323
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع

لا يشكر النعمة ؛ حيث إنّ كفرانه سوف يكون سببا لضياع ذلك الإحسان ، ومن ثَمَّ يكون لا طائل من ورائه .

۵ / ۲۶

أدَبُ عيدِ الغَديرِ

۴۲۷۹.مصباح المتهجّد بإسناده عن الإمام الحسين عليه السلام :اِتَّفَقَ في بَعضِ سِني أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام الجُمُعَةُ وَالغَديرُ ، فَصَعِدَ المِنبَرَ عَلى خَمسِ ساعاتٍ مِن نَهارِ ذلِكَ اليَومِ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ حَمدا لَم يُسمَع بِمِثلِهِ ، وأثنى عَلَيهِ ثَناءً لَم يَتَوَجَّه إلَيهِ غَيرُهُ ، فَكانَ ما حُفِظَ مِن ذلِكَ :
الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ الحَمدَ مِن غَيرِ حاجَةٍ مِنهُ إلى حامِديهِ . . . [إلى أن قالَ : ]ومَن أسعَفَ أخاهُ مُبتَدِئا وبَرَّهُ راغِبا فَلَهُ كَأَجرِ مَن صامَ هذَا اليَومَ وقامَ لَيلَتَهُ ، ومَن فَطَّرَ مُؤمِنا في لَيلَتِهِ فَكَأَنَّما فَطَّرَ فِئاما ۱ وفِئاما ـ يَعُدُّها بِيَدِهِ عَشَرَةً ـ .
فَنَهَضَ ناهِضٌ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ومَا الفِئامُ ؟
قالَ : مِئَةُ ألفِ نَبِيٍّ وصِدّيقٍ وشَهيدٍ ، فَكَيفَ بِمَن تَكَفَّلَ عَدَدا مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وأنَا ضَمينُهُ عَلَى اللّهِ تَعالَى الأَمانَ مِنَ الكُفرِ وَالفَقرِ ، وإن ماتَ في لَيلَتِهِ أو يَومِهِ أو بَعدَهُ إلى مِثلِهِ مِن غَيرِ ارتِكابِ كَبيرَةٍ فَأَجرُهُ عَلَى اللّهِ تَعالى ، ومَنِ استَدانَ ۲ لِاءِخوانِهِ وأعانَهُم فَأَنَا الضّامِنُ عَلَى اللّهِ إن بَقّاهُ قَضاهُ وإن قَبَضَهُ حَمَلَهُ عَنهُ .
وإذا تَلاقَيتُم فَتَصافَحوا بِالتَّسليمِ وتَهانَوُا النِّعمَةَ في هذَا اليَومِ ، وَليُبَلِّغِ الحاضِرُ الغائِبَ ، وَالشّاهِدُ البائِنَ ، وَليَعُدِ الغَنِيُّ عَلَى الفَقيرِ ، وَالقَوِيُّ عَلَى الضَّعيفِ ، أمَرَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِذلِكَ .

1.الفِئامُ : الجماعة الكثيرة (النهاية : ج ۳ ص ۴۰۶ «فأم») .

2.استَدانَ : إذا أخَذَ الدَّينَ واقتَرَضَ (النهاية : ج ۲ ص ۱۴۹ «دين») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
322

بِالنُّجحِ ۱ ، ولا تَكتَسِبوا بِالمَطلِ ۲ ذَمّا ، فَمَهما يَكُن لِأَحَدٍ عِندَ أحَدٍ صَنيعَةٌ ۳ لَهُ رَأى أنَّهُ لا يَقومُ بِشُكرِها فَاللّهُ لَهُ بِمُكافَأَتِهِ ؛ فَإِنَّهُ أجزَلُ عَطاءً ، وأعظَمُ أجرا . ۴

۴۲۷۶.الأمالي للطوسي بإسناده عن الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ عليهماالسلام عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِستِتمامُ المَعروفِ أفضَلُ مِنِ ابتِدائِهِ . ۵

۴۲۷۷.تحف العقول :قالَ عِندَهُ [الحُسَينِ عليه السلام ] رَجُلٌ : إنَّ المَعروفَ إذا اُسدِيَ إلى غَيرِ أهلِهِ ضاعَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : لَيسَ كَذلِكَ ، ولكِن تَكونُ الصَّنيعَةُ مِثلَ وابِلِ المَطَرِ ؛ تُصيبُ البَرَّ وَالفاجِرَ . ۶

۴۲۷۸.المناقب والمثالب للخوارزمي عن الحسين بن عليّ عليه السلام :أجمَلُ المَعروفِ ما حَصَلَ عِندَ الشّاكِرِ ، وأضيَعُهُ ما صارَ إلَى الكافِرِ . ۷

توضيح :

يدلّ حديث تحف العقول في هذا الباب على أنّ معصية الإنسان وأعماله السيّئة ينبغي ألّا تكون مانعا من إحسان الآخرين إليه ، بل ربما يكون ذلك الإحسان محفّزا له على التوبة . وأمّا حديث المناقب والمثالب فهو ناظرٌ إلى الإنسان الكفور الذي

1.نَجَحَتِ الحاجَةُ : قُضِيَت ، ونجَحَ صاحبُها ، والاسم النُّجْح (المصباح المنير : ص ۵۹۳ «نجح») .

2.المَطْل : التسويف بالعِدَةِ والدَّين (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۵۱ «مطل») .

3.الصَّنيعة : الإحسان (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۵۲ «صنع») .

4.نثر الدرّ : ج ۱ ص ۳۳۴ ، نزهة الناظر : ص ۸۱ ح ۶ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۴۱ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۲۱ ح ۴ ؛ الفصول المهمّة : ص ۱۷۶ نحوه .

5.الأمالي للطوسي : ص ۵۹۶ ح ۱۲۳۵ عن إسحاق بن جعفر عن أخيه الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۴۰۵ ح ۱۰۹ .

6.تحف العقول : ص ۲۴۵ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۱۷ ح ۳ .

7.المناقب والمثالب للخوارزمي : ص ۱۰۶ ح ۳۰۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5897
صفحه از 491
پرینت  ارسال به