارسال به