337
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع

أهلِ الأَرضِ إلى أهلِ السَّماءِ ، وتُقاتِلُني وأبي يَومَ صِفّينَ ؟! وَاللّهِ إنَّ أبي لَخَيرٌ مِنّي !
فَاستَعذَرَ وقالَ : إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله قالَ لي : «أطِع أباكَ» .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أما سَمِعتَ قَولَ اللّهِ تَعالى : «وَ إِن جَـهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَآ» ۱ ، وقَولَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «إنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعروفِ» ، وقَولَهُ : «لا طاعَةَ لِمَخلوقٍ في مَعصِيَةِ الخالِقِ» ؟! ۲

۴۳۰۸.شرح الأخبار عن رجاء :كُنتُ جالِسا مَعَ عَبدِ اللّهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ وأبي سَعيدٍ الخُدرِيِّ بِالمَدينَةِ في حَلقَةٍ بِمَسجِدِ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله ، فَمَرَّ بِنَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَسَلَّمَ ورَدَّ عَلَيهِ القَومُ ، وسَكَتَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَمرِو بنِ العاصِ ، ثُمَّ أتبَعَهُ : وعَلَيكَ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ ، بَعدَ ما فَرَغَ القَومُ .
ثُمَّ قالَ : ألا اُخبِرُكُم بِأَحَبِّ أهلِ الأَرضِ إلى أهلِ السَّماءِ ؟
قُلنا : بَلى .
قالَ : هُوَ هذَا المُقَفّي ۳ ، وما كَلَّمَني كَلاما مُنذُ لَيالي صِفّينَ ، ولَأَن رَضِيَ عَنّي أحَبُّ إلَيَّ مِن أن يَكونَ لي حُمرُ النَّعَمِ .
فَقالَ أبو سَعيدٍ : فَإِن شِئتَ انطَلَقنا إلَيهِ ، فَاعتَذَرتَ إلَيهِ . قالَ : نَعَم .
فَتَواعَدا أن يَغدُوا إلَيهِ ، فَغَدَوتُ مَعَهُما ، فَدَخَلَ أبو سَعيدٍ ودَخَلتُ مَعَهُ ، فَجَلَسَ أبو سَعيدٍ إلى جانِبِ الحُسَينِ عليه السلام وَاستَأذَنَهُ لِعَبدِ اللّهِ بنِ عَمرٍو ، فَقالَ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، مَرَرتَ بِنا أمسِ ، فَقالَ لَنا عَبدُ اللّهِ كَيتَ وكَيتَ ، فَقُلتُ لَهُ : ألا تَمضي تَعتَذِرُ إلَيهِ ؟ فَقالَ : نَعَم ، وقَد جاءَ يَعتَذِرُ إلَيكَ ، فَائذَن لَهُ يَابنَ رَسولِ اللّهِ . فَأَذِنَ لَهُ .

1.العنكبوت : ۸ .

2.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۷۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۳ ص ۲۹۷ ح ۵۹ .

3.المُقَفّي : المُوَلّي الذاهب (النهاية : ج ۴ ص ۹۴ «قفا») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
336

كانَ حَميما ۱ قَريبا . ۲

۸ / ۳

عُقوقُ الوالِدَينِ

۴۳۰۶.الفردوس عن الحسين بن عليّ عليه السلام عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَو عَلِمَ اللّهُ عز و جل شَيئا مِنَ العُقوقِ أدنى مِن اُفٍّ لَحَرَّمَهُ ، فَليَعمَلِ العاقُّ ما شاءَ فَلَن يَدخُلَ الجَنَّةَ ، وَليَعمَلِ البارُّ ما شاءَ أن يَعمَلَ فَلَن يَدخُلَ النّارَ . ۳

۸ / ۴

طاعَةُ المَخْلوقِ عِصْيانا لِلخالِقِ

۴۳۰۷.المناقب لابن شهر آشوب عن إسماعيل بن رجاء وعمرو بن شعيب :أنَّهُ مَرَّ الحُسَينُ عليه السلام عَلى عَبدِ اللّهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ ، فَقالَ عَبدُ اللّهِ : مَن أحَبَّ أن يَنظُرَ إلى أحَبِّ أهلِ الأَرضِ إلى أهلِ السَّماءِ ، فَليَنظُر إلى هذَا المُجتازِ ، وما كَلَّمتُهُ مُنذُ لَيالي صِفّينَ .
فَأَتى بِهِ أبو سَعيدٍ الخُدرِيُّ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أتَعلَمُ أنّي أحَبُّ

1.الحَمِيمُ : القريب المشفِقُ (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۲۵۵ «حمم») .

2.الخصال : ص ۵۴۳ ح ۱۹ عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي وإسماعيل بن أبي زياد عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۱۵۵ ح ۷ وراجع : تمام الحديث في هذه الموسوعة : ج ۹ ص ۳۵۷ ح ۴۳۴۳ .

3.الفردوس : ج ۳ ص ۳۵۳ ح ۵۰۶۳ ، تنزيه الشريعة : ج ۲ ص ۲۳۳ ، الدرّ المنثور : ج ۵ ص ۲۵۸ نقلاً عن الديلمي عن الإمام الحسن عليه السلام وفيه صدره إلى «الحرمة» وراجع : تفسيرالقرطبي : ج ۱ ص ۲۴۳ والزهد للحسين بن سعيد : ص ۳۸ ح ۱۰۳ . ونقل العلّامة المجلسي قدس سره في بحار الأنوار (ج ۷۴ ص ۸۰) عن روضة الواعظين نظير هذه الرواية . أقول : على فرض صحّتها فليس المراد منها ظاهر عبارتها ، بل المراد أنّ عقوق الوالدين ، ذنب عظيم وأنّ الإحسان إليهما ، له دور أساسي في هداية الإنسان ونجاته من النار .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5802
صفحه از 491
پرینت  ارسال به