181
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع

«لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِى إِسْرَ ءِيلَ» إلى قَولِهِ : «لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ » ۱ ، وإنَّما عابَ اللّهُ ذلِكَ عَلَيهِم لِأَنَّهُم كانوا يَرَونَ مِنَ الظَّلَمَةِ الَّذينَ بَينَ أظهُرِهِمُ المُنكَرَ وَالفَسادَ فَلا يَنهَونَهُم عَن ذلِكَ ، رَغبَةً فيما كانوا يَنالونَ مِنهُم ، ورَهبَةً مِمّا يَحذَرونَ ، وَاللّهُ يَقولُ : «فَلَا تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ» ۲ ، وقالَ : «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَـتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ» ۳ .
فَبَدَأَ اللّهُ بِالأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ فَريضَةً مِنهُ ، لِعِلمِهِ بِأَنَّها إذا اُدِّيَت واُقيمَتِ استَقامَتِ الفَرائِضُ كُلُّها ، هَيِّنُها وصَعبُها ، وذلِكَ أنَّ الأَمرَ بِالمَعروفِ وَالنَّهيَ عَنِ المُنكَرِ دُعاءٌ إلَى الإِسلامِ مَعَ رَدِّ المَظالِمِ ومُخالَفَةِ الظّالِمِ ، وقِسمَةِ الفَيءِ وَالغَنائِمِ ، وأخذِ الصَّدَقاتِ مِن مَواضِعِها ، ووَضعِها في حَقِّها .
ثُمَّ أنتُم ـ أيَّتُهَا العِصابَةُ ، عِصابَةٌ بِالعِلمِ مَشهورَةٌ ، وبِالخَيرِ مَذكورَةٌ ، وبِالنَّصيحَةِ مَعروفَةٌ ، وبِاللّهِ في أنفُسِ النّاسِ مَهابَةٌ ـ ، يَهابُكُمُ الشَّريفُ ، ويُكرِمُكُمُ الضَّعيفُ ، ويُؤثِرُكُم مَن لا فَضلَ لَكُم عَلَيهِ ولا يَدَ لَكُم عِندَهُ ، تَشفَعونَ فِي الحَوائِجِ إذَا امتُنِعَت مِن طُلّابِها ، وتَمشونَ فِي الطَّريقِ بِهَيبَةِ المُلوكِ وكَرامَةِ الأَكابِرِ ، ألَيسَ كُلُّ ذلِكَ إنَّما نِلتُموهُ بِما يُرجى عِندَكُم مِنَ القِيامِ بِحَقِّ اللّهِ ، وإن كُنتُم عَن أكثَرِ حَقِّهِ تُقَصِّرونَ ! فَاستَخفَفتُم بِحَقِّ الأَئِمَّةِ ، فَأَمّا حَقَّ الضُّعَفاءِ فَضَيَّعتُم ، وأمّا حَقَّكُم ـ بِزَعمِكُم ـ فَطَلَبتُم ؛ فَلا مالاً بَذَلتُموهُ ، ولا نَفسا خاطَرتُم بِها لِلَّذي خَلَقَها ، ولا عَشيرَةً عادَيتُموها في ذاتِ اللّهِ ، أنتُم تَتَمَنَّونَ عَلَى اللّهِ جَنَّتَهُ ومُجاوَرَةَ رُسُلِهِ وأمانا مِن عَذابِهِ !

1.المائدة : ۷۸ و ۷۹ .

2.المائدة : ۴۴ .

3.التوبة : ۷۱ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
180

لِيَرغَبِ المُؤمِنُ في لِقاءِ اللّهِ مُحِقّا ، فَإِنّي لا أرَى المَوتَ إلّا سعادَةً ۱ ، ولَا الحَياةَ مَعَ الظّالِمينَ إلّا بَرَما ۲ . ۳

۸ / ۲

الرّاضي بِفِعلِ قَومٍ كَالدّاخِلِ مَعَهُم

۴۰۵۹.مسند أبي يعلى عن يوسف الصبّاغ عن الحسين عليه السلامـ ولا أعلَمُهُ إلّا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آلهـ : مَن شَهِدَ أمرا فَكَرِهَهُ كانَ كَمَن غابَ عَنهُ ، ومَن غابَ عَن أمرٍ فَرَضِيَ بِهِ كانَ كَمَن شَهِدَهُ . ۴

۸ / ۳

خُطبَةُ الإِمامِ عليه السلام فِي الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ

۴۰۶۰.تحف العقول عن الإمام الحسين عليه السلامـ فِي الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ ، ويُروى عَن أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلامـ : اِعتَبِروا أيُّهَا النّاسُ بِما وَعَظَ اللّهُ بِهِ أولِياءَهُ مِن سوءِ ثَنائِهِ عَلَى الأَحبارِ ۵ ، إذ يَقولُ : «لَوْلَا يَنْهَـاهُمُ الرَّبَّـنِيُّونَ ۶ وَالْأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الْاءِثْمَ» ۷ ، وقالَ :

1.في المصدر : «شهادة» بدل «سعادة» ، والتصويب من سائر المصادر .

2.بَرَما : مصدر بَرِمَ به إذا سَئِمَهُ وملَّهُ (النهاية : ج ۱ ص ۱۲۱ «برم») .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۳ ، المعجم الكبير : ج ۳ ص ۱۱۴ ح ۲۸۴۲ عن محمّد بن الحسن ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۷ ؛ الملهوف : ص ۱۳۸ ، تحف العقول : ص ۲۴۵ ، الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۶۱ عن محمّد بن حسن نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۹۲ ح ۴ .

4.مسند أبي يعلى : ج ۶ ص ۱۸۲ ح ۶۷۵۲ ، كنز العمّال : ج ۳ ص ۸۳ ح ۵۶۰۲ .

5.الحِبر والحَبر : العالِم ، ذمّيّا كانَ أو مسلما ، بعد أن يكون من أهل الكتاب . وقال الجوهري : هو واحِد أحبارِ اليهود ، وبالكسر أفصح (راجع : لسان العرب : ج ۴ ص ۱۵۷ «حبر») .

6.الرَّبّاني : المتَألِّهُ العارف باللّه تعالى (الصحاح : ج ۱ ص ۱۳۰ «ربب») .

7.المائدة : ۶۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد التّاسع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6091
صفحه از 491
پرینت  ارسال به