فَقالَ عليه السلام : كَم غَنَمُكَ ؟
قالَ : ثَلاثُمِئَةٍ .
فَأَرسَلَ إلَى الرَّجُلِ فَرَغَّبَهُ حَتّى باعَهُ الغَنَمَ وَالعَبدَ فَأَعتَقَهُ ، ووَهَبَ لَهُ الغَنَمَ مُكافَأَةً لِما صَنَعَ مَعَ أخيهِ .
وقالَ عليه السلام : إنَّ الَّذي باتَ عِندَكَ أخي ، وقَد كافَأتُكَ بِفِعلِكَ مَعَهُ . ۱
۳ / ۱۰
مُواجَهَةُ مَن سَبَّهُ بِالرَّأفَةِ
۴۲۰۰.تاريخ دمشق عن عصام بن المصطلق :دَخَلتُ الكوفَةَ ، فَأَتَيتُ المَسجِدَ فَرَأَيتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام جالِسا فيهِ ، فَأَعجَبَني سَمتُهُ ۲ ورُواهُ ۳ ، فَقُلتُ : أنتَ ابنُ أبي طالِبٍ ؟ قالَ : أجَل . فَأَثارَ مِنِّي الحَسَدُ ما كُنتُ اُجِنُّهُ ۴ لَهُ ولِأَبيهِ ، فَقُلتُ : فيكَ وبِأَبيكَ ـ وبالَغتُ في سَبِّهِما ، ولَم اُكَنِّ ـ .
فَنَظَرَ إلَيَّ نَظَرَ عاطِفٍ رَؤوفٍ وقالَ : أمِن أهلِ الشّامِ أنتَ ؟ فَقُلتُ : أجَل ، شِنشِنَةٌ ۵ أعرِفُها منِ أخزَمَ!
فَتَبَيَّنَ فِيَّ النَّدَمَ عَلَى ما فَرَطَ مِنّي إلَيهِ، فَقالَ: «لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ» ۶ ؛
1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۵۳ .
2.السَّمْتُ : الهَيئَةُ الحسنة (النهاية : ج ۲ ص ۳۹۷ «سمت») .
3.الرُّواء : المنظر الحسن (النهاية : ج ۲ ص ۲۸۰ «روي») .
4.أجَنَّهُ : سَترَهُ (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۹۲ «جنن») .
5.الشِّنشِنَةُ : الطبيعة والخليقة والسجيّة ، وفي المَثَل : «شِنشِنَةٌ أعرفُها من أخزَم» . قال ابن بري : كانَ أخزَمُ عاقّا لأبيه ، فمات وترك بنين عقّوا جدّهم وضربوه وأدموه ، فقال ذلك (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۲۴۳ «شنن») .
6.يوسف : ۹۲ . إشارة لكلام يوسف عليه السلام مع إخوته المذنبين .