قالَ : أنشِديني .
قالَت : ولِيَ الأَمانُ ؟
قالَ : نَعَم . فَأَنشَأَت تَقولُ :
أنتَ نِعمَ المَتاعُ لَو كُنتَ تَبقىغَيرَ أن لا بَقاءَ لِلإِنسانِ
فَبَكَى الحُسَينُ عليه السلام ، ثُمَّ قالَ : أنتِ حُرَّةٌ ، وما بَعَثَ بِهِ مُعاوِيَةُ مَعَكِ فَهُوَ لَكِ . ثُمَّ قالَ لَها : هَل قُلتِ في مُعاوِيَةَ شَيئا ؟ فَقالَت :
رَأَيتُ الفَتى يَمضي ويَجمَعُ جُهدَهُرَجاءَ الغِنى وَالوارِثونَ قُعودُ
وما لِلفَتى إلّا نَصيبٌ مِنَ التُّقىإذا فارَقَ الدُّنيا عَلَيهِ يَعودُ
فَأَمَرَ لَها بِأَلفِ دينارٍ وأخرَجَها . ثُمَّ قالَ : رَأَيتُ أبي كَثيرا ما يُنشِدُ :
ومَن يَطلُبُ الدُّنيا لِحالٍ تَسُرُّهُفَسَوفَ لَعَمري عَن قَليلٍ يَلومُها
إذا أدبَرَت كانَ عَلَى المَرءِ فِتنَةًوإن أقبَلَت كانَت قَليلٌ دَوامُها
ثُمَّ بَكى وقامَ إلى صَلاتِهِ . ۱
۳ / ۳
عِتقُ جارِيَةٍ بِطاقَةِ رَيحانٍ
۴۱۹۳.نثر الدرّ عن أنس :كُنتُ عِندَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَدَخَلَت عَلَيهِ جارِيَةٌ بِيَدِها طاقَةُ رَيحانٍ فَحَيَّتهُ بِها ، فَقالَ لَها : أنتِ حُرَّةٌ لِوَجهِ اللّهِ تَعالى .
فَقُلتُ : تُحَيّيكَ بِطاقَةِ رَيحانٍ لا خَطَرَ لَها فَتُعتِقُها ؟!
قالَ : كَذا أدَّبَنَا اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ ، قالَ : «وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ