شاغِرَةٌ ۱ ، وأيديهِم فيها مَبسوطَةٌ ، وَالنّاسُ لَهُم خَوَلٌ ۲ ، لا يَدفَعونَ يدَ لامِسٍ ، فَمِن بَينِ جَبّارٍ عَنيدٍ ، وذي سَطوَةٍ عَلَى الضَّعَفَةِ شَديدٍ ، مُطاعٍ لا يَعرِفُ المُبدِئَ المُعيدَ .
فَيا عَجَبا وما لي لا أعجَبُ ! وَالأَرضُ مِن غاشٍّ غَشومٍ ۳ ، ومُتَصَدِّقٍ ظَلومٍ ، وعامِلٍ عَلَى المُؤمِنينَ بِهِم غَيرِ رَحيمٍ ، فَاللّهُ الحاكِمُ فيما فيهِ تَنازَعنا ، وَالقاضي بِحُكمِهِ فيما شَجَرَ بَينَنا .
اللّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّهُ لَم يَكُن ما كانَ مِنّا تَنافُسا في سُلطانٍ ، ولَا التِماسا مِن فُضولِ الحُطامِ ، ولكِن لنُِرِيَ المَعالِمَ مِن دينِكَ ، ونُظهِرَ الإِصلاحَ في بِلادِكَ ، ويَأمَنَ المَظلومونَ مِن عِبادِكَ ، ويُعمَلَ بِفَرائِضِكَ وسُنَنِكَ وأحكامِكَ ، فَإِن لَم تَنصُرونا وتُنصِفونا قَوِيَ الظَّلَمَةُ عَلَيكُم ، وعَمِلوا في إطفاءِ نورِ نَبِيِّكُم ، وحَسبُنَا اللّهُ وعَلَيهِ تَوَكَّلنا وإلَيهِ أنَبنا ۴ وإلَيهِ المَصيرُ . ۵
1.شاغرة : أي واسعة (لسان العرب : ج ۴ ص ۴۱۸ «شغر») .
2.الخَوَل : مثال الخَدَم والحَشَم وزنا ومعنى (المصباح المنير : ص ۱۸۴ «خول») .
3.الغَشْمُ : الظُلْمُ (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۹۶ «غشم») .
4.الإنابة : الرجوع إلى اللّه بالتوبة (النهاية : ج ۵ ص ۱۲۳ «نوب») .
5.تحف العقول : ص ۲۳۷ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۰ ص ۷۹ ح ۳۷ .